محورية الدور المصري في دعم ليبيا
الدور المصري في دعم ليبيا له أهمية محورية، إذ تعطى مصر اهتماما كبيرا لاستقرار ليبيا، فهي تمثل عمقا استراتيجيا لها، كما يرتبط الأمن القومي المصري بالأمن والاستقرار في ليبيا لعدة أسباب منها الحدود المشتركة الممتدة بين البلدين، والقبائل المصرية الليبية المنتشرة في كلا البلدين، بل مرت العلاقات السياسية بين البلدين بمراحل مختلفة شهد عليها تاريخ من الترابط الوثيق بين البلدين والشعبين، نظرا لتلك العلاقة والتي تمتد بجذورها في عمق التاريخ بكل مستوياتها..
دائما ما تأتي ليبيا في مقدمة اهتمامات القيادة السياسية المصرية، إذ شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر باريس الدولي لدعم ليبيا، تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي، في ضوء العلاقات الوثيقة التى تربط مصر وفرنسا، بالإضافة إلى دور مصر المحوري في دعم المسار السياسي في ليبيا على المستوى الإقليمي والدولي، فقد حظى المؤتمر بوجود مهم لرؤساء دول وحكومات معنية بالملف الليبي، فقد شاركت على سبيل المثال لا الحصر نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس، ووزير الخارجية الروسي بالإضافة إلى دول الجوار، وذلك لأهمية الملف الليبى، وأهمية ليبيا..
دعم استقرار ليبيا
فإذا كان عدد سكان ليبيا قليل بالمقارنة بدول أخرى، ولكن تحتل ليبيا مساحة كبيرة كما تحتل المركز السابع في ترتيب احتياطي النفط العالمي، وتمتد الحدود المشتركة مع مصر لأكثر من ١٢٠٠ كيلو، وتمتد العلاقات التاريخية بينها وبين مصر لآلاف السنين، كما إنه من مصر بدأ الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا فكان فتح برقة ثم طرابلس، بل كانت مصر من أوائل الدول التي تعاملت رسميا مع ليبيا بعد استقلالها في الخمسينيات من القرن الماضي بعد إنتهاء الاحتلال الإيطالي لليبيا، فكانت مصر من أولى الدول التي اعترفت باستقلال ليبيا..
وتوالي دعم مصر لليبيا في مواقف تاريخية مهمة حتى اللحظة الآنية والتي أكتب فيها مقالي، فالقيادة السياسية المصرية حريصة كل الحرص على دعم الملف الليبي وقد ظهر ذلك جليا فى مواقف سياسية عديدة في السنوات السابقة القريبة، أخرها مؤتمر باريس وحرص الرئيس السيسي على تأكيد محددات الموقف المصري إزاء الأزمة الليبية والذى ينطلق من مجموعة من المسارات أهمها الدعم الدولى لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المقررة في ٢٤ ديسمبر المقبل، وخروج جماعات المرتزقة والمسلحة الأجنبية من جميع أنحاء ليبيا، من أجل استعادة الاستقرار السياسي..
إذ مرت البلاد بمراحل انتقالية متعددة وجاءت اللحظة لإستعادة إستقرار ليبيا، وقد جاء في سياق البيان الختامي للمؤتمر ما يدعم موقف الرئيس السيسي والدولة المصرية، إلى أهمية التزام جميع الجهات الليبية الفاعلة بإجراء إنتخابات رئاسية وتشريعية حرة تتسم بالمصداقية، مع الالتزام بقبول نتائج الانتخابات، فقد قال الرئيس السيسي "أنه لا يمكن لليبيا أن تستعيد سيادتها ووحدتها واستقرارها المنشود إلا بالتعامل الجاد مع الإشكالية الرئيسية التي تعوق حدوث ذلك، والمتمثلة في تواجد القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب على أراضيها".
وفى الحقيقة فالمرحلة القادمة تتطلب من الليبين دعم هذه الجهود لتأسيس عملية سياسية شاملة مؤسسة على قواعد تعطى لها الاستمرارية، وتكون الانتخابات بداية معالجة الأزمة وتسعى نحو استقرار مؤسسات الدولة، وتقوم مصر فيه بدور مهم ومحوري وتاريخي من أجل استقرار المنطقة العربية.