رسائل السيسي لرئيس روسيا وولي عهد بريطانيا تتصدر النشاط الخارجي
شهد الأسبوع الرئاسي نشاطا خارجيا حيث تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الاتصال شهد التباحث حول عدد من موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة التعاون في المجالات الاقتصادية والصناعية والطاقة وكذلك استعراض مستجدات الموقف التنفيذي لمشروع محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، وكذلك إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس الروسي أكد حرص بلاده على الاستمرار في الارتقاء بالتعاون المثمر والوثيق بين البلدين الصديقين فضلًا عن الأهمية التي يوليها للتنسيق والتشاور المنتظم مع السيد الرئيس بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
من جانبه؛ ثمن الرئيس علاقات الشراكة الممتدة مع روسيا، والتي تكللت بإبرام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقين، والتي فتحت آفاقًا جديدة للتعاون الثنائي في العديد من المجالات والمشروعات المشتركة، بالإضافة إلى تلك الجاري تنفيذها.
وتم مناقشة تطورات أهم الملفات الإقليمية والدولية بالمنطقة، حيث عبر الرئيس الروسي عن تقديره للجهود الشخصية للرئيس في هذا الإطار، والتي عززت المسارات السياسية لتسوية الأزمات بالمنطقة، وهو الأمر الذي رسخ دور مصر كمركز ثقل لصون السلم والأمن في محيطها الإقليمي، مؤكدًا حرص روسيا على مواصلة التعاون والتنسيق المكثف بين البلدين.
كما استقبل الرئيس السيسي والسيدة قرينته بقصر الاتحادية الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا والسيدة قرينته.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس رحب بولي العهد البريطاني في زيارته لمصر، طالبًا نقل تحياته إلى جلالة الملكة إليزابيث"، ومعربًا عن التطلع لأن تمثل هذه الزيارة محطة جديدة داعمة للعلاقات التاريخية بين البلدين، أخذًا في الاعتبار ما تمثله دومًا الزيارات الملكية البريطانية من علامات بارزة تظل ماثلة في الذاكرة السياسية والشعبية لكلٍ من مصر وبريطانيا.
من جانبه؛ أعرب الأمير تشارلز عن التقدير والامتنان لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي لاقاها في مصر، ناقلًا إلى السيد الرئيس تحيات الملكة "إليزابيث"، ومؤكدًا سعادته بالتواجد في مصر مجددًا، وحرصه على زيارتها في إطار الجولة الرسمية الأولى له خارج البلاد بالإنابة عن الملكة منذ بدء جائحة "كورونا"، وذلك في ضوء خصوصية العلاقات التقليدية بين البلدين، بالإضافة إلى الدور المحوري والمتوازن الذي تضطلع به مصر في التعامل مع العديد من القضايا الدولية بقيادة السيد الرئيس، وكذا صون الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد تضامن مصر مع بريطانيا وشعبها في مواجهة الإرهاب الأسود عقب الحادث الإرهابي الأخير الذي وقع بمدينة ليفربول، ولتكثيف التعاون المشترك لتعزيز قيم التسامح والسلام وقبول الآخر، بما يقوض من التفسيرات المتطرفة التي تتبناها جماعات الإرهاب، فضلًا عن العمل على تبني المجتمع الدولي لاستراتيجية متعددة المستويات تشمل التعامل مع كافة العناصر والأطراف الداعمة للتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة وتعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك.
وفيما يتعلق بقضايا المنطقة، أكد الرئيس اهمية ترسيخ المؤسسات الوطنية في دول المنطقة التي تعاني من أزمات، بهدف ملء الفراغ الذي يتيح الفرصة لنمو الإرهاب وانتشاره إلى باقي دول العالم، وهي محددات تمثل في مجملها ثوابت ومبادئ سياسة مصر في التعامل مع الأزمات القائمة بالمنطقة.
وقد ثمن الأمير تشارلز الجهود التي قامت بها مصر خلال السنوات الماضية على صعيد التصدي للأفكار المتطرفة ومكافحة الإرهاب، حيث أوضح الرئيس في هذا السياق أن هناك نهج فعلي ترسخ في تعامل الدولة مع حرية ممارسة الشعائر الدينية، وكذا إعلاء مبادئ المواطنة والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين على أية أسس دينية أو طائفية أو غيرها، فضلًا عن ترسيخ ثقافة التعددية وقبول الآخر.
وقد أكد الأمير تشارلز اهتمام بريطانيا بتعزيز التعاون المشترك مع مصر في هذا الإطار للاستفادة من تجربتها في ترسيخ دور الأديان كحاضنة للتطور الاجتماعي الإيجابي الذي ينمي وعي الفرد بدوره وواجباته تجاه مجتمعه واستقراره وتنميته.
كما شهد اللقاء التباحث بشأن سبل تعزيز التعاون الثنائي في عدد من المجالات، خاصةً على مستوى التعليم الجامعي والصحة، بالإضافة إلى التنسيق في موضوعات تغير المناخ، في ضوء المبادرات المتعددة التي يرعاها الأمير تشارلز في هذا المجال، إلى جانب استضافة مصر عام 2022 للدورة القادمة ال٢٧ لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ وذلك بهدف تأمين تحقيق نتائج إيجابية للوصول إلى الأهداف التي وضعها المجتمع الدولي للتعامل مع هذا الملف الهام الذي يمس مصالح الإنسانية بأسرها، لاسيما ما يتعلق بتفعيل دور القطاع الخاص بإمكاناته الضخمة للمساهمة في الحد من الانبعاثات.
وقد أعرب الجانبان عن الارتياح للتطور الإيجابي الملموس الذي تشهده علاقات التعاون بين البلدين الصديقين في الفترة الحالية، والتشاور المستمر في كافة المجالات سواء على مستوى القيادة السياسية أو المستويات التنفيذية، بما في ذلك التنسيق لمواجهة التحديات المستجدة والتي تهدد الإنسانية بشكل مشترك.