المثقفة وملهمة الشعراء.. 18 عاما على رحيل زوزو حمدي الحكيم
جسدت أدوار الشر في السينما على مدى خمسين عاما منذ الأربعينيات بدأتها بفيلم ريا وسكينة مع نجمة إبراهيم واستمرت بادوار الشر في التليفزيون بمسلسل العسل المر، هي الفنانة القديرة والمثقفة التي تهوى إلقاء الشعر زوزو حمدي الحكيم التي برعت في تقديم المرأة القاسية.
ولدت الفنانة زوزو حمدي الحكيم في مثل هذا اليوم 8 نوفمبر عام 1912 بقرية سنتريس محافظة المنوفية، وتخرجت من مدرسة المعلمات العليا، ونظرا لحبها للفن التحقت بمعهد التمثيل العالي كأول فتاة تلتحق بالمعهد وتخرجت فيه عام ١٩٣٥، ومن دفعتها روحية خالد ورفيعة الشال، لتلتحق بالفرقة القومية التي كان يرأسها الشاعر خليل مطران.
اشتهرت زوزو حمدي الحكيم بحب التواجد في الوسط الثقافي وحضور الندوات والأمسيات الشعرية، وفيها ارتبطت بعدة صداقات منهم الأديب الصحفي زكي مبارك الذى كتب فيها قصائد شعرية ومقالات أدبية، كذلك وقع في حبها الشاعر إبراهيم ناجي وقيل إنه استوحى كلمات قصيدة الأطلال التي غنتها أم كلثوم في حبها حتى أنه كان يوقع على قصائده بـ "إهداء الى ز"، واعترفت هي بذلك.
عشق الكاتب الصحفي محمد التابعي وهو في قمة شهرته الممثلة الناشئة زوزو حمدى الحكيم، في الوقت الذي كان يعمل فيه مع السيدة روزا اليوسف، وكان هناك شبه إعجاب بينهما، وعندما اختلف معها قيل انه تزوج من زوزو حمدي الحكيم، وكان زواجا سريا حتى يغيظ روزا اليوسف، ولم يستمر زواجهما.
بدأت زوزو حياتها الفنية عام 1935 حيث اكتشفها الفنان يوسف وهبى وقدمها في فيلم " الدفاع "، واتجهت بعد ذلك إلى المسرح بمساعدة استاذها في المعهد المخرج زكي طليمات.
فقدمت العديد من المسرحيات فى بداية مسيرتها منها الملك لير، التميمة، النسر الصغير وانتقلت بعد ذلك إلى السينما فقدمت وإسلاماه، إلى الأبد، ليلى بنت الفقراء، بيت الطالبات، إسكندرية ليه مع يوسف شاهين، المومياء في دور الأم الصعيدية.
ومن أهم مسلسلاتها التليفزيونية: مذكرات زوج، محمد رسول الله، أفواه وأرانب، ألف ليلة وليلة،، حكايات ونيس مع محمد صبحي، ومن أشهر مسلسلاتها الإذاعية العسل المر.
وتحكى زوزو حمدى الحكيم في مجلة نص الدنيا عام 2000 قصة عملها في فيلم "ريا وسكينة" فتقول: قام المخرج صلاح أبو سيف بمخاطرة كبيرة عندما أسند لي البطولة في فيلم ريا وسكينة ومعي نجمة إبراهيم تشاركني، وذلك لأننا كنا وقتها لسنا من النجمات المحبوبات الجميلات ورفض الإنتاج والتوزيع هذا الاختيار، إلا أنه بعد الاتفاق مع الفنان أنور وجدى وكان الفتى الأول في السينما وافق الإنتاج على مضض، وبعد نجاح الفيلم كانت نقلة كبيرة لى ولنجمة إبراهيم، فهو بالنسبة لى هو ذروة اجتماع القوة والشر معا ووضعنى في مرحلة النضج الفني.
فيلم ريا وسكينة
وأضافت زوزو كان فيلم ريا وسكينة نعمة ونقمة في نفس الوقت، نعمة لأنه جعلني على درجة كبيرة من الشهرة ووضعني على أول سلم الشهرة، وفى نفس الوقت كان نقمة ولعنة فقد أدى هذا الفيلم إلى إغلاق الأبواب أمامنا لتمثيل أي أدوار مختلفة، فقد حاصرني كثيرا دور سكينة في معظم الأدوار التي أتت بعده، وأصبحت زوزو الوجه الشرير في السينما.
غلطة زوزو الكبرى
وتابعت: استغلني المخرجين بعد ذلك لإعادة تمثيل قصة ريا وسكينة واستثمار النجاح السابق ولكن في قالب كوميدي، عملت دور سكينة أيضا ــــ وكانت غلطة كبرى ـــــ في فيلم (إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة)، وقد ندمت كثيرا على هذا الفيلم الذي لم ينجح وسبب فشله أزمة لي.
عانت زوزو حمدى الحكيم في آخر سنواتها من مرض الشلل الذي استمر معها سنوات طويلة حتى رحلت عام 2003.