رئيس التحرير
عصام كامل

كيف أصبح منهج الإخوان غير قابل للتجديد والتحديث؟ ‏

شعار الإخوان
شعار الإخوان

يطالب بعض الباحثين  الإخوان بتجديد منهجها وأفكارها حتى تستطيع مواكبة العصر، لكن الغالبية يرون التنظيم فكرة غير قابلة ‏للحياة، ويحمل أسباب فنائه داخله، فالذي بني على السمع والطاعة ويرفض النقد ولايجد له ممرات مشروعه للأخذ به ستنتهي ‏آجلا أم عاجلا.  

وفي هذا الصدد، قال عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإخوان فكرة محكوم عليها بالموت موضحا أنه ‏حتى الأصوات الإصلاحية داخل جماعة الإخوان، تتلخص جهودها في العمل للعودة إلى منهج البنا ومشروعه.‏

تنقية المنهج ‏

ولفت عبد الحافظ إلى أن هذه الأصوات تحاول بكل الطرق تنقية المنهج الإخواني من الشوائب التي لحقته نتيجة التطبيق ومرور ‏الزمن؛ لكنه لا يدرك أنه بذلك إنما يسعى فقط إلى الرجوع إلى نفس الطريق من بدايته، والذي سيصل به مجددا مع استمرار ‏السير فيه إلى نفس النقطة التي يقف بها الآن ويحاول العودة منها.‏

واختتم: هذا الأمر يمثل دورانا في دائرة مغلقة، لا يترتب عليه إلا إعادة إنتاج نفس الأخطاء، ولن تفيد العودة لبداية الطريق في ‏شيء، ولكن مراجعة الطريق واتخاذ مسار آخر هو الحل.‏

جمود التنظيم ‏

ويعاني تنظيم الإخوان من جمود ورغبة في التغيير حتى وهو ينازع الموت، إذ تتمسك الجماعة حتى الآن بالسمع والطاعة ‏ولاتريد التنازل عنه باعتباره أخطر أدبيات التنظيم.‏

كان محي عيسى، القيادي المنشق عن الجماعة حفز الصف الإخواني على ترك التنظيم قائلا: لا تسلم عقلك لغيرك فيسوقك كما ‏تساق الخراف وربما يضعك فى الحظيرة فى انتظار الذبح، كن إضافة ولا تكن عبئا.‏

وأضاف القيادي المنشق عن الجماعة، والذي يهاجم القيادات التاريخية بشراسة ودون انقطاع: الله خلق البشر وجعلهم فى ‏منظومة بشرية يخدم بعضها بعضا بل سخر بعضهم لبعض ليكمل أحدهما الآخر (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم ‏مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).‏

واستكمل: الفرد هو اضافة للمجموع وليس عالة عليها، وهناك أسباب تمنع هذه الإضافة وتحول الفرد إلى عبء على المجموع لا ‏إضافة له ولعل من أهم أسبابها هو الإعاقة، مردفا: "ليس المقصود إعاقة البدن فكم من ذوى الاحتياجات الخاصة مبدعون فى كل ‏المجالات، لكن ما نقصده هو الإعاقة العقلية والفكرية، وأن تسلم عقلك وفكرك لغيرك فتعيش منقادا تابعا لا قائدا ولا حتى ندا".‏

واختتم موجها حديثه للصف في دعوة للتمرد: إن اردت ان تكون اضافة للبشرية لا عالة عليها فاعلم أن الله منحك عقلا تميز به ‏بين الغث والسمين وبين الحق والباطل وبين الخطا والصواب.‏

الجريدة الرسمية