حرب الروايات داخل الإخوان.. قصص سرية تكشف فضائح الجماعة على وقع أزمة الانقلاب الأخير
لا حديث داخل جماعة الإخوان إلا عن كيفية تحطيم الانقلاب الذى يتزعمه الحرس الحديدى بقيادة الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين، ضد القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير، والذى يتسيد فيه الأمين العام السابق الموقف كاملا، ويسيطر على الموقع الرسمى والقناة الفضائية الخاصة بالجماعة، كما يتحكم فى مصادر التمويل، والقيادات التاريخية للُشعب والمناطق داخل مصر الموالية له بشكل شبه كامل.
خريطة القوى الإخوانية
ووفقا لمصادر "فيتو"، تتحرك قوى مختلفة الآن على الأرض لحسم الصراع بعد أن تبين وهن القائم بأعمال المرشد فى مواجهة محمود حسين، الذى أثبت أنه العقل المدبر للتنظيم والرجل الحديدى له، وصاحب التصورات الجامدة التى قادت لإعلان الجماعة على قوائم الإرهاب طوال الأعوام الماضية، بسبب نزعته المتطرفة وتفضيله للتنظيم على الجماعة نفسها.
المصادر قالت إن القوة الأكثر نشاطا الآن هى كتلة الشباب، التى تحاول التحرك بأطر جديدة لكسب مساحة على الأرض وتستفيد من الصدام القاتل بين الكبار، وتتلاعب بالروايات والمواقف القديمة لحسين وجبهته، منوهة بأنه يتم الآن على كل «جروبات» الجماعة تدوير مواقف الكبار من الأحداث السوداء -بحسب وصف أحدهم- لشحن الأجيال التى لم تكن بالوعى الكافى آنذاك، وإعادة تذكيرهم بخطايا القيادة للتأكيد على أن العقلية لم تختلف مطلقا، بل هى السبب الرئيسى فيما حدث للإخوان من تراجع بالداخل والخارج على المستويات.
خيانة الثورة
يدبر الشباب حرب روايات، قصص مفصلية تروج بكثافة وبطريقة ممنهجة ومنظمة لسرد بداية أحداث ثورة يناير، والمواقف الصدامية والكارثية لمحمود حسين، ومنعه الشباب عن التظاهر فى جمعة الغضب خلال أحداث 25 يناير بحجة انتظار ما ستسفر عنه الأحداث والانقضاض على الثورة أو التراجع سريعا حال نجاح مبارك فى المحافظة على نظامه، وهى الثغرة التى سممت العلاقة بين الإخوان والقوى الثورية وباتت الانتهازية السياسية الموقف الأقرب لوصف الجماعة فى أذهان الجميع.
كانت هذه الرواية من أهم الأزمات التى تأسست عليها المعارك السياسية، بل الحشد فى الشارع مع وضد من 2011، وحتى تولى محمد مرسى الحكم فى 2012، فى أخطر مرحلة داخل التنظيم، والتى تزامن فيها تعقد موقف الإخوان مع القوى السياسية ومؤسسات الدولة والشارع المصرى مع ظهور أشرس صراع للأجيال الإخوانية الختلفة وخاصة الشباب والكبار.
نقلًا عن العدد الورقي…،