أمريكا تخير البرهان بين إعادة عبد الله حمدوك لرئاسة الوزراء واستمرار أزمة السودان
أجرت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية، للشؤون الإفريقية اجتماعات، مولي في، اليوم الثلاثاء، في العاصمة السودانية "الخرطوم" سلسلة لقاءات بهدف حلحلة الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ قرار رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حلّ مجلسي السيادة والوزراء، في حين تستمر التحركات لتشكيل حكومة جديدة.
والتقت الدبلوماسية الأمريكية، الفتاح البرهان، ضمن مساعي واشنطن لعودة رئيس الوزراء المعزول حمدوك إلى منصبه، واستعادة الحكومة بقيادة مدنية، وإطلاق سراح القادة السياسيين والمدنيين المعتقلين.
الرغبة فى السلطة
وأبلغ الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، مساعدة وزير الخارجية الأمريكية، أن المكون العسكري في السودان غير راغب في الاستمرار في السلطة، مؤكد أنه ملتزم بالوثيقة الدستورية وبالحوار مع القوى السياسية كافة، مؤكدا أن أي معتقل لا تثبت عليه تهمة جنائية سيتم إطلاق سراحه.
وكشفت مصادر سودانية، أن زيارة المسؤولية الأمريكية حركت الجمود في مجال الوساطات الدولية لحلحلة الأزمة فى البلاد، فقد توقفت منذ 10 أيام مساعي الوساطة بين قيادة الجيش والقوى الرافضة لقرارات البرهان.
وحسب مصادر مطلعة، أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكية شددت خلال اجتماعها بقائد الجيش على أن عودة عبد الله حمدوك لرئاسة الحكومة هي أساس لحل الأزمة الحالية في البلاد التي تعاني في الأساس من ضائقة اقتصادية، وأن المعلومات المتوفرة عن الاجتماع تفيد بأن البرهان لا يعارض عودة حمدوك، شريطة أن يترأس حكومة من الكفاءات الوطنية.
لقاء حمدوك
كما التقت الدبلوماسية الأمريكية، عبد الله حمدوك في مقر إقامته، واجتمعت أيضا بوزيرة الخارجية السودانية المعزولة مريم المهدي، وقال حساب السفارة الأمريكية في الخرطوم على تويتر: إن لقاء "مولي في" بالوزيرة السودانية كان الهدف منه إبداء دعم واشنطن للحكومة المدنية الانتقالية.
وقال المجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير الثلاثاء، إن ممثلين عنه اجتمعوا مع المسؤولية الأمريكية، وناقشوا معها الوضع القائم في البلاد، وتأثيرات "الانقلاب" في التحول الديمقراطي في السودان، وذلك في إشارة إلى قرارات قائد الجيش التي وضعت نهاية للشراكة بين الجيش وقوى الحرية والتغيير في قيادة المرحلة الانتقالية.
وذكر المجلس في بيان أن قوى الحرية والتغيير أكدت مواقفها بشأن رفض إعلان حالة الطوارئ، واعتقال رئيس الوزراء، وبعض أعضاء حكومته والسياسيين، وأيضا العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين، وأضاف المجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير أنه يسعى لإسقاط "انقلاب" الجيش بكل الطرق السلمية.
ومنذ 25 أكتوبر الماضي، يعاني السودان أزمة سياسية حادة، إذ أعلن قائد الجيش حالة الطوارئ، وحلّ مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وأعفى الولاة، عقب اعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، مقابل احتجاجات مستمرة ترفض هذه الإجراءات.