أحمد ماهر: انسحبت من الدراما حتى لا أشوه تاريخي.. والمسرح الخاص أوصلنا للحضيض
>> الفن فى مصر يحتاج إلى إعادة صياغة
>> نحتاج لعودة وزارة الإعلام لأنها كانت تنتج مسلسلاتنا التى لا نخجل منها
>> القطاع الخاص يقدم لنا "السم فى العسل" ونسمع ألفاظا يندى لها الجبين
>> المسرح الحكومي موجود.. عدا ذلك لا يوجد ما يسمى بمسارح القطاع الخاص
>> أنا موجود في المسرح ولكن بصريح العبارة العديد من السيناريوهات بقت "عرة"
>> والدى كان صعيديًا ويعتبر أن خروج فنان من أسرته "مصيبة"
>> سوق التوزيع يشبه "المافيا" والعديد من النجوم حاولوا دخوله ولكن تم حرقهم
>> أجهز لمسلسل جديد يوصف الحارة المصرية وأصالة وتكاتف الشعب المصرى
>> أعمل الآن فى فكرة فرقة "القافلة المحمدية" لصاحبها أحمد الكحلاوى
هو فنان من طراز فريد. أبدع تليفزيونيًا ومسرحيًا. عُرف بالشخصيات التاريخية، كما تميز في تجسيد الشخصية الصعيدية. صوته القوي كان باب عبوره لقلوب المشاهدين، من مواليد 13 أغسطس 1946، بدايته كانت في مرحلة الدراسة في فريق التمثيل بالمدرسة وأول شخصية قدمها كانت شخصية أبو طالب عم الرسول، وتدرج في مراكز الشباب وقدم العديد من العروض لفرق الهواء لقصور الثقافة الجماهيرية، وعين في مسرح الطليعة، عقب تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية وشارك في معظم العروض التي قدمها المسرح.
قدم في مسرح القطاع الخاص المتزوجون ودول عصابة يا بابا، وإجازة ممتعة جدا، ومسرحية أربعة غجر والخامس جدع، شارك في مسلسلات السيرة الهلالية، ذئاب الجبل، رأفت الهجان، وريا وسكينة والنساء يعترفون سرا، ووجوه عارية، ورداء لرجل آخر، ولا إله إلا الله، ومارد الجبل، والبرنامج الدرامي سر الأرض، وهوانم، اشتهر بقدرته على أداء الشخصيات القوية الإرادة، مثل حلاوة الروح، وشمس الزناتي صاحب صوت أجش قوي، له نبرة صوتية معروفة.. له ولدان هما الفنان محمد أحمد ماهر وإسلام ماهر، كما تولى رئاسة لجنة تحكيم مهرجان السينما للجميع بمدينة تيزنيت في المغرب، وتميز في الأدوار التاريخية بسبب بنيانه القوي، وتمكنه من اللغة العربية وإجادته لفنون الفروسية، حيث جسد شحصية الفاتح الإسلامي "عقبة بن نافع"، و"موسى بن نصير"، وجنكير خان، وهولاكو".غير أن الأضواء انحسرت عنه مؤخرًا مثل فنانين كثيرين لا يملكون الدعم الإعلامي اللازم.
إنه الفنان الكبير أحمد ماهر الذي يكشف جانبًا من ذكرياته وأسراره في هذا الحوار لـ "فيتو":
*كيف كانت البداية الفنية لأحمد ماهر؟
كانت أمى تجيد التقليد والمحاكاة، حيث كانت تتقن تقليد أصوات المطربات مثل أم كلثوم وأسمهان، ونجاة، وكانت عندما ترضعنى تغنى لى الأغانى، ثم بعد ذلك احتضنتنى خالتى، وكانت تعمل مديرة لإحدى الدور التعليمية، وكنت أمارس من خلال تلك الدار جميع الأنشطة الثقافية والفنية من غناء وإلقاء شعرى وخطابة وغيرها، وبدءوا يشركوننى فى التمثيل، وكان أول دور قمت بتجسيده هو «عم» الرسول عليه الصلاة والسلام، كما شاركت بالعديد من الأعمال الفنية داخل مسرح المدرسة رغم معارضة والدى لذلك؛ لأنه كان رجلا صعيديا وكان يعتبر أن خروج فنان من أسرته يعد مصيبة، بعدها وصلت إلى المرحلة الثانوية، وكنت أمثل فى نادى التمثيل، وكان المشرف على ذلك النادى فى هذا الوقت هو الفنان الراحل الكوميديان عادل الكاشف، وكان مغرما بتمثيلى، وهو من وجهنى للالتحاق بأكاديمية الفنون، وبالفعل قمت بالتقديم فيها، وأثناء الدراسة شاركت فى العديد من الأعمال التى كان يمثل فيها عمالقة الفن المصرى، وفور تخرجى تم تعيينى فى مسرح "الطليعة"، ومن مسرح "الطليعة" تم تصعيدى إلى "المسرح القومي".
*على ذكر المسرح القومي، أين هو الآن؟
المسرح الحكومى موجود على الساحة وبقوة، ووزارة الثقافة القلعة الباقية وكل جنودها هم السدنة، حراس الثقافة والتراث المصرى، عدا ذلك نحن فى الحضيض، وعندنا العديد من القطاعات التى تساهم فى نشر الفن والثقافة الهادفة مثل قطاع الأوبرا، وبيت الفن، وقطاع المسرح، وقطاع الثقافة الجماهيرية، هيئة الكتاب، المتاحف المصرية، المسارح الحكومية موجودة، وعدا ذلك لا يوجد ما يسمى بمسارح القطاع الخاص.
*أين أحمد ماهر من الأعمال الدرامية؟
أنا موجود فى المسرح، ولكنى مبتعد عن الأعمال الدرامية لأن الأدوار المقدمة لا تناسبنى بأى شكل من الأشكال، لأننى إن وافقت على القيام بدور منها فكأننى ألقى على تاريخ كفاحى ترابا، بصريح العبارة العديد من السيناريوهات بقت "عرة". فأين حياتنا من كتاب السيناريو؟ وأين قضايانا؟ أين مصريتنا؟
*هل أنت راض عن مستوى الفن فى مصر؟
الفن فى مصر يحتاج إلى إعادة صياغة، نحن أحوج ما نكون إلى عودة وزارة الإعلام؛ لأنها هى التى كانت تنتج مسلسلاتنا التى لا نخجل من أن يشاهدها الجميع، أما القطاع الخاص فيقدم لنا "السم فى العسل" نحن نسمع ألفاظا يندى لها الجبين، أولادنا يسمعونها، ويظنون أن هذه هى حياتنا المصرية، ولذلك أطالب بعودة وزارة الإعلام مرة أخرى لتنتج.
*هل هناك أعمال سوف نراك فيها قريبا؟
نعمل الآن فى فكرة فرقة "القافلة المحمدية"، وصاحب تلك الفكرة هو الدكتور أحمد الكحلاوى.
*من أين جاءت فكرة أوبريت "عاشق ومداح"؟
نحن معتادون على تقديم الأعمال الدينية، ولكن الحاجة كانت ملحة عقب سماعنا لكلام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وهو يقول: "إن الإعلام والفن مقصر فى حق إبراز الإنجازات"؛ لأنه يجب أن نعرف أولاد مصرنا ما الذى يجرى فى حياتنا من إنجازات، وهل خطها متنامٍ أم لا؟ فكان لا بد أن نضع يدنا فى يد بعض، ونتكاتف لنخرج بعمل يحدثنا عن الإنجازات، بخاصة إنجازات سيادة الرئيس، والتى ترقى إلى حد المعجزات ومن هنا جاءت فكرة "عاشق ومداح".
*هل هناك أعمال جديدة لك خلال الفترة القادمة؟
أعمل على تجهيز عمل جديد اسمه "حارة الحبايب"، ويقوم هذا العمل على وصف الحارة المصرية وأصالة وتكاتف الشعب المصرى، وكل ما فى الحارة المصرية من حب وترابط بين أفرادها، والتى تكاد أن تكون كالعائلة الواحدة.
*لماذا لم تفكر فى صناعة أعمال فنية من إنتاجك الخاص؟
لم أفكر فى ذلك؛ لأن الإنتاج يحتاج إلى توزيع، وسوق التوزيع يشبه "المافيا"، واقتحام ساحة التوزيع، يحتاج إلى معترك، فالعديد من النجوم حاولوا الدخول لهذه الساحة، ولكن تم حرقهم بالبلدى "راحت عليهم".
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"