ذكرى رحيل حسين الشافعي أحد الضباط الأحرار
انضم إلى الضباط الأحرار، وكان عبد الناصر يثق فى كلامه، تولى قيادة سلاح الفرسان أثناء الثورة، وتولى قيادة الكتيبة الأولى للمدرعات التى أطاحت بالملك، تولى السيد حسين الشافعى ـ رحل في مثل هذا اليوم 18 نوفمبر 2005 ـ وزارات الحربية والشئون الاجتماعية والتخطيط وشئون الأزهر، ونائبا لرئيس الجمهورية حتى 1974، تولى منصب النائب الأول للرئيس جمال عبد الناصر وأيضا النائب للرئيس السادات إلا أنه الوحيد الذى خرج من منصبه بلا إقالة أو استقالة.
مجموعة الضباط الأحرار
عن عمل مجموعة الضباط الأحرار قال السيد حسين الشافعى: أعود بالذاكرة إلى ما قبل 23 يوليو 1952 عندما كان الضباط الأحرار يجتمعون في الخفاء ويتكلمون في همس وسرية، ويعملون في الظلام من أجل التخلص من حكم فاسد، وكان رجال العهد الماضى يعتقدون أن ما يقوم به مجموعة الضباط الأحرار لا يعدو بعض المنشورات التي ينشرها حفنة من الضباط، لم يفطن رجال العهد الماضى إلى حقيقة خطر الضباط الأحرار إلا رجل واحد هو حسين سرى عامر الذي كان يسعى لتولى وزارتى الحربية والبحرية ليقضى على الضباط الأحرار بطريقته الخاصة بعد أن وصفهم بشوية عيال وأنه قادر أن يلبسهم طرح إذا تولى الأمر وأصبحت بيده السلطة، مما عجل بقيام الثورة وإثبات أن هؤلاء الضباط الاحرار هم أحرار غيورين على مصلحة البلاد.
شكلت وزارة الشئون الاجتماعية عام 1958 لأول مرة بعد الوحدة وتولاها البكباشى حسين الشافعى الذى أسس لجنة جديدة باسم لجنة الأسرة مهمتها دراسة أحوال الزواج فى مصر بالرصد والتحليل رغبة منه في إصدار قرارات مستمدة من الواقع الفعلي
عن الشخصيات التي تأثر بها حسين الشافعى في حياته يقول:في حياتى شخصيتان إحداهما إسلامية والأخرى غربية، الأولى هي شخصية الفاروق عمر بن الخطاب، وقد بدأ إحساسي بعمقها منذ صغرى منذ ترددت على الجامع الموجود في بلدتنا، واستمعت إلى سير العظماء، لفت نظري كثرة ترديد اسم عمر بن الخطاب والاستدلال على قوة شخصيته وعظم تضحيته، وقوته في الحق، وخوفه من أن تجرفه مغريات الدنيا وحرصه على أن يلبس في إصبعه خاتما كتب عليه (كفاك بالموت واعظا يا عمر).
وهناك شخصية أخرى آمنت بمبادئها وشخصيتها هي إبراهام لنكولن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كانت عظمته تنحصر في جهاده لتحرير العبيد، وثورته على الأوضاع القائمة وقتئذ في أمريكا، مما يذكر بجهادنا الحالى ضد الإقطاع في مصر، وجاء إيماني بهذه الشخصية نتيجة قراءتى لكتاب تاريخ حياة إبراهام لنكولن، وكان مقررا علينا في البكالوريا عام 1935.
حسين الشافعي والسادات
في مجلة المصور عام 1953 كتب البكباشي محمد أنور السادات عن صداقاته داخل مجموعة الضباط الأحرار، فعن البكباشي حسين الشافعى كتب يقول:
تحت عنوان " هؤلاء زملائى" كتب أنور السادات في المصور قبل توليه حكم مصر عن حسين الشافعى يقول "كنا ثلاثة أنا وزكريا محيى الدين وحسين الشافعى زملاء في الكلية الحربية، بدأت صلتى به بعد حادث طريف حدث ونحن طلبة في الكلية الحربية، كانوا قد حقنونا ضد التيفود، وفى الصبح قمت وأنا أكاد أموت شوقا إلى فنجان من الشاى، ولم أجد وسيلة أشرب بها الشاى إلا عن طريق ترزى الكلية، فقد كان الشاى ممنوعا علينا نحن الطلبة منعا باتا،
وجلست أشرب الشاى وأنا في غاية السعادة، وإذا بى أرى أمامى حسين الشافعى، ظللت أخشاه شهرا خوفا من أن يشى بى، ولكن كأنما تفاهمنا منذ تلك اللحظة، فقد تستر على مخالفتى وأصبحنا صديقين وأصبح ذلك الحادث فكاهتنا ومصدر ضحكاتنا، اختلف بعد ذلك طريقنا في الحياة بعد ذلك ولكننى كنت أعرف أن حسين الشافعى في تشكيلاتنا السرية وأنه أحد الأركان المهمة التي يعتمد عليها.
غدر السادات بالشافعي
ورغم ذلك بعد تولى السادات الحكم تعرض حسين الشافعى للتجاهل بعد وفاة عبد الناصر وفى هذا يقول الشافعي في مذكراته: اتفق رجال السادات على تولية السادات الرئاسة من منطلق أنه لا يجوز أن يظل منصب رئيس الجمهورية شاغرا، ووجدتهم أيضا قد اتفقوا على السادات رغم أني النائب الأول والأقدم وكان الواضح أن السادات قد رتب أموره جيدا بداية من عدم حضوره جنازة عبدالناصر، وبالتالي لم أجد هناك مفر من الموافقة على هذا الأمر خاصة أنني لم أكن أسعى إلى أي سلطة بل واستمر عملي كنائب للسادات بعد ذلك حتى عام 1974 لغرض واحد فقط وهو كيف نحافظ على نظام جمال عبدالناصر مع تأكيد استمرار ثورة 23 يوليو، ولم آت لأي شيء آخر، وأنا مع أي فرد يتحمل تلك المسئولية.