بعد الإغلاق بسبب كورونا.. المكسيك تحتفل بعيد الموتى|صور
بعد غياب المراسم لعام كامل.. تشهد المكسيك احتفالات حاشدة لمناسبة "عيد الموتى"، تجسيدًا لعودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد بعد غياب العام الماضي بسبب جائحة "كوفيد-19" التي تسببت بوفيات قياسية.
العاصمة مكسيكو
في سانتا كروز أتيزابان قرب العاصمة مكسيكو، أقام أنتونيو بريسينيو (35 عامًا)، مذبحًا صغيرًا لمناسبة عيد جميع القديسين الذي يحتفل به المكسيكيون بمراسم تجمع طقوسًا مسيحية وأخرى مرتبطة بثقافة السكان الأصليين.
ووضع الشاب صور والدته وجدته وحماته وسط القرابين التي قُدمت عن أرواحهن: من فواكه إلى حبات الفول مرورًا بمخبوزات "بان دي مويرتو" (خبز مرشوش بالسكر بزهر البرتقال)، من دون نسيان الجماجم ذات الألوان المتعددة التي لا مفر منها في هذه المراسم.
ونثر أنتونيو على الأرض أوراق زهور "سيمباسوتشيل" المكسيكية الرمزية التي تلوّن عيد الموتى، لرسم مسار نحو المذبح لتوجيه الأرواح.
ويأخذ عيد الموتى أهمية خاصة في أتيزابان، فهذه المدينة الصغيرة بضاحية مكسيكو تُعدّ أكثر مدن البلاد تضررًا جراء كوفيد -19 الذي أودى بحياة 303 من سكانها البالغ عددهم 12894 نسمة، بحسب جامعة المكسيك المستقلة.
هذه الهدايا تكرّم أرواح الموتى الذين يعودون لزيارة الأحياء ليلة الأول إلى الثاني من نوفمبر، بحسب المعتقد الشائع في البلاد.
ويقول أنتونيو الذي توفيت حماته بسبب الوباء: "نحن ننتظرهم بالكثير من الحنان والاحترام".
العودة إلى "الضوء الأخضر"
وتضمّ أتيزابان مستشفى واحدًا فقط، وكان لابد من نقل الكثير من المرضى إلى موقع يبعد ساعة بالسيارة.
وتستذكر ممرضة شابة في الـ27 من عمرها، طالبة عدم كشف هويتها: "كان الناس يعيقون مرور سيارات الإسعاف ليضعوا فيها أقاربهم الذين كانوا يحتضرون، وكانوا يهددون بمهاجمتنا".
ويقول المسؤول عن المقبرة فريدي جونزاليس: "كان يموت يوميًا شخصان أو ثلاثة، كنا ندفن الموتى حتى خلال الليل".
ويضيف الشاب البالغ من العمر 29 عامًا: "لكنّ كل شيء بات أكثر هدوءًا، الآن، نسجل وفاة شخصين أو ثلاثة في الشهر".
ويشبه الوضع في أتيزابان ما تشهده المكسيك برمّتها، حيث قفز معدل الوفيات 46% في عام 2020، مع 1.08 مليون حالة وفاة، مقابل أقل من 750 ألفًا بقليل عام 2019.
وترجع الزيادة جزئيًا إلى "كوفيد-19"، مع 200 ألف و256 حالة وفاة، وهو السبب الثاني للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية (218704 وفاة)، بحسب دراسة أجراها المعهد الوطني للإحصاء.
الوضع الصحي في المكسيك
وتحسن الوضع الصحي في المكسيك برمّتها، فمن أتيزابان إلى واهاكا، ومن العاصمة مكسيكو إلى بويبلا، تمكن المكسيكيون من الالتقاء بالعائلة والأصدقاء في عيد الموتى حول "زوكالو" (الميدان المركزي في مدن كثيرة) مع فرض بعض القيود خصوصًا الالتزام بوضع الكمامة.
وفي مكسيكو، شارك الآلاف في مسيرة، بينهم كثر كانوا يرتدون أزياء تنكرية، بعد يومين من افتتاح "نصب تذكاري" لذكرى ضحايا الوباء.
وباتت الاحتفالات ممكنة بفضل عودة "الضوء الأخضر" الصحي الذي يسري في 29 من أصل 32 ولاية فيدرالية اعتبارًا من الإثنين في يوم جميع القديسين.
هذا "الضوء الأخضر" الذي أطلقته الحكومة، هو مؤشر على خطر وبائي منخفض لا تُفرض خلاله أي قيود معينة، باستثناء وضع الكمامة.
ولاية باها كاليفورنيا
وبقيت ولاية باها كاليفورنيا (شمال غرب) فقط باللون البرتقالي، مع اقتصار الأنشطة الاجتماعية على 50% من السعة الاعتيادية.
كذلك صُنفت ولايتان أخريان باللون الأصفر، وقد أفلتت العاصمة مكسيكو من تصنيفها باللون الأحمر في يوليو الماضي.
وقال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الجمعة إن 60 مليون شخص تلقّوا تلقيحًا كاملًا (46% من السكان)، كما تلقى جميع البالغين فوق سن 18 عامًا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح.