باحث: السلفية بوابة مرور الشباب للعنف والتطرف والتكفير
هاجم بابكر فيصل، الكاتب والباحث والمفكر السوداني، الفكر السلفي والتيارات التي تعمل على تمكينه في المنطقة، مؤكدا أنها تساهم في ازدهار بيئة العنف والتطرف في البلدان العربية.
ولف الباحث إلى أن السلفية هي ممر الهروب الأول من الشباب الملتزم إلى التطرف، وتأخذه من يده ليتعرف عن قرب على أيدلوجيات التطرف والعنف حتى يختار ما يناسبه من تيارات جهادية وتكفيرية التي لا تؤمن بأي منهج آخر يخالف رؤيتها، وتسعى لاستئصال الآخر حتى لو كان إسلاميا مؤمن بدول الخلافة ولكن على مذهب تنظيم آخر.
السلفية أصل التطرف
وأشار فيصل إلى أن السلفية تقوم بعملية تهيئة لعقول الشباب وتوجههم نحو التطرف، حتى وإن ادعى أصحاب هذا الفكر أن منهجهم سلمي ولا يحض على استخدام العنف، موضحا أن الكثير من الشباب الذين يستمعون لخطب ودروس السلفيين يتسللون إلى صفوف الجماعات الجهادية المتطرفة، لافتا إلى أن الخطاب الكلاسيكي القائم على الوعظ والإرشاد يحرك عواطف الناس نحو صناعة التدين وربطهم بالآخرة فقط.
ولفت الباحث إلى أن السلفيين لايهتمون بالأساس بمشكلات الناس اليومية ولا قضايا الآخر والعيش معه، ولا التأصيل لرؤية إنسانية للعالم نعامل فيها الناس بمختلف أشكالهم وأنواعهم بالعدل والمساواة، ولاسيما أن الخطاب السلفي يدعى أصحابه أنه يمثل التأويل الأوحد للنص المقدس "القرآن".
وأضاف: لا يعترفون بنسبية الحقيقة، بل يحصرون تفسيرها في ثنائيات الصواب والخطأ، الأسود والأبيض، الكفر والإيمان، موضحا أن أصحاب هذا الخطاب يعتقدون أن السلفية هي الترجمة الحرفية للقرآن على أرض الواقع، وأن ما عندهم هي العلوم الشرعية الحقيقية، لذلك يرفضون أي تأويل آخر يحتمله النص، ويرون أنفسهم وحدهم جديرون بتقديم الفهم الصحيح للدين، وفي المقابل لا يرون في الخطابات الأخرى سوى مجرد تجديف وزندقة وهرطقة.
الخطاب السلفي والإيمان والفكر
ولفت فيصل إلى أن الخطاب السلفي لا يأبه بالآخر غير المسلم، فهو يقسم العالم إلى فسطاطين، المؤمنين والكفار، ويضيف مفاهيم فرعية وثانوية إلى العقائد المركزية ويجعلها من اليقينيات التي لا بد من الأخذ بها، ومن خلالها يستمد الكيفية التي يتعامل بها مع غير المسلمين، يوالى ويعادى عليها ويقف في مقدمتها مفهوم "الولاء والبراء"، فيعجز الخطاب السلفي بالضرورة عن التأصيل لرؤية إنسانية للعالم، على حد قوله.
ويؤكد فيصل على أن التيار السلفي لديه أفكار مركبة ومتناقضة عن كيفية تحقيق العدل وبسط الحرية والتسامح مع الآخر، لافتا إلى أنه يؤسس لغياب البعد الإنساني في الخطاب السلفي والتركيز على صناعة الشخص المتدين المالك للحقيقة المطلقة لتكوين نفسية المؤمن المحارب، الذي لا يتورع عن استخدام العنف والقتل والتفجير من أجل الحفاظ على دينه.