أسباب انتشار العقارب.. عدم تطهير المصارف الأبرز.. ونقص مراكز السموم كارثة
حالة من الرعب عاشها أهالي مدينة أسوان بعد هجوم العقارب والثعابين، الذي أصاب بعض الأهالي دونما الإبلاغ، وذلك بعد هطول أمطار بكميات غزيرة مصحوبة ببرق ورعد وثلوج مع عواصف ترابية تسببت في خروج العقارب من جحورها.
منظمة الصحة العالمية
يشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن التقديرات تؤكد أن 5 ملايين نسمة يتعرضون كل عام، لتلك اللدغات من الثعابين مما يؤدي إلى وقوع نحو 2.5 مليون حالة تسمم سنويا، وأضاف التقرير الي اللدغات تؤدي كل عام إلى وقوع ما لا يقل عن 100000 حالة وفاة.
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر المناطق احتواءً للعقارب السامة، وتستحوذ على النسبة الأكبر ضمن معدلات لدغات العقارب حول العالم سنويًا، وكذا نسب الوفيات المرتفعة.
دراسة نشرتها المجلة الأكاديمية للبحوث والدراسات "ساينس دايركت" في وقت سابق، أفادت بأن هناك ما بين 1.2 مليون إلى 1.5 مليون حالة لدغة عقرب كل عام، تؤدي إلى ما يزيد عن 2600 حالة وفاة.
وفي دراسة أخرى بعنوان "وبائيات العقرب" أجريت عام 2008، قدرت عدد الوفيات السنوية بحوالي 3250 حالة، من إجمالي عدد حالات يصل إلى مليون و200 ألف حالة. وشكلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حوالي 42 بالمئة من تلك الحالات، ونصف العدد الإجمالي للوفيات، بحسب الدراسة نفسها.
وطبقًا لـ"مايو كلينك"، فإن هناك أكثر من مليون لدغة عقرب يتم تسجيلها كل عام، وذلك عبر 1500 نوع من العقارب السامة، من بينها 30 نوعًا عادة ما تكون سميتهم قاتلة بشكل مباشر.
أسباب انتشار العقارب
أرجع الدكتور حمدي عرفة أستاذ الإدارة المحلية بكلية الإدارة بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا الدولية وخبير استشاري البلديات، انتشار الزواحف والثعابين في القري لعدم تطهير المصارف، واختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي حيث تتغذى وتنمو الثعابين علي ذلك فضلا علي تكاثرها ونموها لعدم قتلها أولا بأول، حيث تنتشر حول الترع والمصارف وفي الزراعات وحول الحدائق خاصة في فصل الصيف وتعشق التحرك ليلا في عدم وجود ضوء، حيث تتجمع أيضا حول القمامة ومخلفات الهدم.
عبر عرفة عن استيائه من استمرار بيع الثعابين في الأسواق العشوائية من جانب، وانتشار الثعابين والعقارب في بعض من القرى والعزب.
المسئولون عن الملف
وقال عرفة: المسؤولون عن متابعة هذا الملف قيادات الإدارة المحلية بداية من المحافظين مرورا بالسكرتيرين العموم وصولا الى مديري الزراعة والري والطب البيطري ومديري المستشفيات والوحدات الصحية المنتشرين في المحافظات البالغ عددها 27 محافظة، فيما يتعلق بملف الزواحف والثعابين المنتشرة في القري والعزب والكفور والنجوع البالغ عددها 4726 قرية يتبعها 26 الفا و757 كفرا ونجعا وعزبة التي تمثل ٥٨٪ من مساحة مصر وسكانها.
مراكز السموم
وأضاف عرفة: لا يوجد اَي مركز للسموم في نطاق الوحدات المحلية القروية البالغ عددها 1411 وحده محليه قرويه تابعه لـ 27 محافظة، حيت تعد تلك القرى مسؤولة إداريا وتنفيذيا عن 4726 قرية يتبعها 26 ألفا و757 كفرا ونجعا وعزبة، فضلا علي أن جميع الوحدات الصحية في القري لا يوجد بها أمصال للسموم أو حتي أقسام للسموم وكل ما يوجد في الجمهورية فقط 20 مركزا للسموم موجودين فقط في عواصم المحافظات، حيث تحتاج المستشفيات والوحدات الصحية في القرى الي استحداث أقسام جديدة للسموم في المستشفيات والوحدات الصحية شاملة الأدوية والأجهزة الطبية، حيث تصل التكلفة لإنشاء كل وحدة 400 ألف جنيه
وتابع عرفة: لإنهاء أزمة السموم ومداهمة العقارب والثعابين للمواطنين في عدد من القرى والعزب والكفور والنجوع مطلوب إنشاء 1411 وحدة للسموم تتبع الوحدات الصحية في القري، فضلا علي إنشاء مراكز الأقسام للسموم في 184 مركزا و92 حيا و214 مدينة، ويمكن لمدة محددة أن يقوم القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني بالمشاركة في إنشاءها نظرا لعدم قدرة الموازنة العامة للدولة علي تكلفتها، فضلا علي أنه يحب مبدئيا علي المحافظين تخصيص جزء من أموال المحافظة الموجودة في الصناديق الخاصة في كل محافظة بالتعاون مع مخصصات وزارة الصحة لحل هذا الملف.
خطة التخلص من العقارب
وأضاف عرفة: لابد من الاستعانة بأساتذة السموم الإكلينيكية في كليات الطب في المحافظات، وتوفير فريق متخصص باصطياد الثعابين يكونون موجودين في جميع الوحدات الصحية سواء من بعض الأطباء البيطريين أو صيادي الزواحف مع العلم أنه يوجد 16 نوعا من الثعابين في المحافظات البعض منه صحراوي وآخر منتشر حول نهر النيل والترع والمصارف، وخاصة أن مدة إسعاف المريض بعد لدغ الثعبان تتراوح ما بين 30 دقيقة إلى ساعتين وبعدها يتوفى المريض أن لم يتم إسعافه وتوفير الأمصال اللازمة لعلاجه.
وأضاف: لا توجد خطة استراتيجية قومية فيما يتعلق بهذا الملف أو تنسيق ملموس من قبل الوزارات المعنية، مع العلم أن طول الثعابين يبدأ من 180 سم حتى متر ونصف في بعض الأحيان، مطالبا رئيس مجلس الوزراء بسرعة استحداث وزارة للقرية المصرية استنادا إلى معاناة المواطنين اليومية ونقص الخدمات المتكاملة لسكان القرى وما يتبعها من كفور ونجوع وعزب.