فيلم لا أنام.. بين رفض فاتن حمامة وتعليق أمير الكويت عليه
منذ عرض على الأديب إحسان عبد القدوس إنتاج روايته “ لا أنام ” حتى اشترط إحسان أن يقوم صلاح أبو سيف بإخراج فيلم لا أنام ، وبدوره اختار صلاح أبو سيف فاتن حمامة للبطولة وقال إنها هي الأكثر ملاءمة للشخصية المحورية للقصة، إلا أن فاتن حمامة رفضت في البداية أداء دور نادية لطفي في الفيلم وقالت إنها لا تحب أداء دور الشر على الشاشة حتى لا يكرهها الجمهور.
وكما نشرت مجلة "الفن" عام 1957 قالت: لأن الجمهور تعود على مشاهدة نجمته في أدوار الفتاة الطيبة والمسكينة لكنه أقنعها بتأييد من إحسان عبد القدوس، إلا أنه حين تم عرض فيلم “لا أنام ” في ليلة الأول من نوفمبر 1957 بسينما ميامي سب الجمهور فاتن حمامة في حضورها العرض الأول، مما أغضب النجمة وجعلها ندمت على أداء الفيلم الذي نجح نجاحا كبيرا، وقررت عدم قبول أي أدوار شريرة نهائيا.
وأضافت: أما ليلى فوزى فقد اختارها المخرج لدور "صفية" زوجة الأب في الفيلم إلا انها اختلفت على الأجر واختار بديلا عنها مريم فخر الدين
وقالت المجلة إنه رغم أن جميع أبطال الفيلم هم من النجوم الكبار مثل هند رستم ويحيى شاهين وعماد حمدي ومريم فخر الدين ورشدي أباظة فإن فاتن كانت الأعلى أجرا بينهم فقد حصلت على 5000 جنيه وحصل كل من يحيى شاهين وعماد حمدي على 2000 فقط أما هند ومريم فقد حصلتا كل منهما على 700 جنيه وحصل كل من رشدي اباظة وعمر الشريف على 300 جنيه فقط.
وثار الجدل الواسع حول فيلم "لا أنام" واتهم الكثير مؤلف القصة إحسان عبد القدوس بأن قصة "لا أنام" هي من واقع حياة إحسان فكتب في مجلة "روزاليوسف" عام 1958 يقول: قال لى القائم مقام أنور السادات وزير الدولة عقب عودته من رحلة في البلاد العربية إنه كان جالسا مع أمير الكويت الأمير عبدالله السالم الصباح في مجلس ضم فريق من الأمراء والشيوخ، وكان الحديث عن الأدب في مصر
وقال الأمير: إن إحسان كاتب.. ثم سكت، فاعتقد السادات أن سموه سيهاجمنى لسبب أو لآخر لكن الأمير استطرد قائلا "إن قصة لاأنام لا يمكن أن تكون من الخيال، فلا يمكن أن يبتكر كاتب كل هذه المواقف من خياله، ولابد أنها مواقف واقعية وقعت للكاتب شخصيا،عاد السادات إلى مصر وطلب منى أن أرد على الأمير، وأن أبلغه إذا كانت القصة واقعية أم من الخيال.
قصة واقعية
وأضاف إحسان: أرسلت للأمير أقول له إنه يشرفنى أن أعلم أن سموه يتتبع قصتى في روزاليوسف، ويشرفنى أيضا أنه يعتقد أنها قصة واقعية تمسنى شخصيا.. فإن معنى هذا أننى نجحت في نقل القارئ إلى أجواء القصة لذلك فإننى أفضل ألا أرد على تساؤلاته حتى لا أفقده لذة القراءة.
ومن المشاكل التي تعرض لها الفيلم دعوى قضائية رفعتها الممثلة مريم فخر الدين للتعويض ضد المنتج عبده نصر لأنه أورد اسمها بعد اسم الفنان يحيى شاهين في إعلانات فيلم " لا أنام " بالرغم من أنها اشترطت على المنتج في العقد أن يكون اسمها بعد اسم فاتن حمامة بطلة الفيلم. وكان رده أن يحيى شاهين اشترط نفس الأمر، فقالت مريم: هوه الطيب مالوش نصيب في البلد دى.
وأعترف الناقد عبد الفتاح البارودي في مجلة الجيل عام 1957 أن إحسان كان عملاقا في رومانسيته، وكان قديرا في معالجة موقف إنسانى.. موقف فتاة ضعيفة وصارمة في نفس الوقت من أعماقها ووصلت فيه فاتن حمامة إلى حد الإعجاز.
وكتب سيناريو الفيلم السيد بدير والحوار لصالح جودت، وشاركت فيه هند رستم في دور صغير.