رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تتخوف النساء من تزايد عدد الفتاوى اليومية المتعلقة بالمرأة؟ ‏

المرأة والفتاوي
المرأة والفتاوي

يتساءل مئات الرجال يوميا عن كيفية التعامل مع المرأة يتركون لدى الإفتاء والفقهاء كل التفاصيل التي يتخوفون من التعامل ‏معها خارج إطار الشرع للإجابة عنها، يسألون عن الزي والعمل والإعالة وأدوات التزيين، لكن في المقابل أصبح عدد كبير من ‏النساء أيضا يتخوفون من تضييق الخناق عليهن وتحجيم حريتهن خاصة أن منهن الكثير من العائلات للأسر ومراقبة تصرفاته ‏عن كثف قد يسبب لها الكثير من التعطيل.‏

المرأة والفقهاء 

وترفض الكثير من الكثير وخاصة الناشطات في مجال المرأة هذا التكثيف الفقهي على شئونهن، ويعتبرون أن التعامل مع حواء ‏لا يحتاج في كل التفاصيل إلى الفقيه، وخاصة أنها أيضا لاتضغط على الرجل فقهيا في كل معاملات حياته، ولا نجد في سيل ‏الفتاوى اليومية نسبة متعادلة تخص كل طرف حتى يلتزم بواجباته الشرعية وتطالب بتفعيل الحوار الهادئ داخل الأسرة وإيجاد ‏حالة من التفاهم بين الجميع.  ‏
عبير سليمان، الباحثة في شئون المرأة تنتقد ما أسمته سيل الفتاوى التي تجتاح كل تفاصيل وشئون النساء، والتي يستخدمها ‏البعض لقمعهن ومحاصرتهن، لافتة إلى أن الرجل لا يحظى بنفس الاهتمام من حجم الفتاوى التي تطلق يوميا على المواطن، ‏مؤكدة ضرورة الحد من هذه الظاهرة واللجوء للحوار باعتباره من أهم أركان العلاقات الإنسانية في إطارها العام. ‏


الرجل والقوامة ‏

وأوضحت سليمان أن كتاب الله الكريم  لم يفرق بين النساء والرجال إلا في نص القوامة المرتبط بالإنفاق، لكن ما يحدث على ‏أرض الواقع مخالف كلية لذلك، مؤكدة أن بعض الرجال يشغلوا أنفسهم بالنساء عبر إمطارهم بالفتاوى اليومية لأنهم مهتمون ‏بالاستحواذ عليهن.‏
وأضافت سليمان: من غير المعقول ان يكون لدينا أكثر من ٤٥٪ من نسبة إعالة العائلات المصرية نساء عاملات معيلات، ‏بحسب أبحاث وتقارير رسمية، أي يتحملن أعباء أسرة كاملة، لكن طلاب الفتاوى لاينشغلون إلا بملابس المرأة ومكياجها ‏وشئونها الخاصة خلال تواجدها في أماكن عملها أو دراستها، موضحة أنه بدلا من كل هذه القيود التي تقدم للمجتمع في صيغة ‏فتاوى، إيجاد لوائح خاصة بكل مؤسسة  توضح ما هو اللائق من عدمه للرجال والنساء.‏
أزمة الاشتغال بالنساء ‏.

وأشارت الباحثة إلى أن الانشغال بالنساء بهذه الصورة المكثفة في الفتاوى، يلهي الرجال عن الانشغال بالميثاق الغليظ، ويعطي ‏البعض الحجج التي تجعله يجتزأ من الشرع لصالحه، فيترك أسرته بلا عائل، ويتفنن في ضرب شريكته في الحياة وإهانتها ‏وعدم احترام كرامتها. ‏
تابعت: يدمرون منظومة الأسرة بعدم احترام نسائهن وكرامتهن، فيهجرون ويمتنعون عن الإنفاق، ولا يعترفون أن الأمم تعرف ‏من مدى احترامها للنساء.‏

الكفر بالعشير 

وأشارت الباحثة إلى أن النساء اللاتي يكفرن العشير في تزايد مخيف، وهناك من تخون ببرودة أعصاب بسبب الضغط عليها ‏بفتاوى التعدد وإباحة الضرب، وأصبحنا نرى نساء تقتل أطفالها تحت ضغوط تصرفات زوج هجرها وتركها في المسئولية ‏وحدها.‏
وأكدت أن الممارسات الذكورية التي تعزز انتهاك المرأة يجب ان تنتهي، وعلينا التركيز بالفتاوى على صيانة ‏العهد والشرف والضمير ومراعاة الأخلاق في المعاملة، بدلا من محاصرة المرأة وإمطارها دون غيرها، فصيانة كرامتها ‏وإحترام كبريائها، ينعكس على المجتمع بالسلب أو الإيجاب.‏

الجريدة الرسمية