من عاملة نظافة لـ«الدكتوراه».. رحلة «إيمان» من الصنافين بالشرقية لجامعة الأزهر|فيديو
للإرادة والعزيمة فرسان وحالتنا اليوم فريدة لا تتكرر كثيرا.. نموذج مشرف من ذوى الهمم تدعى ايمان فوزى مقيمة محافظة الشرقية فرغم إصابتها بشلل منذ صغرها فإن ذلك لم يمنعها من التفوق حتى تحقق حلمها في الوقت القريب والحصول على الدكتوراه.
بطلة حكايتنا ضربت المثل العليا في الصبر علي الابتلاء ولم تتخل عن حلمها وطأت بقدمها إلى دروب العلم والمعرفة بدأت رحلة “ايمان فوزى”من ذوى الهمم من العمل كعاملة نظافة في الوحدة المحلية بقريتها إلى أن تمكنت من الحصول علي درجة الماجستير من كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر وتنتظر خلال الفترة المقبلة مناقشة رسالة الدكتوراه.
قصة كفاح سيدة
"فيتو" توجهت إلى قرية الصنافين التابعة لمركز منيا القمح والتقت “ايمان فوزى محمد عفيفي” والتى تبلغ من العمر33 عاما متزوجة لتروى لنا تفاصيل رحلة التحدي.
قالت "ايمان" لـ «فيتو»: «اجتهدت وتعبت جدا وأثق أنى هاكون في يوم من الأيام حاجة كويسة،رغم الصعوبات اللي بتواجهنى حاليا... أنا بعشق الدراسة جدا، وكنت دايما متفوقة في دراستي في الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكنت احقق مراكز متقدمة".
أضافت السيدة: والدي، رحمه الله، كان انسانا بسيطا وعلي قده، ووالدتي، أطال الله في عمرها، ست ريفية بميت راجل، وسندا لي دائما طوال حياتى وسببا رئيسيا في تفوقي هي وزوجى (نجل عمها) وزوج شقيقتها وخالها، مضيفة: كانت أمى تصطحبنى منذ مرضي في مرحلة الطفولة الي المستشفيات للبحث عن علاج..مكنتش بتنام وتحملت الكثير من أجلي وطول عمرها شايلة همى..ربنا يحفظها لي.
واستطردت: "أنا اتولدت طبيعي وماكنتش بعانى من أي شىء خالص، الا انه ذات يوم توجهت للوحدة الصحية للحصول علي التطعيم ضد شلل الاطفال وحدثت لي عدة مضاعفات ما أدى لإصابتى بشلل وبعد الواقعة، وبسؤال طبيب مختص، أكد أننى حصلت علي تطعيم خاطىء.
وتابعت ابنة الصنافين: عقب ذلك دخلت في دوامة العمليات بعدة مستشفيات وبمساعدة أهل الخير إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، واضطرت والدتى لإلحاقي بالمدرسة حتى الانتهاء من الثانوية الازهرية وتفوقت في جميع المراحل وفضلت عدم اكمال مسيرتى التعليمية بسبب ضيق الحال والعمل كعاملة نظافة في الوحدة المحلية الخاصة بقريتى ثم تزوجت ابن عمي وهو شاب يتمتع باخلاق عالية ومتدين ومحبوب جدا من الناس وانجبنا (ولد 4 سنوات وبنت 9 شهور).
أضافت:بعد الحاح من أسرتى وتحديدا زوج اختى الذى تحمل نفقات تعليمى اكملت المسيرة مرة ثانية حتى حصلت علي بكالوريوس اللغة العربية من كلية الدراسات الاسلامية ودرجة الماجستير في الادب والنقد بتقدير امتياز وانتظر مناقشة رسالة الدكتوراه في الفترة المقبلة.. الحمد الله بقيت مرتاحة كدة، وتأقلمت تماما على هذا الوضع"؛ لأن أمى وإخواتى وزوجى مش مخليينى محتاج حاجة خالص".
وأضافت "ايمان"، وهى تتحدث بنبرة حزن شديدة: بالرغم من تفوقى فإننى لم أجد أي اهتمام من جانب المسئولين بالمحافظة خاصة بعد رفض المسؤولين تسوية وظيفتى من عاملة نظافة في الوحدة المحلية الي الدرجة الاولي لدرجة انى قوبل طلبي بالاستهزاء والاهانة من جانب أحد الموظفين.
وختمت حديثها: امنية حياتى اقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي اللي بعتبره أبويا واللي دائما بيهتم بذوى الاحتياجات الخاصة والنماذج المفيدة للمجتمع بعد فشل محاولاتى في مقابلة محافظ الشرقية في أكثر من مناسبة.
