خالد سالم يكتب: جرائم غريبة تغزو الشارع المصري
كان يطلق عليها من قبل جرائم الشوارع.. والآن لا بد أن نطلق عليها شوارع الجرائم.. إلى أين يؤدي هذا العنف الدموي في شوارعنا؟! لا تلوموا الأجهزة الأمنية، ولكن فكروا في أسباب تلك الجرائم التي يهتز لها ضمير الأمة.
أول تلك الأسباب غياب دور القوى الناعمة في تربية الجيل القادم الذي أخاف أن يتسلم زمام الأمور في بلدنا، وهو يملك هذا المخزون من العنف القادم إلينا من ألعاب إلكترونية تخلق عنفًا غير عادي، في عقل ووجدان أطفالنا وشبابنا، وأفلام ومسلسلات تعتنق العنف والمخدرات والثروة والسيارات والنساء، وتقدم البلطجي على أنه النموذج المثالي لشباب بدون وعي ولا ثقافة، ودور تربية خالية من حصص الموسيقى والرسم والخط ورحلات تنمي الهُوية الوطنية.
منذ سنوات، لم نكن نسمع عن جرائم قتل الابن لأحد والديه أو لأحد أبنائه أو استخدام العنف الشديد والتمثيل بالجثث، مثلما حدث في جريمة الإسماعيلية الأخيرة، وربما منذ ما يقرب من عام اهتز المجتمع المصري لحادثة إلقاء أم لطفلتها الرضيعة من الدور السابع.
هذا يعود بصفة أساسية إلى التأثير المدمر للمخدرات على التحكم في الأعصاب والحالة النفسية وإدخال المتعاطي لمرحلة عالية وفي درجة عالية من الهلوسة والخيالات تؤدي إلى مثل هذه التصرفات التي لم نكن نسمع منها من قبل.
وأنبهكم أيها السيدات والسادة إلى أن بلدكم أمانة لا تسلموها لجيل لايملك الإيمان والتذوق والاحترام والوطنية، وواجبنا جميعا تأهيل الجيل القادم وحمايته من أنياب حروب الجيل الخامس، بفننا الراقي وإعادة الروح للقوى الناعمة المصرية.. ليس الحل الكامل في الأمن فقط، بل بكل قوى المجتمع.
------------------------------------------------------
( ** ) الأمين العام لاتحاد الإعلاميين الأفروآسيوي بالإنابة…