عاشق لترابها.. سر زيارة الأمير تشارلز للمناطق الشعبية في مصر
الأمير العاشق للأحياء الشعبية في مصر.. هكذا يصف المصريون الأمير تشارلز، أمير ويلز وولي عهد بريطانيا، الذي يأتي اليوم لزيارة مصر في أول زيارة رسمية له بعد إنقطاع 16 عامًا.
وظهر اهتمام الأمير تشارلز بالأماكن الشعبية في مصر مع بداية تسعينات القرن الماضي، عندما كانت مصر تعاني من الإرهاب الأسود، وظهرت عبارة "جمهورية إمبابة"، وبدا العالم منشغلًا بقصة المنطقة مع التعصب والتي تعود لثمانينيات القرن الماضي، وبدأت ظاهرة "الشيخ جابر الطبال"، الذي قرر أن يعلن إمبابة جمهورية إسلامية، وفي أوج نشاط الجماعة الإسلامية قررت الدولة أن تنتهى هذه الظاهرة، فكانت المواجهة عنيفة.
تشارلز في البوهي
حسمت الدولة ملف الجماعات الإسلامية فى المنطقة، والشيخ جابر، مجرد طبال وبلطجى سابق حولته جماعة متطرفة إلى أمير للجماعة في إمبابة.
وفي نهاية 1992، قررت الدولة القضاء على الشيخ جابر لتتوجه أنظار العالم كله نحو إمبابة، في هذا التوقيت قرر الأمير تشارلز أن يزور المنطقة.
وأتيح للأمير الملكي تشارلز أن يزور حي إمبابة، واختار أن يسير في شارع البوهي، أحد شوارع المدينة المكتظ بالسكان، والذي يزور المكان حاليا يجد نصبا موجودا عليه لوحة عن زيارة الأمير تشارلز للبوهي، ومساعدته في تطوير المنطقة وإنشاء قصر ثقافة البوهي هناك، للتعريف بالدين والتسامح الديني ونبذ العنف.
عزبة خير الله
وبعد ما يقرب من الثلاثين عامًا يعاود الأمير تشارلز زيارة مصر، وفي هذه المرة، والتي وصفت بالزيارة الثانية من نوعها خلال العقدين الأخيرين، تتضمن زيارة الأمير تشارلز وزوجته كاميلا عزبة خيرالله وبيت الرزاز والمستشفى البيطري.
أما عزبة خير الله فهي منطقة شديدة الكثافة ومتكدسة بالسكان؛ وإن كانت لا تزال تستقبل المزيد ممن يبحثون عن مسكن قريب من مركز المدينة الحيوي ويلائم قدراتهم المادية.
فعزبة خير الله تتبع أربعة أحياء مختلفة: (مصر القديمة، ودار السلام، والبساتين، والخليفة)، مساحتها 480 فدانا، أي 2 كيلو متر مربع، أما عدد سكانها فيصل إلى 650 ألف نسمة وفقًا لتقديرات الإحصاء.
وعزبة خير الله عبارة عن هضبة صخرية تقع شمال حي المعادي، ومع منتصف سبعينيات القرن الماضي بدأ الناس يتوافدون إلى تلك المنطقة قادمين من الصعيد والأرياف بغرض السكن والبحث عن لقمة العيش بالمناطق المجاورة بالقاهرة.
ولما لم يستطع هؤلاء الوافدون تدبير سكن ملائم بالمدينة فلجأوا إلى تلك الهضبة المرتفعة وقاموا ببناء غرف من الحجارة المنتشرة بالمنطقة ليسكنوا بها دون وجود أية مرافق أو خدمات.
الأمير العاشق للأماكن الشعبية
فضل الأمير العاشق للأماكن الشعبية والفقيرة في مصر إدراج عزبة خير الله على رأس زيارته لمصر، وفور وصول الأمير تشارلز وزجته كاميلا باركر، دوقة كورنوال زوجة ولي العهد البريطاني الامير تشارلز، فضلت كاميلا التوجه إلي عزبة خير الله، وزارت إحدي المبادرات المجتمعيه لتطوير حياة الأسر الأكثر احتياجًا، التي تقام تحت اشراف المجلس الثقافي البريطاني منذ عدة سنوات وتساعد على تمكين النساء، ودعم الشباب.
عندما وصلت الدوقة كاميلا لعزبة خير الله كان أطفال العزبة في استقبالها، وبعد تحيتهم، صعدت كاميلا إحدى أسطح البنايات بالعزبة، واستمعت لشرح عن ابتكار النساء المعيلات طرق لدعم أنفسهن وإعالة عائلاتهن، وأيضا تجارب بعض الشباب والجهود التي يبذلونها لتشجيع حماية الطبيعة، أنهم يقومون بإعادة استخدام وتدوير الأدوات وصناعة شنط صديقة للبيئة وزراعة الأسطح؛ للحد من تأثير تغير المناخ وهو جزء من برنامج التواصل المناخي الذي يقوم بتنفيذه المجلس الثقافي البريطاني في العالم.