زغلول صيام يكتب: بـ«التزكية».. «بيبو» حسم انتخابات الأهلي من السعودية.. ولقاء «المستشار» أنهى مخاوفه
«الأمور سهلة جدا.. والتزكية هى الأقرب لحسم المعركة».. عنوان يمكن أن يستخدم لوصف ما يجرى خلف أسوار النادى الأهلى، بعد إغلاق باب الترشح فى الانتخابات المقررة لاختيار مجلسه الجديد، لا سيما أن الأجواء جميعها تشير إلى أن «رئاسة القلعة الحمراء» لن تستقبل وافدا جديدا، وأن بقاء الكابتن محمود الخطيب، على مقعد الرئيس، لولاية ثانية، أصبح مجرد «مسألة وقت»، وهو ما يعنى أن المظاهر الانتخابية، والمعارك المتبادلة، التى شهدتها انتخابات 2017، لن يكون لها محل من الإعراب فى «انتخابات 2021»، وسيكون مشهدًا عاديا ألا ترفع لافتة انتخابية واحدة تدعو لانتخاب «بيبو»، الذى يواجه فى معركة الرئاسة أحد الأشخاص الذى أعلن ترشحه على المنصب ذاته، طمعًا فى شهرة أكثر منها بكثير مكسب.
سيناريو حسم «مقعد الرئاسة»، انسحب أيضا على مقعد «النائب»، الذى فاز به الوزير السابق العامرى فاروق، وكذلك الأمر فى منافسات العضوية، فوق السن أو تحت السن، والتى لا توجد أية توقعات تشير إلى أنها ستشهد أية معارك، وبالتالى فإنه لن يخرج من بيته حتى يوم الانتخابات، ولن تكون هناك معركة انتخابية حقيقية سوى على مقعد «أمين الصندوق»، والتى من المقرر أن تشتعل بين اثنين من رموز القلعة الحمراء، خالد مرتجى، وخالد الدرندلى، لا سيما أن كليهما صاحب كتلة انتخابية لا يمكن الاستهانة بها.
لكن.. أحدًا لم يسأل نفسه لماذا اختلفت انتخابات النادى الأهلى فى 2021 عن انتخابات 2017، فى الأخيرة لم يكن أحد ينام، ولم تكن هناك مساحة متر واحد فى محيط «الجبلاية» أو بطول «كوبرى أكتوبر» يخلو من «لافتة انتخابية»، لهذه القائمة أو تلك، وكانت البرامج العامة والرياضية بالحجز بالساعة والدقيقة، من أجل الترويج لقائمة ما أو أسماء مرشحة، وبالفعل كانت الانتخابات ساخنة، وحسمتها قائمة الكابتن محمود الخطيب على قائمة المهندس محمود طاهر، لكن فى انتخابات 2021 اختلفت الأمور.
المهندس محمود طاهر حسم موقفه منذ الانتخابات الماضية، بعدما أعلنها صريحة أنه لن يخوض أي انتخابات مستقبلا، وأنه يستمتع بحياته مع أحفاده بعيدا عن «صداع الانتخابات» و«بئر الخيانات»، مكتفيا بالدورة التى حكمها فى الأهلى فى ظروف كانت صعبة جدا، ورغم ذلك نجح فى إدارة الأمور والوصول بالقلعة الحمراء إلى بر الأمان.
الكابتن طاهر أبو زيد، ومنذ خروجه من وزارة الشباب والرياضة، وهو عازف عن الترشيح فى أي انتخابات بما فيها انتخابات البرلمان، حتى مع ترويج شائعة عزمه الترشح فى انتخابات الشمس، خرج «طاهر» لينفى الترشح، ويؤكد عدم نيته الترشح على أي مقعد فى أي انتخابات، مع الأخذ فى الاعتبار أنه المنافس الوحيد الذى كان يمكنه صناعة معركة انتخابية فى مواجهة «بيبو»، وإن كانت النتائج ستكون غير مضمونة، والأمر ذاته اتخذته بقية رموز النادى، وقررت التزام معسكر «مشاهدة الأحداث»، على غرار «طاهر» و«أبو زيد».
إذن.. أين المشكلة؟!
الأزمة الحقيقية التى كان يضعها مجلس «الخطيب» نصب عينيه، و«يعمل لها ألف حساب» تمثلت فى إمكانية تدخل المستشار ترك آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية فى الانتخابات، ودعمه قائمة بعينها، وهو ما كان سيمثل قلبا كاملا للحسابات، رغم أن الرجل أكد فى أكثر من مناسبة أنه ليس له أي علاقة بالرياضة المصرية، وأنه يقف على مساحة واحدة من جميع الأطراف «الأهلاوية».
المثير فى الأمر هنا أن إعلان المستشار «ترك» لم يكن كافيا لطمأنة «بيبو» وقائمته، ولهذا سارع بالطيران إلى المملكة العربية والسعودية، ولقاء «ترك»، تزامنًا مع زيارة «بيبو» للمملكة للمشاركة فى افتتاح مونديال الأندية لليد، الذى استضافته المملكة، وهو الخبر الذى أثار جماهير الزمالك، لكن الحقيقة أنه كان هناك اجتماع مع «أبو ناصر» للاتفاق على عدد من الأمور التسويقية من بينها تصوير الكابتن الخطيب إعلان لموسم الرياض القادم.
عاد «بيبو» من المملكة مطمئنا من عدم وجود منافسه فى الانتخابات، حتى لو تقدم لها نجم النجوم فى الأهلى، خاصة أنه نجح فى إدارة الدفة جيدا، هذا إلى جانب انتهاء قلقه من دعم «المستشار» لقائمة منافسه.
«خناقة أمانة الصندوق»
بالطبع.. إذا كانت الأمور محسومة فى منصب النائب وشبه محسومة على مقعد الرئيس، فإن هذا الأمر لم يمتد إلى «أمانة الصندوق»، وهو المقعد الذى يتنافس عليه «الخالدان» «مرتجى، والدرندلي»، وكلاهما قوة لا يستهان بها، وإن كانت كفة «مرتجي» هى الأرجح، ليس بسبب مقومات شخصيته، لكن لأنه مرشح قائمة «بيبو» التى حسمت المقعدين الرئيسيين بالتزكية، وبالتالى فإن كل دعم أفراد القائمة سيصب فى مصلحة «مرتجي»، باعتبار أن «الدرندلي» كان أمين صندوق القائمة فى الانتخابات الماضية، ولم يحظ برضا القائمة فى تلك الانتخابات، لكنه فضل الترشيح عكس الآخرين ممن خرجوا من قائمة «بيبو»، ولم يحاولوا الدخول مستقلين مثل رانيا علوانى وجوهر نبيل؛ لأنهما أدركا أن الأمر سيكون فى منتهى القوة، ونذكر أن المهندس محمود طاهر قرر فى مرة الترشح على منصب أمين الصندوق مستقلا ضد قائمة الكابتن حسن حمدى التى كانت تضم الراحل الدكتور محمد باجنيد فى منصب أمين الصندوق، ورغم أن المهندس محمود طاهر نجم انتخابى ووقف بجواره عدد كبير من الرموز باعتباره من الأصدقاء المقربين من المايسترو صالح سليم، ورغم ذلك نجح «باجنيد».
نقلًا عن العدد الورقي…