حقنا للدماء.. الكفن ينهي خصومة ثأرية بين عائلتين فى بني سويف
انهى تقديم الكفن الرمزي، خلال جلسة عرفية، خلافا ثاريا بين عائلتي أبو خزيم والعمارنة أبو رسلان من عزبة التل بقرية كوم إدريجة بمركز الواسطى، شمال محافظة بني سويف.
جلسة صلح ببني سويف
وشهدت جلسة الصلح التي عقدتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع الأجهزة الشعبية حضور كل من: الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف واللواء طارق مشهور مساعد وزير الداخلية مدير أمن بني سويف، واللواء أسامة حلمي نائب مدير الأمن، اللواء أسامة جمعة مدير إدارة البحث الجنائي، والعميد هشام أبو الفضل رئيس الأمن العام بالمديرية، والشيخ حسن سليمان مدير أوقاف الواسطى ومسؤولى الوحدة المحلية.
الكفن ينهي الخصومة
حيث قدم الممثل عن عائلة رسلان كفنه لعائلة المجني عليه من أبو خزيم، وتعهدا بنبذ الخلافات، وانهاء الخصومة بين العائلتين، وتبادلا طرفا الخصومة التصافح والعناق، مرددين قسم العفو والصلح وإنهاء النزاع فيما بينهما وعدم العودة للخصومة مجددا.
محافظ بني سويف
وأعرب محافظ بني سويف، عن شكره للقيادات الأمنية والشعبية، وكل من سعى في الصلح لانهاء هذه الخصومة الثأرية وإرساء مبدأ "الصلح الخير" لافتا إلى أن الخصومة تمزق نسيج المجتمع ويعيق جهود التنمية، مشيرا إلى أن "العفو" اسم من أسماء الله الحسنى، وأن حقن الدماء والتسامح والحفاظ على الأرواح، واجب ديني وعمل نبيل حثت ودعت إليه جميع الأديان السماوية، لنشر الألفة والمحبة والأمن والسلام بين المواطنين.
وأضاف محافظ بني سويف، أن استجابة العائلتين لدعوات الصلح من أعضاء لجان المصالحات والقيادات الأمنية، يؤكد تغيّر الفكر والموروث الثقافي والوعي بمخاطر الثأر لدى المواطنين، داعيا الأهالي إلى تقديم يد العون والمساعدة للأجهزة الأمنية والتنفيذية للقضاء على عادة الثأر والحد من وقوع خلافات جديدة، للتفرغ لتنفيذ الخطط التنموية والخدمية التي وضعتها الدولة في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
تاريخ ظاهرة الثأر
وتعتبر ظاهرة الثأر من أخطر الظواهر الاجتماعية التي عانت منها المجتمعات البشرية، وهي قديمة قِدَمَ الوجود البشري على سطح البسيطة. وتعتبر من أخطر ما يهدد سلامة وأمن وسكينة المجتمعات، كما تعتبر العدو الأول للتنمية والتطوير.
وهذه الظاهرة من أعقد وأصعب الظواهر التي تؤثر في حياة المجتمع اليمني، وتعد من أسوأ العادات الاجتماعية الموروثة التي تهدد الأمن والسلم الاجتماعي وتعيق عملية التنمية في البلاد وتؤدي إلى سفك دماء الكثير من الأبرياء وإلى قيام العديد من الحروب والنزاعات القبلية ؛ ولذلك فقد أصبح من الضروري دراسة هذه المشكلة دراسة علمية جادة تجسد إرادة الدولة القوية وتوجهاتها الجادة لمعالجة هذه الظاهرة والحد منها وترسيخ الأمن والاستقرار في أرجاء البلاد.
وظاهرة الثأر من العادات السيئة، ومن بقايا الجاهلية التي كانت منتشرة في الناس قبل الإسلام، فلما أشرق الإسلام بتعاليمه السمحة، قضى على هذه الظاهرة وشرع القصاص، حيث يطبق بالعدل، ويقوم به ولي الأمر، وليس آحاد الناس حتى لا تكون الحياة فوضى.