فيتو تكشف: شيخ الأزهر في زيارة تاريخية إلى العراق.. وبرنامج خاص للإمام الأكبر ببلاد الرافدين
شيخ الأزهر فى العراق… عنوان تعرضت له العديد من التقارير والمحطات الإعلامية على مدى السنوات الماضية، نظرا لتداول أخبار بين الحين والآخر عن زيارة مرتقبة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، المرتقبة إلى العراق دون أن تتم الزيارة حيث يتم تأجيلها عادة لأسباب مختلفة.
وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قد استقبل فى مارس الماضى وفدا عراقيا رسميا برئاسة الدكتور سعد كمبش، رئيس ديوان الوقف السنى بالعراق، الذى سلم 4 دعوات للإمام الأكبر لتجدد الدعوات السابقة له لزيارة العراق، وهذه الدعوات الأربعة هى دعوة من رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى، والثانية من رئيس مجلس النواب نيابة عن الشعب العراقى، والثالثة من الوقف السنى العراقى، والرابعة من حكومة كردستان.
وثارت تكهنات مؤخرًا حول موعد زيارة شيخ الأزهر للعراق، وذلك على خلفية وجود بعض أساتذة الأزهر فى العراق خلال الأسابيع الماضية، معتبرة أن هذا التواجد يعد زيارة استكشافية أو تمهيدية قبل زيارة الإمام الأكبر.
كواليس الزيارة المرتقبة
مصدر مسئول داخل مشيخة الأزهر أكد لـ "فيتو" أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وافق على زيارة العراق خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد تلقيه عدد من الدعوات الرسمية من الحكومة والشعب العراقى من أجل زيارة العراق، حيث شهدت الفترة الماضية اتصالات موسعة وترتيبات عديدة بين مشيخة الأزهر والجهات المعنية بالزيارة على رأسها وزارة الخارجية المصرية والسفارة العراقية فى القاهرة، من أجل ترتيب برنامج الزيارة.
لكن المصدر أكد فى الوقت ذاته أن المشيخة لم ترسل أي بعثات استكشافية أو تمهيدية للترتيب لزيارة شيخ الأزهر للعراق، مشيرًا إلى أن تواجد أحد أساتذة وعلماء الأزهر فى العراق لم يكن بشكل رسمى يمثل الأزهر، وإنما جاء فى إطار مهام علمية شخصية، وأن الأزهر الشريف لم يكلف أحدًا بالتمهيد أو الاستكشاف أو طرق الأبواب قبل زيارة الإمام الأكبر.
وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أكد فى تصريحات سابقة، أن الأزهر وطلابه وشيوخه تربطهم علاقة وثيقة بالعراق، وهى علاقة الأخوة والعروبة والإسلام والعلم، مضيفا أن سيرة علماء العراق الأفذاذ موجودة فى كل مناهجنا ومحاضراتنا نظرًا لجهودهم العلمية وما قدموه فى خدمة علوم الدين واللغة العربية.
وقال شيخ الأزهر فى وقت سابق أنه يتطلع لهذه الزيارة، ويتوق لرؤية بلد ومدن لطالما تعلق بفكر شيوخها وعلمائها، وجهودهم فى خدمة العلم والدعوة، مضيفًا أنه يهتم بتوسيع برنامج زيارته للعراق، بحيث يشمل اللقاء مع مختلف طوائف الشعب العراقى، ومعالم العراق التاريخية، مؤكدا أن وحدة الأمة وتلاحمها مقصد من مقاصد الإسلام وليس أمامنا إلا هذا الطريق من أجل الأمن والاستقرار والرخاء.
تفاصيل الزيارة
وعلمت "فيتو" أن الزيارة من المقرر أن تتم لـ5 مدن عراقية، على رأسها "بغداد والموصل والنجف وأربيل" يتخللها زيارة لأبرز المعالم والأماكن الدينية داخل العراق، بجانب لقائه أبرز المسئولين فى العراق، حيث من المحتمل أن يزور شيخ الأزهر المجمع الفقهى العراقى، كما من المحتمل أن يزور "جامع الإمام الأعظم"، لما يمثله من رمزية روحية ومرجعية للمسلمين السنة فى العراق، حيث تضع المشيخة فى الفترة الحالية الترتيبات النهائية من أجل الانتهاء من إعداد برنامج الزيارة، والتى من المقرر أن تتم خلال الفترة القريبة المقبلة، وقبل نهاية العام الحالى، حيث سيكون على رأسها زيارة النجف الإشراف وكذلك اللقاء مع المراجع الشيعية فى العراق، وعلى رأسهم المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.
أهمية الزيارة
وتأتي أهمية زيارة شيخ الأزهر التاريخية المرتقبة للعراق كونها الزيارة الأولى من نوعها لشيخ الأزهر إلى دولة العراق، كما أنها تأتي بعد الزيارة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة للعراق، فى أغسطس الماضى، والتى لاقت صدى واسعًا على مستوى الداخلى والخارجى، كما تأتي بعد زيارة بابا الفاتيكان الأخيرة أيضا للعراق والتى وصفت بأنها زيارة تاريخية، ولاقت إشادة كبيرة على المستوى الدولى والمهتمين بعملية التقارب بين الأديان.
وبحسب مراقبين فإن أهمية الزيارة المرتقبة للدكتور أحمد الطيب، للعراق أنها تأتي فى سياق دعم جهود الاستقرار فى العراق والشرق الأوسط بشكل عام، بجانب تخفيف التوترات المذهبية والتأكيد على أن هناك تيارا يمثل الإسلام الوسطى المعتدل، ومنفتح على أفق إنسانية موسعة، ويترجم بصدق تجاوز حقبة الخطابات الإسلامية المؤدلجة، وهو ما يسعى شيخ الأزهر لتأكيده من تولية مهام مشيخة الأزهر، من خلال فتح أفق للتواصل مع القيادات والزعامات الدينية المختلفة، وكان آخرها مشاركة الإمام الأكبر فى قمتى قادة الأديان فى الفاتيكان الشهر الماضى الخاصة بالتأثير المناخى وتوجيه التحية للمعلمين فى يومهم العالمى.
وبحسب مراقبين عراقيين فإن الحكومة العراقية من جهتها، تسعى لأن تكون الزيارة متجاوزة لأى أُطر طائفية يسعى البعض لوصفها بها، حيث تنظر الحكومة العراقية للزيارة لأن تكون متجاوزة لفكرة زيارة من زعيم سنى لسُنة العراق، بل زيارة من زعيم إسلامى عربى للعراقيين جميع بمختلف أديانهم وطوائفهم وأعراقهم.
نقلًا عن العدد الورقي…،