أول من آمن برسول الله.. لمحات من حياة أم المؤمنين السيدة خديجة
هي أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من النساء، بل هي أول من آمن بالنبي من الناس جميعًا هي زوج رسول الله الأولى وسيدة نساء أهل الجنة والداعمة الأولى للدعوة الإسلامية وأم أولاده وبناته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
في مثل هذا اليوم 22 نوفمبر وقبل الهجرة بثلاث سنوات عام 619 م ولدت السيدة خديجة أولى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ورفيقة دربه في أصعب مراحل حياته وهي راية النور في سيرة ومسيرة سيد الخلق وحافز التأييد الأولى بالرأي والمشورة والمال والجاه.
التعاون مع الصادق الأمين
والسيدة خديجة لم يخترها رسول الله وإنما هي التي اختارته ولم يكن اختيارها صدفة وإنما لأن الله عز وجل هو الذي اختارها لتكون بجوار نبيه تسانده وتؤازره وتصدقه الرأي وتعينه على حمل أعباء نشر الرسالة، واختصها وحدها من بين نساء رسول الله في ملازمته فترة نزول الوحي ومراحل تنزيل القرآن وتعبده في غار حراء.
بدأت الرحلة التي تاجر فيها الرسول لخديجة بعد أن توسط عمه أبو طالب لمحمد ليتاجر لها في بلاد الشام وتوعده خديجة بنصيب أكبر مما تعطى لغيره، عرفت فيه الأمانة والخلق الكريم.
تجارة النبي
رفضت السيدة خديجة من الخطاب الكثير من سادة قريش ومكة بعد أن تزوجت مرتين ومات عنها الزوجان عتيق بن عابد وأنجبت منه بنتا، والثانى النباش بن زرارة التميمي الذى أنجبت منه هند وهالة اللتين تربيا في كنف رسول الله بعد زواجه بخديجة.
عاد رسول الله من تجارته لخديجة ظافرا قادما من الشام وفى صحبته غلامها ميسرة الذي نقل لها كل ما رآه من عظمته وكماله والظل الذي كان يحتمي فيه الرسول من الشمس ساعة الظهيرة ونبوءة أحد الرهبان له بالنبوة
الزواج السعيد
تمنت السيدة خديجة للفوز بمحمد زوجا وأخبرت ذلك إلى صديقتها برغبتها التي أخبرت بدورها النبى برغبة خديجة حتى إنها قالت له بعد ذلك (انى اخترتك لقرابتك مني وشرفك في قومك وأمانتك عندهم وحسن خلقك وصدق حديثك ذهب محمد يحكى كل هذا لأعمامه وخرج معه عماه أبو طالب وحمزة لخطبتها، وفى بيتها وجدوا قومها وكل شيء مهيأ للزواج، وقال أبو طالب ( ان ابن أخى لا يوزن برجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا وإن كان في المال قل فإن المال زائل وله في خديجة بنت خويلد رغبة ولها فيه مثل ذلك ).
وخطب ورقة ابن نوفل ابن عم خديجة وقال (الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وأنتم أهل ذلك كله ورغبتنا في الاتصال بحبلكم فاشهدوا يا معشر قريش انى قد زوجت خديجة بمحمد ابن عبد الله على صداق 12 أوقية من الذهب ).
عاشت السيدة خديجة إلى جانب الرسول حياة طيبة في مكة لمدة 15 عاما ورزقهما الله القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، ومات القاسم وهو رضيع ولما بكته خديجة قال لها رسول الله ( ان له مرضعا في الجنة ان شئت اسمعتك صوته في الجنة ) ثم مات عبد الله طفلا في مستهل الدعوة.
عام الحزن فى حياة الرسول
ورحلت السيدة خديجة في رمضان وقبل الهجرة بثلاث سنوات وأحدث وفاتها حزنا كبيرا في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلقد كانت السند العاطفي والقلبي والمالي له، ومما زاد من حزن النبي وألمه أن وفاتها أتت في العام نفسه لوفاة عمه أبي طالب السند السياسي والاجتماعي له، لهذا لم ينس النبي هذا العام طوال حياته وسمي "عام الحزن ".
ومما يدل على شدة حب النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة ووفائه لها بعد وفاتها قول عائشة رضي الله عنها: "ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة وإني لم أدركها"، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول: "أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة"، قالت: فأغضبته يوما فقلت: خديجة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني رزقت حبها"
