دفاع طفلة هتك عرضها إمام مسجد يشرح لماذا حكم على المتهم بالمؤبد
قال عاطف أبو العينين بمركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية والممثل القانوني عن المركز ومدير برنامج مناهضة العنف ضد المرأة ومحامي الطفلة التي تبلغ من العمر ١١ عامًا وقام إمام وخطيب بأوقاف الدقهلية بهتك عرضها إن الحكم الذي أصدرته المحكمة أمس على المتهم بالمؤبد.
وأوضح المحامي أن أقصى عقوبة في قضية هتك العرض وفقا لنص المادة ٢٦٨ تكون الحبس من ٣ إلى ٧ سنوات، مشيرا إلى أن المجني عليها إذا كانت أقل من ١٢ عاما لا تقل العقوبة عن ٧ سنوات، وإذا كان الجاني المتهم بهتك عرض المجني عليها ممن تولى تربيتها أو رعايتها فلا تقل العقوبة عن 7 سنوات.
وأشار المحامي إلى أنه إذا اجتمعت الحالتين كانت المجني عليها أقل من ١٢ عاما والجاني ممن تولى رعايتها يكون العقوبة بالسجن المؤبد وهو ما حدث مع قضيتنا، إذ إن الفتاة تبلغ من العمر 11 عاما، والمتهم ممن يتولى رعايتها وتحفيظها القرآن.
وأشار المحامي إلى أن الإعدام يكون عقوبة للمتهم في حالة لو المواقعة تمت من الأمام أو كانت الجريمة مقترنة بجريمة أخرى مثل الخطف.
وأوضح المحامي أن مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية سيدعم المجني عليها نفسيا من خلال المركز، وكذلك توعية أهلها وحثهم على عدم التحدث في القضية أمام الفتاة مرة أخرى.
مرافعة دفاع المجني عليها
وكانت استمعت هيئة محكمة جنايات المنصورة قبل النطق بالحكم لمرافعة دفاع المجني عليها الطفلة ضحية هتك العرض على يد إمام وخطيب بأوقاف الدقهلية، والتي تضمنت جميعها على استنكار الجريمة الفحشاء على يد شخص حافظ لكتاب الله، وجاء فيها: “لم يشفع للمتهم يتم الطفلة الصغيرة، وارتكب جريمة محرمة شرعًا، ارتكب جريمة اهتزت لها السماوات والأرض، واستغل كونه من رجال الدين وأصر على إتيان الفاحشة، واستغل حداثة سن الطفلة”.
وتابعت هيئة دفاع الطفلة في مرافعتها بأن هذا الشخص غير أمين أن ينتمى للأزهر الشريف، فالأزهر بريء من مثل هذا، مؤكدين أن هذا الرجل لن يجعلنا نفقد الثقة في رجال الدين وشيوخنا.
وأوضح الدفاع أن المتهم استدرج الطفلة كرهًا عنها وقام بمواقعتها، واعترف أنه قام بمواقعتها مرة واحدة وأخذ حبوب جنسية فهو رجل دين أصبح نجسًا - على حد وصفهم، لم يشفع لها أنها حاملة لكتاب الله، ففضحه الله، ساعة استجابة لمظلوم قد ظلمه، فقد نفد رصيده من الستر.
وقال الدفاع: شيخ حفظ القرآن، وكنا نستشيره في أمور ديننا ودنيانا، ونثق به، دس سمومه في جسد طفلة بريئة، ماذا أغراك فيها، جريمة شنعاء تهتز لها السماء فالمتهم سعى في الأرض فسادًا، ولم يقتلها مرة بل قتلها ألف مرة، اغتصب وقتل طفولتها البريئة، نقول لعدالتكم لا تأخذكم به رحمة ولا شفقة، وقضائك العادل سيقتص من هذا الشيطان.
كما استمعت هيئة المحكمة أيضًا لدفاع المتهم الذي جاء في مرافعته "ألتمس من عدالتكم براءة المتهم من التهم المنسوبة له بركنيها المادي والمعنوى، كونه لا يصادق ما جاء بالدليل على وجود دليل بالأوراق على المتهم وفساد الدليل الفني وعدم معقولية كلام المجني عليها، وعدم وجود شاهد يعزز ما قالته في الأوراق وبطلان التحريات، واصفًا القضية بأنها كيد نساء.
رد فعل أسرة الطفلة
وبعد سماع المرافعة ويقين هيئة المحكمة باكتمال أركان القضية حكمت وبإجماع الآراء بالمؤبد على المتهم، وتزامنًا مع سماع المتهم الحكم، سقط مغشيًّا عليه داخل قفص الاتهام، فيما تعالت كلمات الحمد لله لقد ظهر الحق ويحيا العدل لتكون أول رد فعل من أسرة الطفلة الضحية المجني عليها.
وخرجت أسرة المجني عليها “الأم وشقيقها وعم الطفلة” من المحكمة ليفاجأوا بتجمع لعدد من أهالي القرية منشاة البدوي التابعة لمركز طلخا يقدمون التهاني وتعالت الزغاريد والهتافات أمام مجمع المحاكم بمدينة المنصورة.
وكان المستشار علاء السعدني المحامي العام الأول لنيابات جنوب الدقهلية أحال المتهم لمحاكمة عاجلة أمام محكمة الجنايات بعد اعترافه بهتك عرض طفلة عمرها ١١ عامًا مستغلا سلطته عليها في تحفيظ القرآن الكريم وتعليمها كرجل دين، إلا أنه أصر على إتيان الفاحشة كرها عنها.
اعترافات المتهم التفصيلية
وكان «سليمان. ف. س.»، 39 سنة، محفظ قرآن كريم، وإمام وخطيب بمديرية أوقاف بالدقهلية، المتهم بهتك عرض طفلة أدلى بتفاصيل الواقعة أمام النيابة العامة بطلخا، قائلا شفتها واقفة قصاد باب غرفة النوم، الشيطان أغواني وكنت تحت تأثير قرص جنسي، وقمت بهتك عرضها، وبعد كده مشيت.. والموضوع ده حصل بعد ما الطلبة مشيوا من الدرس الديني وده اللي حصل بالضبط وقتها".
واعترف المتهم بأنه ارتكب جريمته بهتك عرض الطفلة البالغ عمرها 11 عامًا، في بيته عقب الانتهاء من حصة تحفيظ القرآن الكريم، وأضاف: “هي كانت فوق لوحدها في الدور الأول بتجيب مياه، لكن أنا مش مسئول عن إصابتها الواردة في تقرير مصلحة الطب الشرعي”.
وسرد المتهم كواليس يوم الواقعة وقال: “أنا كنت في الدور الأرضي بدرّس درس ديني وتحفيظ قرآن كريم للطلبة والولاد مشيوا من الدرس، ولما أنا طلعت شقتي لقيت البنت فوق بتجيب مياه، ولما شُفتها جنب غرفة النوم قمت بهتك عرضها بالملامسة وبعد كدا هي مشيت وأنا في الغرفة زي مانا”.
وأوضح المتهم الإمام والخطيب أنه وقت ارتكاب جريمته كان تحت تأثير قرص جنسي تسلمه من أحد الأشخاص قبلها بيوم، وقال: “لما شفت البنت فوق في الأوضة الفكرة جات لي في ساعتها.. وقلت محدش هياخد باله.. مستغلًّا عدم تواجد زوجتي وأولادي”.
وجاء قرار الإحالة بعد يومين من التجديد للمتهم بالحبس 15 يومًا للمرة الثانية، عقب اعترافه تفصيليًّا بارتكاب الواقعة التي تمثلت في هتك عرض طفلة في بيته أثناء تحفيظها القرآن الكريم، وقيامه بالتعدي جنسيا عليها وهتك عرضها.
وأدلى المتهم باعترافاته أمام المستشار أسامة خليل، وكيل نيابة مركز طلخا وأمانة سر محمد موسى وبإشراف حسن شطا مدير النيابة، بعد مواجهته بأقوال الطفلة ووصفها وصفا دقيقا لمحتويات غرفة نومه، وأكد المتهم بأنها بالفعل هي وصف غرفة النوم.
ووجهت النيابة العامة للمتهم تهمة هتك عرض المجني عليها التي تبلغ من العمر 11 عامًا وقيامه باستدراجها داخل غرفة نومه.
تحريات المباحث
كما أكدت تحريات المباحث صحة الواقعة واستغلال المتهم كونه محفظا للطفلة القرآن الكريم وقام بالتعدي عليها جنسيا وهتك عرضها.
بداية الواقعة
وترجع الواقعة عندما حررت والدة الطفلة محضرًا بمركز شرطة طلخا اتهمت خلاله "سليمان ف. س."، 39 سنة، مقيم قرية منشأة البدوي، إمام وخطيب بالأوقاف، بهتك عرض ابنتها "ج.، 11 سنوات" حال قيامه بتحفيظ الطفلة القرآن الكريم داخل بيته.
وأكّدت الأم، في أقوالها أمام النيابة العامة، أنَّ ابنتها كانت تتردد على منزل المتهم لحفظ القرآن الكريم إلا أنَّه تخلى عن آدميته، وبدأ هتك عرض طفلتها، وظل الأمر إلى أن علمت بما يحدث فأبلغت الشرطة عما يحدث وحررت المحضر اللازم ضد المتهم بمركز شرطة طلخا.
وأوضحت الأم، أنَّ المتهم هتك عرض طفلتها عقب انصراف باقي الأطفال، واستغل أنَّ والد الطفلة متوفّ وأنَّها يتيمة، مطالبة باتخاذ الإجراءات القانونية ضده.
القبض على المتهم
وتمكنت قوة من ضباط وحدة مباحث مركز شرطة طلخا بقيادة الرائد حمدي الطنبولي، رئيس المباحث، ومعاونة النقيب أحمد محسن، معاون المباحث من ضبطه، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 10565 لسنة 2021 جنح مركز طلخا.
