الصحة العالمية تطالب بانضمام مزيد من الخبراء لدراسة منشأ كورونا
أعادت منظمة الصحة العالمية البحث عن خبراء للانضمام للجنة لدراسة منشأ فيروس كورونا، حيث تسعى لضم مزيد من المتخصصين في مجالات مثل الأمن البيولوجي.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن المنظمة القول اليوم الإثنين إن من يرغبون في الانضمام أمامهم حتى بعد غد الأربعاء لتقديم طلباتهم.
وأعلنت المنظمة أنها تبحث عن خبراء في مجالات العلوم الاجتماعية، والأخلاقيات، والعلوم السياسية، وعلم الإنسان، والسلامة البيولوجية.
وكانت المنظمة قد اقترحت في أكتوبر الماضي فريقًا جديدًا يضم 26 خبيرًا لقيادة تحقيق بشأن منشأ مرض كورونا وأمراض أخرى، عقب أن أحاط الجدل بمحاولة سابقة.
وكانت مهمة مشتركة بين المنظمة والصين قد توصلت مطلع هذا العام إلى أن فيروس كورونا ربما يكون انتشر من الخفافيش إلى الإنسان عبر حيوان آخر. كما اعتبر الفريق أيضًا أن احتمال تسرب الفيروس من مختبر هو أقل الاحتمالات.
بلغت حصيلة الوفيات جائحة فيروس كورونا 5 ملايين، حسب ما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والذي اعتبر هذا العدد من الضحايا "فشلًا" عالميًا.
وقال جوتيريش في بيان: "سيكون من الخطأ الاعتقاد أن الجائحة قد انتهت. خففت القيود في الكثير من الأماكن، لكن علينا الجمع بين التطعيم واليقظة، على سبيل المثال مع الإجراءات التي أثبتت فعاليتها مثل استخدام الكمامات أو التباعد الاجتماعي".
انتشار متحورات جديدة
وتابع "الملاييين الخمسة، تمثل تحذيرا واضحًا بأننا لا نستطيع خفض اليقظة، وأنه لا تزال هناك مستشفيات ممتلئة وعاملون صحيون منهكون، بينما يستمر خطر انتشار متحورات جديدة تقضي على المزيد من الأرواح".
واعتبر أن هذا العدد "المدمر" يظهر أن "العالم يفشل، لأنه بينما تعطي الدول الغنية جرعات ثالثة من اللقاحات المضادة لكورونا، لقح 5% فقط من سكان إفريقيا".
وأكد أن المعلومات المغلوطة، و"قومية اللقاحات" وانعدام التضامن العالمي تسمح باستمرار انتشار الفيروس، وناشد قادة العالم زيادة التبرعات وتحسين التوزيع العالمي للجرعات للتصدي لهذه المشاكل.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن الهدف يتمثل في وصول نسبة الحاصلين على اللقاحات قبل حلول نهاية هذا العام إلى 40% من سكان دول العالم، وأن ترتفع النسبة إلى 70% بحلول منتصف 2022.
فيروس جديد
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس أنه من المؤكد من ناحية البيولوجيا ظهور فيرس جديد في المستقبل، لن تكون البشرية قادرة على احتوائه.
وقال جيبر ييسوس خلال اجتماع مع وزراء المالية والصحة للدول الأعضاء في مجموعة «العشرين» في روما: «إنني على قناعة بأنه عندما جرى التخطيط لهذا الاجتماع، كنا نأمل جميعا بأن الوباء سينتهي، لكنه لم ينته بعد. وبسبب المتحور دلتا عادت الإصابات والوفيات للارتفاع عالميا، بما في ذلك في الكثير من بلدانكم».
وأشار إلى أنه «على الرغم من أن اللقاحات تنقذ أرواحا، هي لا توقف انتقال الفايروس، ولذلك على كل دولة أن تواصل استخدام كل الأدوات، بما في ذلك الرعاية الصحية والإجراءات الاجتماعية مع الاختبارات والعلاج واللقاحات».
ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها نشروا الجمعة خطة إستراتيجية وميزانية جديدة، تتطلب 23.4 مليار دولار لضمان وصول الاختبارات والعلاج واللقاحات إلى من يحتاجون إليها.
وقال إن 36% من سكان العالم مطعمون في الوقت الحالي بشكل كامل، لكن في أفريقيا تبلغ هذه النسبة 6% فقط، مضيفا أن تحقيق الهدف المحدد، وهو تطعيم 40% من سكان العالم مع نهاية 2021، يتطلب 550 مليون جرعة إضافية من اللقاحات، وهذا الحجم يمكن إنتاجه خلال 10 أيام.
وأضاف أن نصف هذه الكمية من الجرعات موجودة وغير مستخدمة في دول «العشرين»، في الوقت الذي من الممكن فيه إعطاؤها للسكان فورا.
وأكد أن هناك حاجة لتنفذ الدول التي تعهدت بتقديم اللقاحات، التزاماتها بسرعة.
وتابع: «حتى في الوقت الذي نحارب فيه هذا الوباء، علينا أن نتخذ العبر، وهذا الوباء يعلمنا بأن نحضر لوباء آخر. ومن المؤكد من الناحية البيولوجية أنه عند نقطة معينة سيظهر فايروس جديد ونحن لن نكون قادرين على احتوائه. وبإمكاننا أن نتخذ خطوات الآن للتحضير لهذا الفيروس ورصده والتعامل معه بسرعة عندما يظهر».
وأشار إلى أن ذلك سيتطلب دورا فعالا من قبل السياسيين وتمويلا وأداء، ولمنظمة الصحة العالمية الدور المركزي في البنية العالمية للرعاية الصحية.