يوميات «تكدير» أئمة «أوقاف الأقصر».. من «المبعوثين» إلى ضحايا «النقل التعسفي»
«النقل التعسفى وأوضاع الأئمة المبعوثين للخارج».. شكاوى متكررة شهدتها مديرية أوقاف الأقصر فى الآونة الأخيرة، وتحديدًا بعد الأزمة الكبرى التى شهدت إحالة قيادات المديرية للتحقيق فى ديوان عام وزارة الأوقاف، على خلفية توزيع لحوم صكوك الأضاحى على الموظفين فى المديرية بمعدل (2-3) كيلو لكل موظف، والتى ترتب عليها إحالة الشيخ سيد عبد الدايم مدير المديرية، وشوقى العبد دياب، أمين المخازن بالمديرية إلى التحقيق لتقصيرهم فى الواجب الوظيفى.
وترجع بداية الأزمات إلى العام 2019، بعدما قدم عدد من العمال شكاوى جماعية إلى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف بشأن مخالفة مديرية أوقاف الأقصر تعليمات الوزارة، فيما يتعلق بتوزيع لحوم الأضاحى على الأسر الفقيرة والأكثر احتياجا، مؤكدين أن مدير الشئون الإدارية بمديرية أوقاف الأقصر (م.ح) وزع لحوم الأضاحى على العاملين بوزارة الأوقاف، وأعطى كل موظف فى الإدارات التالية ما بين (٢: ٣) كيلو، وهم: (موظفو وعمال ديوان عام المديرية - الإدارة الهندسية - إدارة الوحدة الحسابية - إدارة المخازن - إدارة الشئون القانونية - إدارة الدعوة - عمال الجراش)، وهو ما تسبب فى إفقاد مشروع صكوك الأضاحى مصداقيته بين الناس بعد تناقل هذه الأنباء.
أزمة «الأضاحي» تسببت فى خلق حالة من الصراع بين القيادات فى الأقصر من جانب وعمال، وأئمة المساجد من جانب آخر؛ فى محاولة للسيطرة على الأمور بعد تغريم المديرية 20 ألف جنيه قيمة اللحوم التى وزعت على الموظفين، فما كان من العمال والأئمة إلا اللجوء للنيابة الإدارية للفصل فى تلك الأزمات، حيث تقدم (م.ع) عامل مسجد سيدى أبو الحجاج بشكوى للنيابة الإدارية رقم 452 بعد نقله بشكل تعسفى من المسجد بسبب تشغيل مكبرات الصوت فى إذاعة قرآن وأذان الفجر.
وقال «أبو الحجاج»: «نُدبت للعمل فى المسجد فى شهر فبراير 2020 بناء على ترشيح المديرين إلا أنى فوجئت فى مايو 2021 بنقلى من المسجد دون علمى بسبب أننى أشغل مكبرات الصوت، رغم أن الإمام حريص على تشغيل مكبرات الصوت أكثر منى، وحينما ذهبت إلى المديرية قالوا لى إن المسجد ممنوع تشغيل المكبرات فيه؛ لأن له وضعية خاصة، وطالبت بتخفيف عقوبة النقل دون استجابة فتقدمت بشكوى للنيابة الإدارية».
بدوره.. قال الشيخ «ح.ا» مفتش بمديرية أوقاف الأقصر: تعرضت لشكوى كيدية من بعض الأئمة بأننى لا أمر على المساجد، وأحيلت الشكوى للشئون القانونية، وقبل أن يبت فى الأمر فوجئت بقرار نقلى إلى أوقاف كومير بمركز إسنا التى تبعد عن محل إقامتى بـ110 كيلومتر، رغم أن ظروفى الصحية لا تسمح نظرًا لإصابتى بالغضروف بعد أن تجاوزت 50 عاما وأوصانى الدكتور بالأعمال الخفيفة بجوار محل الإقامة، لكن وقع علينا ظلم ولم يستجب لنا أحد».
«الأضاحي» لم تكن هى الأزمة الوحيدة التى يواجهها «شيوخ الأقصر»، فأزمات الأئمة كانت هى الأخرى حاضرة حيث يروى الشيخ «س. ج» أمام بالأقصر ومبعوث الوزارة فى فينزويلا -إيفاد دائم – تفاصيل مع حدث معه قائلا: «كنت منتدب للعمل قبل السفر فى إدارة أوقاف الزينية كرئيس قسم الإرشاد الدينى وتحفيظ القرآن الكريم حتى جاءت فرصة التقديم للمسابقة وسافرت لمدة 3 سنوات بعد اجتياز الاختبارات، وبعد عودتى وجدت منصبى شاغر وطلبت تسكينى فى نفس الوظيفة إلا أننى فوجئت بقرار وكيل الوزارة برجوعى إمام مسجد، وهناك حالة من التعنت فى عدم تسكين الأئمة المتفوقين وحتى الآن لم يتم صرف بدل التميز العلمى للحاصلين على الدبلومة ووعدتنا الماليات بالصرف أكثر من مرة لكن دون تنفيذ».
فى السياق ذاته، روى الشيخ «أ. م»، مفتش دعوة بأوقاف الأقصر، أزمته قائلا: تقدمت لمسابقة الإدارة الإشرافية عام 2020 لوظيفة مدير إدارة، واجتزت جميع الاختبارات واعتمدت لوظيفة مدير إدارة بإحدى إدارات الأقصر بالقرار الوزارى رقم 8302 لسنة 2021، وإلى الآن لم أتسلم العمل من قبل المديرية وكلما تحدثت مع مسئولى المديرية عن موعد تسليمى للعمل يؤكدون لى أنهم ينتظروا الرد من الوزارة من أن كل من معى بنفس القرار تسلموا مهام عملهم».
وفى تعقيبه على الحالات هذه، قال الشيخ سيد عبد الدايم، وكيل الأوقاف بالأقصر: طلبنا من الأئمة الحاصلين على الدبلومة تقديم المستندات التى تثبت حقهم فى صرف مكافأة التميز العلمى، لتقديمها إلى الوزارة؛ لأننى لست جهة عرض ولا صرف، وغالبا رد الوزارة إما استيفاء أوراق للحصول على الحافز أو عدم الأحقية فى الحصول عليه، ونتأكد من المستندات أو الشهادة بخطابات رسمية حتى لا يحدث تزوير أو أي تلاعب، مع الأخذ فى الاعتبار أن قانون العمل هو الذى ينظم العلاقات فى حالة وجود خلافات ولا أستطيع أن أترك منصب شاغر دون تغطيته سواء من الأئمة أو الخطباء أو مفتشين.
نقلًا عن العدد الورقي…