محمد الجندي يكشف ثمار نجاح مؤتمر "دور العلوم الشرعية والإنسانية في خدمة الدعوة"
كشف الدكتور محمد عبد الدايم الجندي وكيل كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، عن ثمار نجاح المؤتمر الدولي الأول لكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر بالقاهرة، والذي أقيم الأحد الماضي تحت عنوان “دور العلوم الشرعية والإنسانية في خدمة الدعوة الإسلامية”، بمشاركة نخبة من كبار العلماء والباحثين، وتحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
وقال “الجندي” أمين عام المؤتمر ونائب رئيس المؤتمر، إن المؤتمر أسفر عن إعلان وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بالاستفادة من طلاب كلية الدعوة في خطب المكافأة، كما تكفل نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بطباعة أعمال المؤتمر على نفقة مجمع البحوث.
وأوضح أن المؤتمر رغم أنه يعد الأول لكلية الدعوة الإسلامية، لكن صداه تعد الحدود، لتصبح توصياته نبراسا لخدمةِ الدعوةِ الإسلاميةِ، وصحيح الدين وعدم المغالاة.
وأضاف وكيل كلية الدعوة الإسلامية، أن شخصيات التي شرفت بحضور فعاليات المؤتمر، منهم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والدكتور علي جمعة رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، أعطت ثقلا للمؤتمر ولفتت أنظار العالم الإسلامي له ليكون بداية ناجحة في مؤتمرات قادمة، مشيرا إلى أن الكلية بصدد تنظيم مؤتمرها الثاني العام المقبل ليكون عادة سنوية بعنوان "الدعوة الإسلامية والسلام العالمي تحديات الواقع وآفاق المستقبل").
وكانت أعمال المؤتمر الدولي لكلية الدعوة انتهت إلى عدد من التوصيات جاء من بينها:
1ـ التوسعُ في فتحِ مراكزَ لتنقيحِ التراثِ الإسلاميِ، وتجديدهِ بشكلٍ يتناغمُ مع النصوصِ الشرعيةِ ولسانِ العصر، فالتراثُ هو الذاكرةُ الحيّةُ التي تدعمُ الهويّةَ، وتُبقي على الامتدادِ بين الجديدِ والأصيلِ، مع مراعاةِ حجبِ الدخيلِ والعليلِ.
2ـ استثمارُ القواسمِ المشتركةِ للعلومِ المختلفةِ، التي تهتمُ بالفهمِ الكليِ لمقاصدِ العلومِ الشرعيةِ، في خدمةِ الدعوةِ الإسلاميةِ، واعتبارُ الطروحاتِ العلميةِ التي ضمها مجموعُ العملِ العلميِ المتضَمَّنُ في مكتوبِ هذا المؤتمرِ المباركِ نقطةَ انطلاقِ نظريةٍ لتطبيقاتٍ عمليةٍ واقعيةٍ قابلةٍ للتعامل بشكلٍ مباشرٍ مع كلِ مكوناتِ العقلِ وفروعِ المنتجِ السلوكيِ بحرفيةٍ متخصصة.
3ـ وضعُ مناهجَ دراسيةٍ تجسدُ تصوراتٍ تنفيذيةً جاهزةً للتداولِ المعرفيِ بين العلومِ في ضوءِ الدراساتِ البينيةِ؛ وتوجيهُ ذلك في صياغةِ تصورٍ شاملٍ يكونُ عقلَ الداعيةِ، تيسيرًا لتعاملهِ مع واقعِ المستجداتِ الفكريةِ والاجتماعيةِ والعلميةِ.
4ـ عقدُ دوراتٍ علميةٍ متميزةٍ لطلابِ الكلياتِ الشرعيةِ، وشحذُ هممهم نحوَ توظيفِ الأدلةِ والبراهينِ المختلفةِ في غرسِ الإيمانِ باللهِ تعالى، ودعمِ مصداقيةِ قضاياه.
5ـ إنشاءُ مواقعَ إلكترونيةٍ خاصةٍ بتقديمِ خدماتٍ تعليميةٍ، وإرشاداتٍ تربويةٍ، يقومُ على إدارةِ برامجِها متخصصون من هيئةِ التدريسِ، وخبراءِ توظيفِ العلومِ الشرعيةِ، والإنسانيةِ في خدمةِ الدعوةِ الإسلاميةِ.
6ـ التوسعُ في إنشاءِ مراكزَ لترجمةِ المؤلفاتِ المعنيةِ بشرحِ مقاصدِ الإسلامِ، وغاياتهِ العظمى إلى اللغاتِ الأخرى؛ قيامًا بواجبِ التعريفِ بهِ، وقطعًا للطريقِ على من يحاولُ التشويشَ عليهِ، وكذلك ترجمةِ الواردِ إلى ثقافتِنا وتحليلِه والتعاملِ معه على غِرارِ ما يقومُ به مرصدُ الأزهرِ الشريفِ.
7ـ الانضواءُ تحتَ مظلةِ الأزهرِ الشريفِ، والاصطفافُ حولَ ما يقومُ به من دورٍ فعال في مجالِ حوارِ الأديانِ بغرضِ التوصلِ لمرتكزاتِ العيشِ الإنسانيِ المشتركِ بين أنساقِ البشريةِ للاستمرارِ في دفعِ عجلةِ التنميةِ ونِشدانِ الرخاءِ وتحقيقِ القوةِ الذاتيةِ للأوطانِ.
8ـ الإفادةُ من علمِ الترجمةِ في متابعةِ المفاهيمِ المغلوطةِ التي تستهدفُ الدينَ الإسلاميَ، والعملُ على تحليلِها لردِ الشبهاتِ، ودفعِ مآربِها، وتعطيلِ أدواتِها.
9ـ صياغةُ مشاريعَ خطابيةٍ ـ بكسر الحاء وفتحها ـ منطقيةٍ وفلسفيةٍ عبرَ أطروحاتٍ علميةٍ تستأنسُ بالقواسمِ الأخلاقيةِ المشتركةِ بين الشرائعِ السماويةِ، تعملُ على بناءِ الأخلاقِ، وتتصدي لموجاتِ الإلحادِ، وترشدُ النهَمَ الماديَ الناتجَ عن الفراغِ الدينيِ الذي يجمدُ الاستقبالَ الشعوريَ لدى كلِ أنساقِ المجتمعِ وشرائحهِ وطوائفهِ.
10ـ إنشاءُ مراكزَ تتَبّعٍ ورصدٍ لقياسِ تطورِ الوعيِ لدى الشبابِ، ووضعِ حلولٍ تعززهُ إذا انتكسَ، وتعالجُ علتَهُ إذا ارتكسَ، وتحميهِ من السقوطِ في هاويةِ التطرفِ ومهوى التشدقِ والتكلفِ، وتحفزُ طموحاتِه إذا كانَ إيجابيًا.
14ـ عقدُ دوراتٍ مستمرةٍ في العلومِ المستجدةِ والمستهجنةِ لأعضاءِ هيئةِ التدريسِ والمعنيينَ بالبحثِ العلميِ وتدريب الدعاة إلى الله تعالى؛ خاصةً في مجالِ تقييمِ الأداءِ وقياسهِ؛ لرفعِ معدلِ الأداءِ، وتحسينهِ تماشيًا مع التطورِ التصاعديِّ للعلومِ، وتحاشيًا للركودِ المعرفيِ في عصرِ السبقِ العلمي.
15 ـ اعتبارُ المعلوماتيةِ مادةً علميةً من العلومِ الإنسانيةِ تعملُ في خدمةِ الدعوةِ الإسلاميةِ لتلبيةِ الاحتياجاتِ التوعويةِ في عصرِ العولمةِ، وتغطيةِ كافةِ مساحاتِ الخروجِ على النص، والتعاملِ مع القراءاتِ المغلوطةِ لمعانيهِ وتفسيراتهِ. ضمانًا لتطويرِ كفاءاتِ الدعاةِ، وحسنِ التعاملِ مع الفضاءِ الالكترونيِ الواسعِ، والإفادةِ منها في مجالِ الدعوةِ إلى اللهِ تعالى.
16. هذا وسوف يكونُ المؤتمرُ الثاني لكليةِ الدعوةِ الإسلاميةِ -بمشيئةِ اللهِ تعالى- بعنوان "الدعوة الإسلامية والسلام العالمي تحديات الواقع وآفاق المستقبل"