سيناريوهات طالبان للضغط على الغرب باستخدام ورقة داعش
قالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية في تقرير لها إن ”فرع تنظيم داعش في أفغانستان، المعروف باسم (ولاية خراسان)، يشكل تهديدًا متزايدًا لحكومة حركة طالبان الجديدة وبالرغم من أن الحركة وعدت مرارًا أن استيلاءها على السلطة كان من المفترض أن يضع نهاية للحرب، فإن تصاعد التمرد يقلب الأمن ويثير مخاوف المجتمع الدولي“.
عودة التنظيمات المتطرفة
وأضافت الصحيفة: ”في الشهرين الماضيين منذ سيطرة طالبان على البلاد، صعّد داعش هجماته في جميع أنحاء البلاد، ونفذ ما لا يقل عن 54 هجوما بين 18 سبتمبر و28 أكتوبر الماضيين، ما أدى إلى إجهاد الحكومة الجديدة ورفع أجراس الإنذار لدى الدول الغربية حول احتمال عودة ظهور تنظيم متطرف يمكن أن يشكل تهديدا دوليا في نهاية المطاف“.
حرب العصابات الريفية
وتابعت: ”كانت الهجمات موجهة في الغالب إلي أعضاء طالبان والأقليات الشيعية في أفغانستان. ولكن،وضعت هذه التصعيدات طالبان في موقف محفوف بالمخاطر، فبعد أن أمضت 20 عاما في القتال كتمرد (ضد القوات الأمريكية)، وجدت الحركة نفسها تكافح لتوفير الأمن والوفاء بالتزامها تجاه القانون والنظام. وقد ثبت أن هذا يمثل تحديا خاصا لطالبان أثناء محاولتهم الدفاع عن أنفسهم والمدنيين في المدن المزدحمة ضد الهجمات شبه اليومية بجيش تم تدريبه على أسلوب حرب العصابات الريفية“.
وأوضحت الصحيفة أن ”تصاعد الهجمات أثار قلقا متزايدا بين المسؤولين الغربيين، حيث توقع البعض أن داعش قد يكتسب القدرة على ضرب أهداف دولية في غضون ستة إلى 12 شهرا. ووفقًا لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية المختلفة، لا توجد طريقة تذكر لقياس فاعلية طالبان في مواجهة داعش“.
ورقة مساومة
وأشارت إلى أنه ”في الوقت الذي تسعى فيه طالبان للحصول على اعتراف دولي، استخدمت الحركة عودة التنظيم الإرهابي كورقة مساومة للحصول على المزيد من المساعدات المالية، مذكرين الدول الأخرى بأن داعش يشكل تهديدا لهم أيضا“.
وقالت ”نيويورك تايمز“: ”يرى محللون أن طالبان لديها ما لم يكن لدى الحكومة والأمريكيين، ألا وهو الدعم الواسع من السكان المحليين، الذي كان بمثابة المحرك الأساسي للاستخبارات البشرية القادر على تنبيه السلطات من الهجمات ومواقع المقاتلين التي لطالما كان من الصعب الحصول عليها في الماضي“.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول: ”ولكن في المقابل، يقول المحللون إن هذا المستوى من الثقة والتعاون قد يتضاءل، حيث إن هناك مخاوف متزايدة من أن طالبان قد تستخدم تهديد داعش كذريعة لتنفيذ أعمال عنف ترعاها الدولة دون عقاب ضد شرائح معينة من السكان، مثل أعضاء الحكومة السابقة“.