في ذكرى ميلاده.. مهن عمل بها حسين الشربيني قبل دخوله مجال الفن
فنان قدير صاحب أداء متميز، أدواره تأتي طبيعية بعيدة عن التكلف والافتعال، قدَّم الفنان حسين الشربينى ـ وُلد في مثل هذا اليوم عام 1935 ـ خلال عمره الفني 80 فيلمًا أشهرها "حساب السنين، الأفوكاتو، جرى الوحوش"، وفى التليفزيون "قدم رحلة المليون، ميزو، امرأة من زمن الحب"، وفى المسرح "عطية الإرهابية، خشب الورد، الرجل الذى فقد ظله".
بداية المشوار
عن البداية الفنية يتحدث الفنان حسين الشربينى لمجلة نص الدنيا عام 2000 فيقول: عملت بالتمثيل هاويًا في المدرسة ثم في الجامعة، وكانت أول صدمة في حياتى يوم جاءنى خطاب القوى العاملة بعد التخرج من كلية الأداب مرشحًا للعمل بهيئة السكة الحديد، تركت العمل بها بعد عشرة أيام لعدم تحملى الروتين والعمل الوظيفى.
اتجهت إلى العمل في الصحافة محررًا في جريدة الجمهورية ثم مذيعًا بالتليفزيون المصرى، إلا أن حبي للتمثيل جعلنى اتجه إلى دراسة المسرح بمعهد الفنون المسرحية.
مرحلة الاحتراف
جاء بداية احتراف التمثيل عام 1961 في مسرح التليفزيون بمسرحية "بجماليون" للكاتب توفيق الحكيم وإخراج نبيل الألفى الذى كان أستاذى بمعهد الفنون المسرحية الذى له فضل كبير على مسيرتى الفنية.
لم أقرر في بداية عملى بالفن نوعية الأدوار التي أؤديها، لكن اكتشف المخرج محمد أباظة الجانب الكوميدى في شخصيتى فرشحنى للعمل في أول عمل تليفزيونى لى مسلسل ميزو مع سمير غانم وفردوس عبد الحميد وإسعاد يونس، وبعد ذلك وجدت نفسى أكثر في الأعمال الكوميدية إلى جانب أدوار وكيل النيابة والطيب والشرير والمحامى والضابط والطبيب.
وأضاف حسين الشربينى: دراستي لعلم النفس بكلية الآداب جعلتنى أكثر تعمقًا في الشخصية، وشخصية المحامى في مسلسل ميزو هي شخصية حقيقية لأحد أقاربي كان يعطينى درسًا في اللغة العربية ومخارج الألفاظ، وأخذت منه بعض اللزمات في العمل، مثل كلمة يا نفيسة في ميزو.
اتجهت إلى مسرح القطاع الخاص لإثبات الوجود وأكل العيش بمستوى يليق بي كفنان، وبعد فترة تركت العمل في القطاع الخاص لأني غير راضٍ عن العمل فيه لأنه مليء بالتهريج بالإضافة إلى ضعف النصوص، لذلك خرجت عن النص في مسرحية "حمرى جمرى" لأننى لم أجد نص أصلًا فاضطررت إلى الابتكار لكن ليس بعيدًا عن المكتوب على الورق فاعتبرونى خارجًا عن النص، ولأن الرقابة في هذه الفترة كانت تعتبر الإضحاك خروجًا على النص فعينوا زملائي في المسرح لمراقبة خروجي على النص الذين أطلقوا هذه الشائعة على وهم زملائى في المهنة وعدوك عدو كارك.
وأعترف أنى نادم على عملى بالتمثيل وأعتبر نفسى شربت أكبر مقلب في حياتى، ومع هذا أنا راضٍ بتقدير الجمهور وسعيد به.
لكن من جهة المسئولين ووزارة الثقافة فلم أحصل على التقدير المطلوب لا أدبيًّا ولا ماديًّا والسبب في ذلك هو تفريطي في حقوقى المادية حيث إن التقدير يتم للممثل بمقدار أجره وليس بفنه، وأنا كان شغلى الشاغل هو العمل الفني في المقام الأول، ويبدو أن هذا كان خطأ لكنى اكتشفت هذا بعد فوات الأوان.
كنت أترفع عن أن أذهب إلى المنتج وأتكلم في الأجر أو في طريقة وضع اسمى بشكل لائق فالرد المعتاد أنا عارف أن اسمك كبير مش محتاج كتابة على الأفيش، وفى النهاية أقول: الفن أخذ كل حياتى، أخذ إحساسى وشعورى ولم يعطنى بقدر ما أعطيته، وكل فنان له أسلوبه الخاص وطريقته الخاصة وفلسفته الخاصة، وأنا الآن في صف واحد مع الآخرين من نجوم الكوميديا ولو قارنت نفسى بلاعبى كرة القدم أعتبر نفسى صانع ألعاب.
الكوميديا أصبحت تهريجا
عن تقيمه للوضع في المسرح قال حسين الشربينى: الكوميديا أصبحت الآن معظمها تهريج وإسفاف وأعمال غير ناضجة والجمهور معذور ولا بد من وقفة لإعادة النظر في وضع المسرح الآن.
ابتعد حسين الشربينى عن العمل الفني لإصابته بمرض السكر، واتجه إلى التصوف وحب آل البيت حتى رحل عام 2007.
حصل حسين الشربينى على لقب فنان قدير من المسرح الحديث، وحصل على جائزة أحسن ممثل دور ثانٍ من مهرجان القاهرة السينمائى عن فيلميه الرغبة وجري الوحوش.