البدء في تركيب سواقي الفيوم بعد ترميمها ضمن خطة التطوير
أكد الدكتور محمد التوني معاون محافظ الفيوم، المتحدث الرسمي باسم محافظة الفيوم، أنه تم اليوم البدء في تركيب سواقي الهدير علي المجري المائي وسط مدينة الفبوم، بعد الانتهاء من ترميمها وإعادتها إلى سيرتها الأولى، ضمن خطة المحافظة لتطوير ميدان ومنطقة السواقي.
توضيح خطة تطوير السواقي
وكان الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، أكد في لقاء سابق مع نواب مجلسي الشيوخ والنواب، أن "السواقي" تمثل معلمًا تاريخيًا لمحافظة الفيوم، وأن أعمال التطوير التي يجري تنفيذها حاليًا تهدف إلى إبراز الشكل الجمالي والحضاري للمنطقة، وتحقيق عائد اقتصادي للمحافظة، مشددًا أنه لن يتم غلق شارع البحر بمنطقة السواقي أو التعدي على خط التنظيم، وأن أعمال تطوير وإدارة المشروع تتم من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة بعقد رسمي كحق انتفاع بالمناصفة لعائد الربح مع المحافظة.
وأضاف، أن مشروع تطوير ميدان ومنطقة السواقي يسهم في فتح مجالات للاستثمار، وتوفير فرص عمل للشباب، وإقامة العديد من الأماكن الترفيهية المفتوحة بالمجان أمام المواطنين، مع إعادة "السواقي" إلى موقعها بعد انتهاء أعمال التطوير.
اسم السواقي الحقيقي
ويؤكد الخبير السياحي، نبيل حنظل، أن اسم الساقية، ليس هو الاسم التاريخي إنما هو اسم اختلقه المصري الحديث واسمها الحقيقي كما سماها البطالمة "التابوت" أما الساقية فهي تلك التي تدار بالدواب أما «التابوت» فيدار بقوة دفع المياه، و«التابوت» لا يوجد إلا في الفيوم ويصنع من الخشب الأبيض العزيزي وعروق الخشب وبعض أجزاء شجر الجزوارين، ولها عدة أجزاء يتم تجميعها مع بعضها لتخرج بالشكل الذي نراه في وسط مدينة الفيوم.
وأوضح أن أولاد روبي هم الوحيدون الذين يعملون في هذه الصناعة منذ مئات السنين، فهم يتعلمونها نقلا جيلا بعد جيل.
احتكار صناعة السواقي
وأولاد روبي رغم أنهم حصلوا على شهاداتهم الدراسية ويعملون في وظائف حكومية، إلا أنهم لم يتركوا صناعة آبائهم وأجدادهم، وسوف يورثون المهنة إلى أبنائهم حتى تظل المهنة في العائلة ولا تنقرض، وهم يستخدمون في مهنتهم أدوات النجارة العادية الذي عرفها النجار المصري القديم المنشار والشاكوش والفارة.
«التابوت» وتنشيط السياحة
أما عن أسباب تصنيع هذه الساقية، فيقول الخبير السياحي، إن سواقي الهدير عمرها في الفيوم يربو على الألفي عام، وبالتحديد ابتكرت في العصر البطلمي بعد أن اتجه المصري القديم إلى الزراعة في الفيوم.
وتابع لأن الفيوم ذات طبيعة خاصة فهي عبارة عن منحدرات تبدأ في الجنوب عن ارتفاع 26 مترًا فوق سطح البحر، وتنتهي بارتفاع 44 مترًا تحت سطح البحر شمال المحافظة عند شواطئ بحيرة قارون، ولحاجة الفلاح القديم ري أراضيه من منسوب أدنى إلى منسوب أعلى كان عليه أن يفكر في وسيلة لرفع الماء إلى الأرض الزراعية.
ويؤكد حنظل، أن الفيوم كانت تضم عددًا من السواقي يقدر بالآلاف انقرض هذا العدد حتى وصل إلى بضع عشرات لا تصل إلى مائتي ساقية تحاول المحافظة الحفاظ عليها من الانقراض، لتظل مزارات سياحية فقط بعد أن تم الاستغناء عن خدماتها.
ويتابع مدير عام السياحة الأسبق، أن الساقية الآن أصبحت تكلف المال العام ٢٥ ألف جنيه لكل واحدة جديدة، لاحتكار هذه الصناعة في أيدي أسرة واحدة من جانب، ولارتفاع أسعار الخامات من جانب آخر.