صحيفة فرنسية: تبون لا يرد على مكالمات ماكرون الهاتفية
كشفت صحيفة ”لوبينيون“ الفرنسية أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاول مرارا الاتصال بنظيره الجزائري عبد المجيد تبون، ولكن بلا جدوى، وأكدت أن تبون رفض الرد على الاتصالات الهاتفية، في مؤشر على استمرار تدهور العلاقات بين الرئيسين.
اتصال هاتفي من ماكرون
وقالت الصحيفة إنّ ماكرون حاول مساء الإثنين الماضي التواصل مع تبون عبر الهاتف، لإقناعه بالحضور إلى باريس لحضور مؤتمر ليبيا المنتظر عقده الجمعة 12نوفمبر، لكنه لم يجد محاوره على الخط.
وأشارت إلى أنّ فرنسا سبق أن أرسلت رسالة بهذا المعنى إلى الجزائر عبر القنوات الدبلوماسية لإقناعها بحضور قمة باريس حول الملف الليبي.
وكان الرئيس الجزائري قد أكد في وقت سابق في مقابلة مع مجلة ”دير شبيجل“ الألمانية أنه لم يعد يتواصل مع الرئيس الفرنسي عبر الهاتف، وذلك بسبب تصريحات ماكرون في أكتوبر الماضي التي شكك فيها بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، وإشارته أيضًا إلى ما أسماه ”كراهية فرنسا“ وأن النظام السياسي العسكري بني على ”إيجار تذكاري“ أضعفه تمرد الحراك الشعبي، وفق قوله.
وأثار الكشف عن هذه التصريحات في صحيفة ”لوموند“ الفرنسية الشهر الماضي كثيرا من السخط في الجزائر، واتخذ الرئيس عبد المجيد تبون قرارا بإغلاق المجال الجوي الجزائري في وجه الطائرات العسكرية الفرنسية.
وأوضح الرئيس الجزائري في حديثه لـ“دير شبيغل“ أنه ”إذا أراد الفرنسيون الذهاب إلى النيجر أو مالي سيخصصون تسع ساعات وليس أربع ساعات، كما كان من قبل“.
واعتبر أنّ ”ماكرون أضر بكرامة الجزائريين“، مشددا على أن ”الجزائر كانت قائمة بشعبها ولم نكن قبائل بدوية قبل أن يأتي الفرنسيون.“
وذكرت صحيفة ”لوبينيون“ أنه ”في مواجهة تدهور العلاقات تحاول الرئاسة الفرنسية نزع فتيل الأزمة الدبلوماسية“ ونقلت عن مصدر دبلوماسي قوله إنه ”على مدى أربع سنوات كان رئيس الدولة يقوم بأعمال تذكارية عن الاستعمار والحرب الجزائرية، والتقى بشباب جزائريين للعمل على توجهات تقرير بنيامين ستورا حول الموضوع.
وأشار المصدر إلى أن الرئيس ”تحدث بهذه المناسبة عن سياسته المتعلقة بإحياء الذكرى وطرح عدد من الأسئلة وهو يأسف للتعليقات التي تم نشرها في الصحافة ولديه احترام كبير للأمة الجزائرية وتاريخها وهو ملتزم بتطوير العلاقات الثنائية لصالح شعبي البلدين“.
وعلقت الصحيفة الفرنسية بأنّ الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ذكّر مؤخرا بأنه لن يتخذ ”الخطوة الأولى“ لمحاولة تخفيف التوترات بين باريس والجزائر وأنه ”من الواضح أن الإليزيه يحاول القيام بالمبادرة“.