غراب البين يكتب: البنى آدمين مالهم تايهين

واقف كعادتى على فرع الشجرة بإحدى شوارع مصر الجديدة اللى كانت مليئة بالاشجار إلا أن عوامل الزمن وافتكاسات البنى آدمين جعلتنا بندور على الشجر اللى نريح عليه جتتنا والواحد بيتعب من الطيران لغاية ما بيلاقى شجرة توحد ربنا

وقفت عالشجرة وريحت الجته وبصيت لتحت حيث كان المقهى أسفل منى وعليه شوية زباين مش كتير بيصطبحوا فى ساعة الاصطباحة وكل واحد فيهم باصص فى اللاشيء وتايه فى ملكوت ربه وماحدش بيكلم حد

واضح إن الناس تعبانه.. الزمالكاوى منهم شايل طاجن سته والاهلاوى رغم الفوز شايفه مش مبسوط

تشعر إنهم سرحانين.. جايز فى الأسعار اللى زادت فجأة.. وجايذ فى مصاريف الدروس الخصوصية.. وجايز ستاتهم منكده عليهم والله أعلم

والله حال البنى آدمين بقى يصعب عالغربان.. لذلك كان نفسى أسيبهم فى حالهم وأتركهم لشرودهم اللذيذ وقررت إنى لا انعق ولا اسمعهم صوتى

لكن فجأه واحد منهم رفع دماغه لفوق وشافنى وانا بتفحص حالهم فراح واقف فجاة وأخذ يهشنى ويقول غور من هنا الله يحرقك انت كمان عالصبح.. هو احنا هنلاقيها من الستات ولا من الأسعار ولا من حوادث القتل ولا منك انت يا غراب البين

وهنا نفشت ريشى واخذت انعق قاق قاق بأعلى صوتى وكأننى أعاند هذا المعتوه الشارد اللى ماقدرش على مراته وجاى يتشطر على أمى أنا

فعلا بنى آدمين ليهم العجب ويجيبوا الفقر.. قال وبيقولو عليا أنا غراب بين وبجيب الفقر.. ياخى جاتها ستين ألف نيله اللى عايزه تخلف بنى آدمين عالصبح