كيف تحصل على أجر عمرة أو حجة بعد صلاة الفجر؟
لصلاة الفجر ميزةٌ خاصةٌ في الدين الإسلامي، وذلك لصعوبة وقتها الذي يأتي بعد منتصف الليل أثناء فترة النوم العميق للإنسان، وهذا يجعلها من أكثر الصلوات فضلًا وأجرًا، حيث ورد عنها أنّها من أثقل الصلوات على المنافقين الذين يتكاسلون عن أدائها، لذا فإنّ ركعتي الفجر المفروضتين تجعلان المسلم في ذمة الله إلى أن يصبح، وركعتي سنتها خيرٌ من الدنيا وما فيها.
ويتسابق المسلمون الملتزمون إلى الجلوس بعد أداء صلاة الفجر سواءً في المسجد للرجل أو في المصلى بالبيت بالنسبة للمرأة لما في ذلك من أجرٍ كبير وفضلٍ عظيمٍ عند الله تعالى.
أجر حجة
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث نبوية كثيرة تشير إلى فضل التعبد بعد أداء صلاة الفجر، وأهمها ما ورد في الحديث: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثمّ صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ) [صحيح].
ويتلخص معنى الحديث بأنّ من جلس في مصلاه بعد أداء صلاة الفجر في جماعة في المسجد من الرجالٍ، وكذلك بالنسبة للنساء في البيت، وبذل الوقت في ذكر الله والصلاة على النبي والتسبيح والاستغفار والدعاء الخالص لوجه الله أو قراءة القرآن الكريم إلى أن تطلع الشمس وترتفع قيد رمح، أي بعد طلوعها بربع ساعةٍ تقريبًا، ثمّ يصلي ركعتي سنة الضحى أو ما تعرف بسنة الإشراق كتبت له أجر حجة وعمرة تامةٍ، وذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء.
الأجر للمرأة والرجل
وفي ذلك تأكيدٌ على عظيم فضل هذه الفترة من الوقت والتي ترتفع بها الدرجات عن الله تعالى، والقصد من هذا الحديث هو ترغيب المسلم في بذل الوقت الأكبر في ذكر الله والتقرب له وخاصة بعد أداء صلاة الفجر وحتى موعد صلاة الضحى. وهنا لا بد من التأكيد على أنّ الأجر للمرأة والرجل سواء، ولا يصح قول بعض العلماء أنّ أجر المرأة نصف أجر الرجل في ذلك؛ لأنّها تصلي في منزلها، بل لها ذات الأجر والثواب.فالدين الإسلامي لا يفرق بين رجل وامرأة في الأجر.
ولا مانع أن يتكلم المسلم مع أخيه في المسجد خلال هذه الفترة إذا دعت الحاجة، وكذلك للمرأة أن تتكلم مع أهل بيتها في ضرورة فليس في ذلك حرج على أن تكمل انشغالها بذكر الله تعالى طالبةً الأجر والثواب ورضا الله عز وجل.
الأذكار بعد الصلاة
وثبت عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه كان إذا سلّم من صلاة الفريضة قال: "أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السّلام ومنك السّلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام "، أخرجه مسلم.
وثبت أيضًا أنّه كان يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ "، أخرجه البخاري ومسلم.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيّاه، له النّعمة وله الفضل وله الثّناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدّين ولو كره الكافرون، قال ابن الزبير رضي الله عنهما: "كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يهلّل بهنّ دبر كلّ صلاة"، أخرجه مسلم.
قراءة آية الكرسي عقب كل صلاة، وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم: "من قرأ آية الكرسي عقب كلّ صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنّة إلا أن يموت"، صحيح الجامع.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: "من سبّح في دبر كلّ صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد ثلاثًا وثلاثين، وكبّر ثلاثًا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"، أخرجه مسلم. عن عقبة بن عامر قال: "أمرني رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أن أقرأ المعوّذات دبر كلّ صلاة "، تخريج الكلم الطيب. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" يا معاذ: إنّي لأحبك، فلا تدعنّ في دبر كلّ صلاة أن تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ".
أذكار الصباح والمساء
إنّ من الأذكار التي يمكن للمسلم أن يقرأها في الصّباح والمساء، ما يلي:
أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم:" اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ".
بسم الله الرّحمن الرّحيم:" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ". بسم الله الرّحمن الرّحيم:" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ".
بسم الله الرّحمن الرّحيم:" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ *مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ "، ثلاث مرّات.
أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربَّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذاب في القبر.
اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور. اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خَلَقتني وأنا عَبْدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت وأعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
اللهم إنّي أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك، أربع مرّات. اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر.
اللهم عافني في بَدَني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت. اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت، ثلاث مرّات. حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، سبع مرّات.
اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
اللهم عَالِمَ الغيب والشَّهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءًا أو أجُره إلى مسلم. بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرّات. رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا، ثلاث مرّات.
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كُله ولا تَكِلْني إلى نفيس طرفة عين.
أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذه اليوم: فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده. أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص، ودين نبيَّنا محمد صلى الله عليه وسلم وملَّة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين" "سبحان الله وبحمده، مائة مرّة.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرّات، أو مرّة واحدة عند الكسل. لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مائة مرّة إذا أصبح. سبحان الله وبحمده عدد خلقهِ ورِضَا نفسِهِ وزِنُة عَرشِهِ ومِداد كلماته، ثلاث مرّات إذا أصبح. اللهم إنّي أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملًا متقبلًا، إذا أصبح. أستغفر الله وأتوب إليه، مائة مرّة في اليوم. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاث مرّات إذا أمسى. اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد، عشر مرّات.
أعمال صالحة بعد صلاة الفجر
أعمال صالحة بعد صلاة الفجر يقصد بها تلك الأعمالٌ الصالحةٌ التي تؤدّى بين الفجر والشروق، وتتعدّد الأعمال الصالحة التي قد يأتيها العبد من أذان الفجر حتى شروق الشمس، يُذكر من جملة أعمال صالحة بعد صلاة الفجر:
• الترديد مع المؤذن كما ينادي المؤذن، حتى إذا قال المؤذّن: «حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح» قال المسلم: «لا حول ولا قوّة إلّا بالله».
• دعاء ما بعد الأذان، وسؤال الله -تعالى- الوسيلة والفضيلة لرسول الله.
• الدعاء بين الأذان والإقامة.
• صلاة ركعتين نافلةً؛ وهي سنّةٌ عن رسول الله.
• تأدية فريضة الفجر.
• ترديد أذكار ما بعد الصلاة، وأذكار الصباح، وما تيسّر من ذكر وتلاوة القرآن حتى طلوع الشمس.