معاني أسماء الرسول.. "الجامع" على الخير
في كتاب صدر بعنوان (مع أسماء المصطفى صلى الله عليه وسلم) تأليف المرحوم الشيخ أحمد الشرباصى رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا وكتب مقدمته فضيلة الشيخ سيد طنطاوى، شيخ الأزهر السابق استعرض فيه المؤلف أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تصل إلى أكثر من ثلاثين اسما منها "الجامع" يقول فيه:
والجامع مشتق من مادة الجمع، والجمع هو ضم أجزاء الشيء بتقريب بعضها من بعض ويقال أجمع المسلمون على كذا أى اتفقت كلمتهم فيه واجتمعت آراؤهم عليه، وسمى يوم الجمعة بيوم الجمعة لاجتماع المسلمين فيه بسماع الخطبة وأداء الصلاة.
خصال الخير والجمال
سمى الرسول عليه السلام باسم الجامع لأنه جمع ماتفرق من خصال الجمال والكمال في غيره من الأنبياء والرسل، وهو صاحب الكلمة الجامعة على الحق والخير والعدل، وهو الجامع للناس على كلمة الله تبارك وتعالى، وهو المؤلف بينهم بفضل ربه يجمع شملهم ويوحد صفهم وهدفهم ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يد الله مع الجماعة) وقال (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة).
وكذلك قال: (أنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبرـ اى مقدار شبر ـ فقد خلع ربقة الإسلام ـ اى رابطته ـ من عنقه إلا أن يرجع) أي يتوب ويعود الى طريق الجماعة والوحدة، وروى البخاري أن رسول الله قال: من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات، ميتة جاهلية.
واعتصموا بحبل الله
وكل هذه النصوص النبوية الكريمة تمضى في ضوء القرآن الكريم الداعي إلى الوحدة والجماعة حيث يقول في سورة آل عمران (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون).
صلاة وسلاما على رسول الله
ولذلك صور الرسول عليه الصلاة والسلام المؤمنين بأنهم متآلفون متضامنون متحدون كأنهم بنيان مرصوص فقال: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.
وقد علم القرآن العباد أن يجعلوا من دعائهم قولهم كما في سورة آل عمران: (ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد).
صلاة وسلاما على النبي الجامع على الخير، الداعى إلى البر، وصلاة وسلاما عليه في الأولين والآخرين.