أزمات «الوزيرة المريضة».. غيابها يؤجل حسم اتفاقية «تصنيع موديرنا».. وتكنهات بـ«خليفة هالة» فى «الصحة»
«أزمة صحية مفاجئة.. إجازة مرضية للوزيرة.. قائم بالأعمال.. وتكهنات بالرحيل».. سيناريوهات عدة باتت تسيطر على الأجواء داخل وزارة الصحة والسكان، وذلك بعد تعرض وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد إلى أزمة صحية فى وقت الإعلان عن قضية فساد كبرى بين عدد من القيادات فى الوزارة دون الكشف عن تفاصيلها، نقلت على إثرها إلى العناية المركزة، ثم تقدمت بطلب إجازة مرضية إلى مجلس الوزراء، ليصدر قرار بإسناد مهام الوزارة إلى وزير التعليم العالى الدكتور خالد عبد الغفار لتسيير أعمال الوزارة نظرا لأنه الأقرب لملف القطاع الصحى، وسط تخوفات من حدوث حركة تغييرات وسط صفوف القيادات المحسوبة على «الوزيرة المريضة».
بعد صدور قرار «الإسناد» ذهب وزير التعليم العالى إلى مقر وزارة الصحة لممارسة مهام عمله ومتابعة الملفات المفتوحة فى ظل وجود أزمات متعددة تواجه القطاع الصحى على رأسها ذروة الموجة الرابعة من فيروس كورونا وتزايد أعداد الإصابات وكذلك استمرار توريدات وتدفق لقاحات فيروس كورونا حيث كان ينتظر استقبال ٣ ملايين جرعة لقاح «فايزر» قبل رحيل الوزيرة، وهو ما أشر بالموافقة عليه القائم بأعمال وزير الصحة، وحرص الدكتور خالد عبد الغفار على عقد اجتماع مع جميع المسئولين بالوزارة ورؤساء القطاعات.
وفى هذا السياق أوضحت مصادر داخل «الصحة» أن «د. خالد» شدد على استمرار العمل كما كان، وإنجاز جميع الملفات المفتوحة والمعلقة بجانب الحرص على استمرار منظومة المبادرات الصحية الرئاسية كما كانت دون تقصير، والأمر ذاته بالنسبة للمبادرات المستجدة ومنها مبادرة علاج أطفال ضمور العضلات سواء الأصغر من عامين أو الأكبر من عامين، وأيضا مبادرة فحص حديثى الولاد، هذا فضلا عن الإسراع من إنهاء عملية تطعيم جميع المواطنين بلقاح فيروس كورونا.
اتفاقية تصنيع موديرنا
وكشفت المصادر أن «الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة كان من المقرر أن تسافر فى نوفمبر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإبرام عدة اتفاقيات فى توريدات لقاحات فيروس كورونا وكذلك تصنيع لقاح موديرنا الأمريكى فى مصر فى مصانع شركة فاكسيرا وهو ما سوف يتم تأجيله فى الوقت الحالي».
«رحلة أمريكا» لم تكن الملف الوحيد الذى وضع فى «درج التأجيل»، فمن ضمن الملفات التى سيتم تأجيلها مؤقتا، ملف توريد ١٥٠٠ سيارة إسعاف وعيادات متنقلة ألمانيا، والتى سبق أن تعاقدت عليها وزيرة الصحة فى زيارة لألمانيا الشهر الماضى وكان من المقرر بدء استقبالهم الشهر المقبل.
يشار هنا إلى أن «د.هالة» تعتبر من أبناء الوزارة، وأول وزيرة من العاملين بها المتدرجين فى مناصبها، كما أطلق عليها وقت توليها المسئولية، نظرا لأن جميع وزراء الصحة كانوا من أساتذة كليات الطب، وقبل توليها مسئولية «الصحة» كانت تعمل مستشارا لوزير الصحة، وتتمتع بعضوية فى غالبية اللجان المشتركة بين وزارة الصحة والوزارات المختلفة.
كما عملت «د.هالة» فى منصب رئيس قطاع شئون مكتب وزيرة الصحة فى عهد الدكتورة مها الرباط، ونقلت حينها فى وظيفة مدير المعهد القومى للتدريب كوظيفة إدارية لوجود مشكلات بينها وبين وزيرة الصحة آنذاك، ثم فى عهد وزير الصحة الدكتور عادل عدوى تولت منصب رئيس قطاع الرقابة والمتابعة لكل ما يتعلق بملفات وقطاعات الوزارة، وفى عهد الدكتور أحمد عماد تولت منصب مساعد وزير لشئون المتابعة، ولم تستمر فيه كثيرا، وحينها تردد وجود خلاف بينها وبين الوزير فخرجت من المشهد وتركت أعمال الوزارة ولم يعد لها مكان حينها.
فى منتصف ٢٠١٨ فوجئ العاملون والمسئولون بوزارة الصحة باختيار هالة زايد وزيرة الصحة، وفى بداية توليها المسئولية حرصت على تغيير غالبية قيادات الوزارة واستبعاد أي مسئول كانت على خلاف معه من قبل وتصعيد مسئولين آخرين، ولم يظل شخص فى مكانه.
المبادرات الرئاسية
وركزت «د.هالة» فى بداية عملها على المبادرات الرئاسية «١٠٠ مليون صحة» والتى كانت تأخذ الوقت الكامل لها بعيدا عن باقى ملفات الوزارة، وظلت العمل الأساسى لها إلى عام ٢٠٢٠ والذى شهد ظهور وباء كورونا عالميا، ويحسب لها أنها تولت مسئولية مكافحة مرض يخشى منه الجميع ويسبب وفيات ملايين المواطنين.
خلال فترة إدارتها لـ«الصحة» كانت «د. هالة» تجرى تغييرات دائمة بين صفوف القيادات، وأصبح من الطبيعى ألا يظل مسئول فى مكانه عدة شهور، خاصة وكلاء الصحة فى المحافظات سوى المقربين منها، كما استحدثت وزيرة الصحة مناصب مساعدى وزير لعدة ملفات لم تكن موجودة من قبل، منها مساعد الوزير لشئون مبادرات الصحة العامة والذى جاء تزامنا مع كثرة المبادرات الرئاسية والحاجة إلى متابعة دقيقة، وكذلك استحداث منصب مساعد وزير لمنظومة التأمين الصحى الشامل، هذا فضلا عن استحداث منصب مساعد وزير الصحة للتوعية الصحية بسبب التوسع فى التوعية المجتمعية بملفات القطاع الصحى والاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعى فى الوصول للمواطنين والإعلانات التلفزيونية وإعلانات الطرق.
وكانت «د.هالة» تسند أكثر من وظيفة ولقب لشخص واحد فى القطاعات المختلفة للوزارة وتتعرض لانتقادات بسبب ذلك من العاملين فى الوزارة، نظرا لأنها لم تكن تثق فى الكثير، ودائرة المحيطين بها محدودة، وهناك من كان يرى أنها تهمش الكفاءات، وأى شخص يكون لديه طموح الظهور والعمل يتم إقصاؤه من منصبه.
ويحسب للدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة أنها كانت تسمى بالمرأة الحديدية، وكانت من أول المسافرين إلى الصين فى وقت ذروة الوباء، وتعمل أكثر من ٢٠ ساعة يوميا، وأول المشاركين فى إجراء تجارب لقاح فيروس كورونا وأول المتبرعين ببلازما الدم فى مشروع التبرع بالبلازما.
وكشفت مصادر «فيتو» أن من أبرز المرشحين للرحيل بعد غياب وزيرة الصحة عن المشهد خاصة فى ظل تأكيدات بأنها لن تعود لمنصبها مرة ثانية أعضاء اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، والتى تضم العديد من الشخصيات، من أبرزهم الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة، وجيهان العسال عضو اللجنة، إضافة إلى عدد من قيادات الوزارة، مشيرة إلى إمكانية إعادة تشكيل أعضاء اللجنة من جديد، وإحداث تغييرات جذرية فى ملف مواجهة فيروس كورونا.
نقلًا عن العدد الورقي…