رئيس التحرير
عصام كامل

التاريخُ يدون.. أرهقتنى مصر وشعبها


شعب أذهل العالم وحير المحللين، أجهز على ثلاثة أنظمة متتالية بلا هوادة أو ملل، العالم وقف ذاهلاُ أمام طوفانه الأخير! المرحب به كالاتحاد الأوربي لا يسعه أن يصفه بالثورة، والدول التي أربكها هذا الطوفان وأقلقها ليس بمقدورها أن تصنفه على أنه "انقلاب عسكري"، لكون الملايين المرابطة بالشوارع هي التي بدأته ومازالت مصرة عليه! بل إن الجميع قد توحد تحت رايته شعب - جيش – شرطة.


فرأينا أمريكا، بكل ثقلها تهدد بقطع المعونات وتلوح بعقوبات، وتصف ما حدث بالانقلاب؛ وتغالي في التدخل في الشأن المصري حينما تتباكى على الحريات (حرية الإرهاب)، أمريكا التي تقتل معارضيها بطائرات دون طيار تستاء من إغلاق قنوات تفريخ الإرهاب، ثم تتراجع بالتدريج وتتخبط في تصنيف ما حدث.

الكل في حيرة في مواجهة طفرة شعبية لم يتحسب لها أحد، وملايين من البشر لم تكتف بالزخم الثوري بل بدأت في بث رسائل للعالم الخارجي، كخطاب سياسي يحترم العقول ويشرح ما حدث ويبعد تهمة الخيانة والانقلاب عن جيش مصر العظيم.

وهكذا تتوالى المعجزات، تهديد بقطع المعونة العسكرية توازيه حملة مصرية رائعة للتبرع تجمع في أقل من ساعتين 48 مليار جنيه!

في وقت تتعافى مصر من مرض عضال، جثم على صدرها رافعاً راياته السوداء مرفرفة على سماواتها باثاً الرعب في كل مفاصلها؛ نجد من يتآمر عليها من الداخل والخارج، عربياً ودولياً.. لك الله يا مصر، فدماؤك تتفرق على كل القبائل والجبهات كلها مفتوحة.

لليوم الخامس على التوالي، ونحن نشاهد محاولات مستميتة لاستنزاف قدرة الجيش وطاقته، بل وتوريطه أمام الرأي العام العالمي في مواجهات دموية لوصمه بالدكتاتورية والفاشية.

لكن الأحداث تتوالى والمفاجآت تذهل الجميع والمستور يٌكشف .. وسوف تنتصري يا حبيتي الغالية بإرادة شعبك التي لا تلين.. أيها العالم فلتستمع لرسائل وصوت الشباب الهادر، فلتشهد على فصيل خائن لا يخجل من استدعاء العدو التاريخي لمصر وللأمة العربية ليساعده على استرجاع كرسي الرئاسة، ولتكتب أيها التاريخ في صفحات كتابك بأحرف من نار.. أرهقتني مصر وشعبها.
الجريدة الرسمية