قلق أمريكي من تدهور الأوضاع في إثيوبيا.. والأمم المتحدة تحذر من حرب أهلية
أكد المبعوث الأمريكي الخاص جيفري فيلتمان، على قلق الولايات المتحدة البالغ من تصعيد الصراع وخطر العنف بين الطوائف في إثيوبيا، مشجعا جميع الأطراف على الانخراط في حوار بشأن وقف الأعمال العدائية.
وذكر بيان للخارجية الأمريكية أن فيلتمان سافر إلى أديس أبابا خلال الفترة من 4 إلى 7 نوفمبر، والتقى برئيس الوزراء آبي أحمد علي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ديميكي ميكونين حسن ووزير الدفاع أبراهام بيلاي ووزير المالية أحمد شايد.
كما التقى مع الممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث وشركاء دوليين آخرين وقادة حكوميين.
فرصة لإنهاء القتال في إثيوبيا.. ضعيفة
من جانبه، أشار الاتحاد الإفريقي إلى أنه لا توجد فرصة كبيرة لإنهاء القتال في إثيوبيا، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن خطر انزلاق إثيوبيا في حرب أهلية واسعة النطاق "حقيقي للغاية".
وأعلنت الولايات المتّحدة أنّ مبعوثها إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان عاد إلى أديس أبابا أمس (الاثنين)، بعد محطة قصيرة في كينيا، لاستكمال جهوده الدبلوماسية الرامية لحلّ النزاع في إثيوبيا، معربة عن اعتقادها بوجود «نافذة صغيرة»، للتوصّل إلى حلّ سلمي عن طريق وساطة يقودها الاتّحاد الأفريقي.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين: «نعتقد أنّه لا تزال هناك نافذة صغيرة» لإحراز تقدّم عبر جهود الوساطة التي يبذلها الممثل الأعلى للاتّحاد الأفريقي في منطقة القرن الأفريقي أولوسيجون أوباسانجو، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف أنّ الدبلوماسية الأمريكية تجري مباحثات مع الحكومة الإثيوبية، ولكن كذلك «أيضًا مع جبهة تحرير شعب تيجراي»، للتوصّل إلى اتّفاق على وقف لإطلاق النار بين الطرفين.
دعوة طرفي الصراع إلى مفاوضات
من جهتها، دعت ليندا توماس جرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، خلال نقاش في مجلس الأمن الدولي حول الأزمة الإثيوبية طرفي النزاع إلى الانخراط في مفاوضات فورية بدون شروط مسبقة، للتوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار.
وقالت: إنّ الوضع في إثيوبيا «لا يتمثّل بوجود الأخيار في جانب والأشرار في الجانب الآخر. ليس هناك سوى ضحايا من كلا الجانبين».
وأضافت مخاطبة المتقاتلين من طرفي النزاع: «آن الأوان لأن تلقوا أسلحتكم. واسمحوا لي أن أكرّر ذلك - آن الأوان لأن تلقوا أسلحتكم. هذه الحرب الدائرة بين رجال غاضبين متحاربين والتي يروح ضحيّتها النساء والأطفال، يجب أن تتوقف».
وكان أوباسانجو أكّد خلال جلسة للدول الأعضاء في الاتّحاد الأفريقي أمس، وجود فرصة للتوصّل إلى اتفاق، لكن هناك عقبات كبرى.
والتقى أوباسانجو الأحد، زعيم «جبهة تحرير شعب تيجراي» ديبريتسيون جبريمايكل.
لكن يقول دبلوماسيون مطلعون على المفاوضات، إن «جبهة تحرير شعب تيجراي» لن تخوض أي محادثات لحين رفع القيود المفروضة على وصول المساعدات إلى الإقليم، بينما تشترط الحكومة انسحاب المحاربين من منطقتي عفر وأمهرة قبل أي شيء.
9 جماعات ضد آبي أحمد
وأعلنت تسع جماعات إثيوبية معارضة الجمعة، بينها «جبهة تحرير شعب تيجراي» وجيش تحرير أورومو، تشكيل تحالف ضد الحكومة الفيدرالية برئاسة آبي أحمد.
وهيمنت «جبهة تحرير شعب تيجراي» على الأجهزة السياسية والأمنية في إثيوبيا لنحو ثلاثين عامًا، بعدما سيطرت على أديس أبابا وأطاحت النظام العسكري الماركسي المتمثل بـ«المجلس العسكري الإداري المؤقت» في 1991.
وأزاح آبي أحمد الذي عُيّن رئيسًا للوزراء في 2018، الجبهة من الحكم، فتراجعت هذه الأخيرة إلى معقلها تيجراي.
وبعد خلافات استمرّت أشهرًا، أرسل آبي أحمد الجيش إلى تيجراي في نوفمبر2020 لطرد السلطات الإقليمية المنبثقة عن «جبهة تحرير شعب تيجراي» التي اتّهمها بمهاجمة قواعد للجيش الفيدرالي. لكن في يونيو، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيجراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.