رئيس التحرير
عصام كامل

خبير سياحي: سواقي الفيوم معلم تاريخي وليست أثرا

سواقي الهدير بالفيوم
سواقي الهدير بالفيوم

شغل الرأي العام في محافظة الفيوم، خلال الأيام القليلة الماضية، تصريح المحافظ الدكتور أحمد الانصاري، يؤكد فيه أن سواقي الهدير ليست أثرا، ولا تزيد عن كونها معلما تاريخيا وسياحيا ورمزا للمحافظة.

 

وسادت حالة من الغضب بين أهالي المحافظة بسبب تصريح المحافظ، خاصة  أن السواقي مرفوعة للصيانة خلال فترة تطوير ميدان السواقي، معتبرين أن تصريح المحافظ يسلب السواقي حقا تاريخيا اكتسبته من الاف السنين.

فكرة السواقي

ويؤكد الدكتور نبيل حنظل الخبير السياحي، أن السواقي الحالية هي فكرة باقية منذ العصور الفرعونية القديمة، لكن جسم الساقية نفسه يصنع كل بضع سنوات وبالتالي فإن تصريح المحافظ حقيقي ولا تشوبه شائبة.

 



الاسم الحقيقي للسواقي
 

ويؤكد الخبير السياحي، أن اسم الساقية، ليس هو الاسم التاريخي إنما هو اسم اختلقة المصري الحديث واسمها الحقيقي كما سماها البطالمة "التابوت" أما الساقية فهي تلك التي تدار بالدواب أما «التابوت» فيدار بقوة دفع المياه، و«التابوت» لا يوجد إلا في الفيوم ويصنع من الخشب الأبيض العزيزي وعروق الخشب وبعض أجزاء شجر الجزوارين، ولها عدة أجزاء يتم تجميعها مع بعضها لتخرج بالشكل الذي نراه في وسط مدينة الفيوم.


وأوضح أن واولاد روبي هم الوحيدون الذين يعملون في هذه الصناعة منذ مئات السنين، فهم يتعلمونمها نقلا جيلا بعد جيل.
 

احتكار صناعة السواقي

واولاد روبي رغم أنهم حصلوا على شهاداتهم الدراسية ويعملون في وظائف حكومية، إلا أنهم لم يتركوا صناعة آبائهم وأجدادهم، وسوف يورثون المهنة إلى أبنائهم حتى تظل المهنة في العائلة ولا تنقرض، وهم يستخدمون في مهنتهم أدوات النجارة العادية الذي عرفها النجار المصري القديم المنشار والشاكوش والفارة.

«التابوت» وتنشيط السياحة

أما عن أسباب تصنيع هذه الساقية، فيقول الخبير السياحي،  إن سواقي الهدير عمرها في الفيوم يربو على الألفي عام، وبالتحديد ابتكرت في العصر البطلمي بعد أن اتجه المصري القديم إلى الزراعة في الفيوم.

وتابع لأن الفيوم ذات طبيعة خاصة فهي عبارة عن منحدرات تبدأ في الجنوب عن ارتفاع 26 مترًا فوق سطح البحر، وتنتهي بارتفاع 44 مترًا تحت سطح البحر شمال المحافظة عند شواطئ بحيرة قارون، ولحاجة الفلاح القديم ري أراضيه من منسوب أدنى إلى منسوب أعلى كان عليه أن يفكر في وسيلة لرفع الماء إلى الأرض الزراعية.


ويؤكد حنظل، أن الفيوم كانت تضم عددًا من السواقي يقدر بالآلاف انقرض هذا العدد حتى وصل إلى بضع عشرات لا تصل إلى مائتي ساقية تحاول المحافظة الحفاظ عليها من الانقراض، لتظل مزارات سياحية فقط بعد أن تم الاستغناء عن خدماتها.

ويتابع مدير عام السياحة الأسبق، أن الساقية الآن أصبحت تكلف المال العام ٢٥ ألف جنيه لكل واحدة جديدة، لاحتكار هذه الصناعة في أيدي أسرة واحدة من جانب، ولارتفاع أسعار الخامات من جانب آخر.

الجريدة الرسمية