ضحايا حروق ماء النار بسبب العنف الزوجي.. تشوهات نفسية وجسدية لا تختفي
جعل الله عز وجل الطلاق أبغض الحلال للحفاظ على صحة الأزواج ونفسية الأبناء، ولكن بعض الأزواج يلجئون للانتقام من الطرف الآخر بأبشع السبل، لإلقاء ماء النار على وجهه لإصابته بتشوهات وعاهات تظل معه مدى الحياة.
حادث بلطيم الجيزة
كان آخرهم، قيام شاب بسكب مياه نار على زوجته ووالديها وشقيقتها داخل منزلهم بمدينة بلطيم في الجيزة.
وتمكنت قوات الأمن من ضبط المتهم بعد ساعات قليلة من فراره وتبين وجود خلافات زوجية بين الشاب وزوجته، وعقب مشادة بينهم داخل منزل أهل زوجته، سكب المتهم زجاجة بنزين كانت بحوزته، حيث أصيب زوجته ووالدها ووالدتها وشقيقتها، بإصابات من الدرجات الثلاث الأولى.
سيدة الزاوية الحمراء
ومن بين الضحايا السيدة أمل محمد، 40 سنة، من سكان حي الزاوية الحمرا بمحافظة القاهرة، فلم يشفع لها زواجها لمدة 18 عامًا وإنجاب 5 أبناء، لدى زوجها الذي قام برمى مياه النار عليها وطفلتها وسط الشارع أثناء ذهابها إلى عملها فى الثامنة صباحًا، حيث تقول «من سنتين حصل بيني وبين جوزي مشاكل لأنه كان بيحلف بالطلاق كتير وشيخ قالي إنى محرمة عليه ويجب الانفصال، هو اعترض وقالي لازم نكمل مع بعض حتى لو في الحرام، أصريت على الطلاق وسبت البيت، فشوهني أنا وبنتي الصغيرة بمية النار».
وأصيبت السيدة بتشوهات كثيفة في الوجه، أما طفلتها البالغة من العمر 7 سنوات فأصيبت بتهتكات في منطقة الوجه والصدر واليد اليسرى، حيث أجرت 9 عمليات حتى الآن دون فائدة.
قويسنا بالمنوفية
ولم يكن الرجال المتهمين فقط، فعقب وقوع مشاجرة بين حسن وزوجته سهام، دائرة مركز قويسنا بمحافظة المنوفية، لرفضها الانصياع لكلامه، وأنه هددها خلالها بالزواج من أخرى، ألقت عليه مياه نار أثناء نومه.
وأدلت "سهام" باعترافات في المحكمة أكدت خلالها أن زوجها بخيل ويقوم بتبذير أغلب معاشه على المقهى بصحبة أصدقائه، وأنه دائم الشجار معها على أتفه الأسباب، أنه منذ عدة أيام حدثت بينهما مشادة وهددها بالزواج عليها وإلقائها في الشارع، وحينها اختمرت في ذهنها فكرة تشويه وجهه لحرمانه من تنفيذ مخططه في الزواج بأخرى.
المتهمة اعترفت أيضًا أن ابنها هو من أحضر لها المادة الكاوية "مياه نار"، وساعدها في ارتكاب الواقعة.
حادث العمرانية
والحادثة نفسها تكررت في العمرانية، فقد شوه عامل زوجته باستخدام ماء نار بعدما خلعته، بعد زواج دام 8 سنوات ولم ينجبا أطفالا فنشبت بينهما خلافات وقررت الانفصال عنه ولكنه رفض فرفعت عليه قضية خلع.
وانتقاما منها انتظرها المتهم في مكان عملها وألقى عليها مياه نار ولاذ هاربا، إلا أن رجال الأمن تمكنوا من القبض عليه.
ضحايا الحروق
الدكتور عادل أحمد، المدير التنفيذي بمستشفى أهل مصر، قال إنه لا يوجد نسبة أو رقم معين لضحايا مياه النار بسبب العنف الزوجي، لأن معظم السيدات اللاتي يتعرضن للحرق عن طريق الزوج أو الخطيب لا يبلغن الشرطة مما يضيع حقهن، مؤكدا أنه لا يوجد إحصائية رسمية داخل مصر بأعداد الضحايا اللاتي يتعرضن لاعتداء الأسيد.
وأكد الدكتور عادل في تصريحات صحفية أن أول 6 ساعات للمريض من وقت حدوث الحروق هي تعتبر أخطر وقت في حياته، فتكون نسبة إنقاذه بصورة أكبر في هذا الوقت، أما بعد مرور هذا الوقت على الحادث يكون الأمر معقد واحتمال كبير أن يفقد حياته، فتعرض الشخص للحرق ليس أمر سهل بل أمر في غاية الصعوبة.
وأشار المدير التنفيذي بمستشفى أهل مصر، أن 80% من تلك الحروق تترك آثر، مشيرا إلي انه لابد من التكاتف الإعلامي والوسائل البصرية والسمعية والفن لمنع التنمر علي الضحايا، وتدريس ذلك بالمناهج حتى يتم وصول الصورة بنسبة أكبر فليس لهؤلاء ذنب لما مروا به، ويكفي ما يتعرضوا له من تنمر وعبء جسدي ونفسي".
العقوبة القانونية
المادتين 240، 241 من قانون العقوبات تنصان على أن كل من أحدث بغيره جرحًا أو ضربة نشأ عنه قطع أو انفصال عضو وفقد منفعته أو نشأ عنه كف البصر أو فقد إحدى العينين أو نشأ عنه أى عاهة مستديمة يستحيل درؤها يعاقب بالسجن من ثلاث سنوات إلى 5 سنوات.
أما إذا كان الضرب أو الجرح صادرًا عن سبق إصرار أو ترصد فيحكم بالسجن المشدد من ثلاث سنوات إلى 10 سنوات، ويضاعف الحد الأقصى للعقوبات المقررة فى المادة 240 إذا ارتكبت الجريمة تنفيذا لغرض إرهابي، وتكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن الفعل وفاة المجني عليه.
ويشترط لتوقيع العقوبات المنصوص عليها في الفقرة السابقة أن يقع الفعل المشار إليه خلسة.