تفكك إثيوبيا.. "جون أفريك" يكشف تضاؤل فرص آبي أحمد
كشف تقرير لمجلة “جون افريك” الفرنسية عن الخيارات المتاحة لرئيس الوزراء الإثيوبي ابي احمد بعد تفجر الوضع في أديس أبابا بعد محاصرة العاصمة الإثيوبية من قوى المعارضة.
خيارات آبي أحمد
وقال التقرير الفرنسي، إن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، يواجه خيارات محدودة في مواجهة تصعيد القتال مع مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير إقليم ”تيجراي“، والتقدم اللافت لمقاتليها وتصاعد قلق دول الجوار من تداعيات الصراع.
وتساءل التقرير الذي نشرته مجلة ”جون أفريك“ الفرنسية، يوم الأحد: ”هل يمكن لآبي أحمد أن يحول الموقف لصالحه وهو يواجه وضعا خطيرا هو الأصعب على الإطلاق منذ توليه منصبه في أبريل 2018“.
فرص تتضاءل
وكانت الأحداث أخذت منعرجا خطيرا في الأسابيع الماضية، مع إعلان جبهة تحرير ”تيجراي“ السيطرة على بلدتين استراتيجيتين واقعتين على بعد 400 كم شمال العاصمة أديس أبابا، وفي المصدر ذاته.
وكان جيش تحرير ”أورومو“ الذي تحالف مع الجبهة الشعبية لتحرير ”تيجراي“ قبل 3 أشهر، قال في الثالث من الشهر الجاري، إن ”وصول مقاتليه إلى العاصمة أصبح الآن مسألة شهور إن لم يكن أسابيع“.
وردا على ذلك، أعلنت الحكومة الفيدرالية حظر التجول وحثت سكان أديس أبابا، على الاستعداد للدفاع عن المدينة، واصفة الصراع بأنه ”حرب وجودية“، لكن من الواضح بشكل متزايد بحسب ”جون أفريك“، أن ”خيارات آبي أحمد تتضاءل بسرعة“.
ووفق المجلة ”قد يستسلم رئيس الوزراء لحرب استنزاف، لكن الجيش الإثيوبي عانى من عدة هزائم، لا سيما في الأشهر الخمسة الماضية، وهو محبط“.
وأضافت أنه ”على الرغم من هجماتها الأخيرة والضربات الجوية التي استهدفت ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي، اكتسبت قوات جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي مزيدا من الأرض في منطقتي عفار وأمهرة؛ مما سمح بتوسيع جغرافي للصراع مع تداعيات قد تستمر لعقود“.
ما بعد أحمد
وذهب تقريرها إلى القول إن ”المتمردين باتوا يستعدون بالفعل للمرحلة الانتقالية لما بعد آبي أحمد“.
وأشار إلى أن ”أحمد قد يحاول التوصل إلى اتفاق مع خصومه، لا سيما أن الأمور تدور حول حرب لن يكون فيها غالب ولا مغلوب، حيث أدين جميع الأطراف بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب محتملة، وفقا لتحقيق أجرته الأمم المتحدة مؤخرا“.
وتابع: ”حتى إن لم يكن مستبعدا أن ينجح أبي أحمد، في إنقاذ سلطته، فإن اتفاقية السلام ستتيح له، إذا لزم الأمر، إمكانية التفاوض على رحيله وخطوط انتقال مناسب“.
ولفتت ”جون أفريك“ إلى ”تحولات الأهداف التي رسمها المقاتلون وفقا لطبيعة المرحلة“.
وأوضحت أن ”قادة تيجراي أصروا على أن هدفهم المباشر هو رفع الحصار المفروض على منطقتهم، لكن أهدافهم طويلة المدى غير واضحة، خصوصا مع اقتراب إعلان تشكيل تحالف للمتمردين تحت مسمى الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية الإثيوبية“.
ويرى التقرير الفرنسي أن ”هذا التصعيد في الصراع، الذي أودى بحياة الآلاف وشرد الملايين، هز بالفعل شرق أفريقيا، لا سيما في سياق تميز بانقلاب أخير ومظاهرات مضادة في السودان المجاور وبوباء كورونا“.
وأشار إلى حالة القلق لدى الاتحاد الأفريقي والدعوات المتكررة إلى اجتماع زعماء المنطقة؛ لمناقشة الأزمة الإثيوبية والدعوة إلى الحوار بين الأطراف المتحاربة هناك.
عدم استقرار بالمنطقة
وتابع: ”رغم أن الصراع مستمر منذ أكثر من عام حتى الآن، فإن جيران إثيوبيا ظلوا حتى الآن متأخرين نسبيا رغم الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسرعة، وخطر المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة“.
وأضاف أنه ”في حين أن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من القتال في تيجراي قد وجدوا ملاذا في السودان، فإن انتشار الصراع جنوبا نحو أديس أبابا قد يؤدي إلى تدفق اللاجئين إلى بلدان أخرى“.
”وقد تمت الإشارة إلى بعضها بالفعل، مثل نيروبي عاصمة كينيا التي تشترك في حدود بطول 861 كم مع إثيوبيا“، وفق المجلة الفرنسية.
وحذرت من أن ”الحرب في إثيوبيا قد تكون لها تداعيات إقليمية أخرى خطيرة، حيث من المرجح أن يؤدي السقوط المحتمل لآبي أحمد، إلى نهاية اتفاق السلام الجديد مع إريتريا“.
كما رأت أنه ”يمكن أن تتغير العلاقات مع مقديشو، حيث يواجه الرئيس محمد عبدالله محمد أزمات متعددة“.
تحدي المجتمع الدولي
وقال التقرير إنه ”في الأشهر الأخيرة عمل الرئيس الصومالي عن كثب مع أديس أبابا وأسمرة، بما في ذلك تيجراي، على أمل تقليل اعتماد بلاده على نيروبي، وقاومت إدارة آبي أحمد حتى الآن ضغوط المجتمع الدولي ودعوات للحوار“.
وختمت المجلة متسائلة في هذا الجانب: ”هل يمكن لرئيس الوزراء الإثيوبي أن يخفف من مواقفه؟“.