نجل حفتر في إسرائيل.. زيارة تحدد مستقبل الخريطة السياسية في ليبيا
في الوقت الذي لم تتحدث فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية والليبية، معًا، عن الأنباء التي ترددت بشأن زيارة صدام حفتر، نجل القائد الليبي المعروف "78 سنة"، فإن "هآرتس" الإسرائيلية خرجت عن ذلك الإجماع، وكشفت تفاصيل الزيارة الخاطفة التي قام بها صدام حفتر إلى إسرائيل في 1 نوفمبر، وقالت إن الهدف منها عرض إقامة علاقات دبلوماسية مقابل الحصول على مساعدة عسكرية ودعم دبلوماسي.
مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف حسني عبيدي، أدلى بتحليل سياسي للخطوة، في تصريحات لـ "فرانس 24".. ذكر فيه أن صدام تحدث إلى مسؤولين كبار حول سبل ربط علاقات دبلوماسية بين البلدين مقابل دعم عسكري ودبلوماسي للرجل القوي في شرق ليبيا.
الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
وترتبط هذه الزيارة ارتباطا وثيقا بالانتخابات الرئاسية الليبية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل (بالتزامن مع انتخابات برلمانية) من شأنها تحديد هوية الطرف الذي يتزعم البلاد وحكومتها الموحدة المرجوة. وبالتالي فإن عرض حفتر ونجله صدام مرهون بنتيجة الاقتراع.
وبحسب "هآرتس"، فإن الطائرة التي أقلت صدام حفتر لمطار بن جوريون في تل أبيب (من طرف فالكون الفرنسية والمخصصة عادة لنقل أفراد عائلة حفتر وكذلك معاونيه)، أقلعت من دبي لتستقر في مكانها مدة ساعة ونصف الساعة قبل أن تواصل طريقها إلى ليبيا.
وكانت تقارير إعلامية أخرى تحدثت في الأشهر الماضية عن وجود علاقات -وربما شراكة- استشارية بين خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي (نجل معمر القذافي) وبين شركات عامة إسرائيلية بشأن الانتخابات الرئاسية.
زيارة صدام حفتر لتل أبيب
واعتبر مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف حسني عبيدي أن زيارة صدام حفتر لتل أبيب "لا يمكن تنظيمها بدون إيعاز" من والده، ومن داعمين في المنطقة العربية، وخاصة دول الخليج.
توقيت الزيارة يحمل دلالات سياسية مهمة بالنسبة للمشهد الليبي وكذا المشهد العربي، وستكون لها انعكاسات مباشرة على الخارطة السياسية في ليبيا.. وذلك لأن الزيارة تأتي عشية انتخابات مفصلية من شأنها تحديد مصير المشير خليفة حفتر الذي يرفض مغادرة المشهد السياسي بدون ضمانات له وكذلك للمحور الذي يقوده في شرق ليبيا.
بالإضافة إلى ذلك فإن المشير حفتر يرغب في الترشح في الانتخابات الرئاسية والتأثير عليها مباشرة على غرار تعديلاته على القانون الانتخابي الأخير الذي يعطي فرصة له في الترشح في الانتخابات المقبلة والعودة لمنصبه العسكري إن فشل.
أهداف المشير
وفي ظل التحالفات الداخلية والإقليمية الجديدة، يبحث المشير خليفة حفتر على تحقيق هدفين: الهدف الأول هو الحصول على دعم دبلوماسي وإعلامي في مجال العلاقات العامة ليس فقط من قبل إسرائيل وإنما كذلك من قبل الولايات المتحدة. لأن حفتر يعلم بأن تل أبيب أقصر الطرق لخطب ود واشنطن.
الهدف الثاني يتمثل في الدعم الاستخباراتي والعسكري لإسرائيل كعامل أساسي في الإبقاء على ميزان القوى العسكري لصالح المشير.
ومن المؤكد أن أي مساعدة يتلقاها معسكر المشير خليفة من قبل إسرائيل سيكون لديها استثمار سياسي واقتصادي بالنسبة لإسرائيل التي تبحث عن بوابة شرقية في المتوسط، وهي تعلم جيدا أن أي تطبيع للعلاقات الدبلوماسية مع ليبيا سيكون اختراقا تاريخيا لها وانتصارا مهما جدا يقربها إلى منطقة تعتبر حساسة، وهي الجزائر التي تعتبر أحد أهداف السياسة الإسرائيلية في المنطقة العربية بعد تطبيع العلاقات مع المغرب.
استراتيجية إسرائيل
من هنا يمكن القول بأن استراتيجية إسرائيل من خلال التقارب مع حفتر كزعيم مقبل في ليبيا أو كعامل تأثير ستكون مقاربة لاحتواء دول المغرب العربي وفي النهاية تتمكن إسرائيل من أن تصبح في كل مكان في المنطقة الغربية وتأثيرها لا حدود له بعد تمكنها من تصدير الخلافات إلى المنطقة.
إلى ذلك قال مصدر استخباري غربي ان صدام حفتر شاب متحمس ويملك مقومات القائد العسكري، وهو الآن على طريق التعلم في مجال السياسة الذي لا يرحم أحدا، وعليه ان يكون مستعدا لاتهامات بالخيانة واتهامات اخرى في شتى المجالات وتلفيق اخبار وتقارير وشائعات لا نهاية لها، على حد قوله.
فيما قالت مصادر ليبية مطلعة إن صدام حفتر اصبح هدفا لبعض المعارضين له ولوالده، ينشرون أخبارا غير دقيقة وغير واقعية عن تحركاته، وعن لقاءات ادعى البعض انه شارك فيها في عواصم عربية وغربية مع أجهزة استخبارات من دول لا تربطها بليبيا أي علاقات.
وبحسب المصادر الليبية، فإن المواليين لتركيا من الإخوان المسلمين يكيلون الاتهامات لصدام ولوالده من منطلق العداء ومحاولة الإقصاء.