ضحايا آبي أحمد.. أكثر من مليوني مشرد إثيوبي
أزمة تطهير عرقي ونزوح بالملايين بعد التصعيد الأخير لرئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد، والذي تسبب في تشريد آلاف الأسر الإثيوبية، الحرب الدائرة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي وحلفائها والتي باتت على مقربة من العاصمة الاثيوبية أديس أبابا أدت لتزايد النازحين بإقليم أمهرة.
تزايد النازحين بإقليم أمهرة
وكشف مدير الإنذار المبكر والاستجابة بإقليم أمهرة جمبيرو ديسي عن أن عدد النازحين جراء الحرب بإقليم أمهرة تجاوز مليوني شخص.
وقال إن إجمالي عدد النازحين في إقليم أمهرة ارتفع إلى 2.55 مليون شخص، بسبب الصراع الدائر بين الجيش الاثيوبي وتيجراي على الإقليم.
وأضاف المسؤول الإثيوبي المحلي، أنه نتيجة للحرب على مناطق إقليم أمهرة، نزح حتى الآن نحو 1.14 مليون شخص بالإقليم وحده، مشيرا إلى أن 918 ألف شخص نزحوا بسبب الاشتباكات في إقليمي أوروميا وبني شنقول جموز.
تفاقم نقص المواد
وحذر من تفاقم نقص المواد جراء تزايد عدد النازحين، وقال إن النزوح المتزايد في مناطق واج وشمال ولو ومناطق ديسي وكومبولتشا بإقليم أمهرة، أدى إلى تفاقم النقص في المواد الغذائية.
ولفت المسؤول المحلي إلى أن أكثر من 500 ألف نازح كانوا قد نزحوا إلى مدينتي ديسي وكومبولتشا قبل دخول جبهة تحرير تجراي إليهما، وأضاف أن هذه العدد سيواجه نزوحا جديدا بصورة أكبر إلى المناطق المجاورة.
وكانت أقرت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات جديدة على إثيوبيا تخص فردين اثنين و4 كيانات منها الجيش الإريتري على خلفية الصراع الدائر بين الحكومة الاثيوبية وجبهة تحرير تيجراي.
وزير الخارجية الأمريكي
فيما دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الجمعة، إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي دائم للنزاع في إثيوبيا.
وعبر وزير الخارجية الأمريكي، عن القلق من "انفجار داخلي محتمل" في إثيوبيا، بحسب قوله.
وكان حذر المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي جيتاتشو رضا الأجانب المتعاونين مع الحكومة الإثيوبية بقيادة آبي أحمد في أديس أبابا بعقوبة قاسية.
تحذير للأجانب بإثيوبيا
وقال رضا: قوات تيجراي ستتعقب الرعايا الأجانب المتهمين بالعمل كمرتزقة لدى الحكومة الإثيوبية في ساحات المعارك.
جاء هذا في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي جيتاتشو رضا لرويترز عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية.
فيما لم يرد ليجيسي تولو المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية فورًا على طلب للتعليق.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد تحدث عن الحرب التي يخوضها مع جبهة تحرير تيجراي على أعتاب أديس أبابا، قائلا: "إن الهزيمة ليست في تاريخنا"، مغفلًا تقدم جبهة تحرير تيجراي وحلفائها وحصار عاصمة البلاد.
حرب شائعات وليست رصاصا
وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبي، إن الحرب التي تخوضها بلاده حرب شائعات وليست رصاصا، في إشارة إلى الصراع الممتد منذ عام مع جبهة تحرير تيجراي.
جاءت تصريحات أحمد خلال منتدى عقد، أمس الخميس في مكتبه لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد ضمن سلسلة لقاءات تعرف باسم "أدّيس وج"، ويحمل المنتدى شعار "الدعوة إلى الوجود والنضال من أجل إنقاذ البلد".
وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبي في كلمته: "العدو لا يمتلك الأخلاقيات التي تمنعه من نشر الكذب، ويسعى في نشر دعاية كاذبة، لكن الحكومة لا مصلحة لها في نشر الأكاذيب".
وأردف بالقول: "الهزيمة ليست من تاريخنا، والهدف هو إعادة إثيوبيا إلى السلام الذي تسعى إليه.. إثيوبيا دولة ذات تاريخ قديم وعريق، وتم بذل الكثير من الجهد خلال الثلاثين عاما الماضية للتفرقة بين الإخوة".
مشروع عظيم
وأكد أن حكومته تعمل على مشروع عظيم لبناء أمة، مضيفا أنها تقدم تضحيات كبيرة حتى تتمكن البلاد من تجاوز المحن وتقديم قصة انتصارها ليستفيد منها الغير.
وتشهد إثيوبيا صراعا مستعرا في شمال البلاد منذ عام، بعدما شنت أديس أبابا حملة عسكرية ضد جبهة تحرير تيجراي الحاكمة لإقليم تيجراي بدعوى تعديها على وحدات للجيش الوطني، واتسع نطاق الحرب أخيرا، ما أثار مخاوف أطراف دوليين.
وأعلنت الجبهة، في الأسابيع الأخيرة، تحالفها مع فصائل سياسية وعسكرية، وقالت إنها بصدد التحرك نحو العاصمة لإسقاط الحكومة، والتي أعلنت على الفور حالة الطوارئ واستدعاء العسكريين المتقاعدين وحثت المدنيين على حمل السلاح.
وكان صعد نظام رئيس الوزراء آبى أحمد، حالة التوتر مع الدول الغربية، وأقدمت سلطات أديس أبابا على احتجاز رعايا أجانب من جنسيات مختلفة بينهم أمريكيون.
وقالت الحكومة البريطانية حسب وكالة "رويترز"، إن عددًا من الرعايا البريطانيين محتجزون في إثيوبيا، ورفعت حكومة المملكة المتحدة قضاياهم رسميًا مع السلطات الإثيوبية وطلبت الوصول الفوري إلى القنصلية.
احتجاز أمريكيين
وفى سياق متصل قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة قلقة بشأن تقارير عن اعتقال عدد من المواطنين الأمريكيين في إثيوبيا وتجري مناقشات مع الحكومة الإثيوبية حول هذا الموضوع.
وأكدت وزارة الخارجية الإيطالية، إنه تم القبض على عامل إغاثة إيطالي يوم السبت الماضي مع اثنين من زملائه الإثيوبيين.