لماذا تتخوف النساء من تزايد عدد الفتاوى اليومية المتعلقة بالمرأة؟
يتساءل مئات الرجال يوميا عن كيفية التعامل مع المرأة يتركون لدى الإفتاء والفقهاء كل التفاصيل التي يتخوفون من التعامل معها خارج إطار الشرع للإجابة عنها، يسألون عن الزي والعمل والإعالة وأدوات التزيين، لكن في المقابل أصبح عدد كبير من النساء أيضا يتخوفون من تضييق الخناق عليهن وتحجيم حريتهن خاصة أن منهن الكثير من العائلات للأسر ومراقبة تصرفاته عن كثف قد يسبب لها الكثير من التعطيل.
المرأة والفقهاء
وترفض الكثير من الكثير وخاصة الناشطات في مجال المرأة هذا التكثيف الفقهي على شئونهن، ويعتبرون أن التعامل مع حواء لا يحتاج في كل التفاصيل إلى الفقيه، وخاصة أنها أيضا لاتضغط على الرجل فقهيا في كل معاملات حياته، ولا نجد في سيل الفتاوى اليومية نسبة متعادلة تخص كل طرف حتى يلتزم بواجباته الشرعية وتطالب بتفعيل الحوار الهادئ داخل الأسرة وإيجاد حالة من التفاهم بين الجميع.
عبير سليمان، الباحثة في شئون المرأة تنتقد ما أسمته سيل الفتاوى التي تجتاح كل تفاصيل وشئون النساء، والتي يستخدمها البعض لقمعهن ومحاصرتهن، لافتة إلى أن الرجل لا يحظى بنفس الاهتمام من حجم الفتاوى التي تطلق يوميا على المواطن، مؤكدة ضرورة الحد من هذه الظاهرة واللجوء للحوار باعتباره من أهم أركان العلاقات الإنسانية في إطارها العام.
الرجل والقوامة
وأوضحت سليمان أن كتاب الله الكريم لم يفرق بين النساء والرجال إلا في نص القوامة المرتبط بالإنفاق، لكن ما يحدث على أرض الواقع مخالف كلية لذلك، مؤكدة أن بعض الرجال يشغلوا أنفسهم بالنساء عبر إمطارهم بالفتاوى اليومية لأنهم مهتمون بالاستحواذ عليهن.
وأضافت سليمان: من غير المعقول ان يكون لدينا أكثر من ٤٥٪ من نسبة إعالة العائلات المصرية نساء عاملات معيلات، بحسب أبحاث وتقارير رسمية، أي يتحملن أعباء أسرة كاملة، لكن طلاب الفتاوى لاينشغلون إلا بملابس المرأة ومكياجها وشئونها الخاصة خلال تواجدها في أماكن عملها أو دراستها، موضحة أنه بدلا من كل هذه القيود التي تقدم للمجتمع في صيغة فتاوى، إيجاد لوائح خاصة بكل مؤسسة توضح ما هو اللائق من عدمه للرجال والنساء.
أزمة الاشتغال بالنساء .
وأشارت الباحثة إلى أن الانشغال بالنساء بهذه الصورة المكثفة في الفتاوى، يلهي الرجال عن الانشغال بالميثاق الغليظ، ويعطي البعض الحجج التي تجعله يجتزأ من الشرع لصالحه، فيترك أسرته بلا عائل، ويتفنن في ضرب شريكته في الحياة وإهانتها وعدم احترام كرامتها.
تابعت: يدمرون منظومة الأسرة بعدم احترام نسائهن وكرامتهن، فيهجرون ويمتنعون عن الإنفاق، ولا يعترفون أن الأمم تعرف من مدى احترامها للنساء.
الكفر بالعشير
وأشارت الباحثة إلى أن النساء اللاتي يكفرن العشير في تزايد مخيف، وهناك من تخون ببرودة أعصاب بسبب الضغط عليها بفتاوى التعدد وإباحة الضرب، وأصبحنا نرى نساء تقتل أطفالها تحت ضغوط تصرفات زوج هجرها وتركها في المسئولية وحدها.
وأكدت أن الممارسات الذكورية التي تعزز انتهاك المرأة يجب ان تنتهي، وعلينا التركيز بالفتاوى على صيانة العهد والشرف والضمير ومراعاة الأخلاق في المعاملة، بدلا من محاصرة المرأة وإمطارها دون غيرها، فصيانة كرامتها وإحترام كبريائها، ينعكس على المجتمع بالسلب أو الإيجاب.