رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: مرسي لم يكن رئيسًا لكل المصريين.. الإخوان حرضوا على القتل لعودة المعزول.. مستقبل مصر يحيطه الغموض.. "أردوغان" يستنكر موقف الغرب من الإطاحة بمرسي.. ليبرمان يهدد باحتلال غزة

الصحف الأجنبية -
الصحف الأجنبية - صورة ارشيفية

ما زال الشأن المصري يحتل الصفحات الأولى والمانشيتات بالصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم السبت، وتابع عدد من الصحف أصداء الإطاحة بالرئيس محمد مرسي ببيان أصدره الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الإنتاج الحربى.

وقالت صحيفة التايمز البريطانية: "إن الجيش وضع مصر في منطقة خطرة وليس هناك إلا مخرج واحد لهذه الأزمة، وهو الإسراع بإجراء انتخابات سريعة ومنظمة".

وأضافت: "لقد مرت مصر بأيام مثيرة للقلق، وأثبتت الأيام الماضية فشل الإسلام السياسي كنظام للحكم، ما أجبر الجيش إلى تقويض الربيع العربي، ويشهد تاريخ الشرق الأوسط على ذلك".

وأشارت الصحيفة إلى الخطوة التي اتخذها الجيش للإطاحة بالرئيس محمد مرسي وهو أول رئيس منتخب ديمقراطيًا بأنه اتخذ ذلك الخيار ليس لمصلحته الشخصية ولكن من أجل مصلحة الوطن وأن تحقيق الخيار الأول بالإطاحة بمرسي كان بمثابة معجزة ولكنه لم يكن صعب الحدوث.

ورأت الصحيفة أن مرسي لم يكن رئيسًا لكل المصريين وأنه فشل في أن يكون زعيما ولم ينقذ الاقتصاد المنهار الذي كان يتعين عليه إنقاذه ليرحم المصريين من المعاناة التي زادت في عهده، وعلى الإخوان أن يقبلوا أن مرسي خان ثقة المعتدلين الذين تعهد بخدمتهم والعمل لصالحهم.

وأضافت الصحيفة: أن نشوة الثورة الثانية انحسرت مع انتشار الدبابات في مناطق مختلفة من البلاد، لكي تحجز بين معارضي ومؤيدي مرسي في محاولة لحماية الطرفين من الاشتباكات العنيفة والاقتتال.

وأوضحت الصحيفة أن الفريق عبد الفتاح السيسي ورئيس مصر الجديد المستشار عدلي منصور لديهما قليل من الأسابيع وليست أشهر لكي يثبتا أنهما يعملان من أجل مصر وتحقيق مصلحتها، وعلى الجيش ألا يتدخل في عمل الحكومة المؤقتة.

وأوضحت أنه ينبغي أن يحدد تاريخًا للانتخابات بأسرع وقت ممكن، وأن تشمل الانتخابات جميع أطياف الشعب من قوى سياسية ولا يقصي جماعة الإخوان المسلمين منها لكي تكون الانتخابات ذات مصداقية، ويجب أن يطلق سراح جميع قيادات الإخوان.

من جانبها قالت صحيفة الجارديان البريطانية: إن جماعة الإخوان المسلمين دعت إلى العنف وحرضت على القتل حيث تشهد مصر موجة من الاشتباكات والعنف من المتظاهرين الذين خرجوا مؤيدين للرئيس السابق محمد مرسي.

وأشارت الصحيفة إلى مقتل 30 شخصا في أحداث أمس، ووقوع عنف غير متوقع، وربطت الصحيفة بين اندلاع القتال وخطاب مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، الذي دعا إلى الاحتجاجات والبقاء في الشارع إلى أن يعود مرسي وحمل إشارات للتحريض والحث على القتل.

وحدثت الاشتباكات بشكل كبير أيضا بالإسكندرية والأقصر ودمنهور وبني سويف وفى العديد من محافظات مصر، ووضعت شبه جزيرة سيناء في حالة طوارئ بعد هجوم مسلحين على المطار المحلي، ووصف الإخوان خروجهم بأنه يوم الرفض للانقلاب على مرسي.

وأجبرت المشاهد الفوضوية من اشتباكات المتظاهرين بعد إلقاء المولوتوف ووإطلاق النار بالذحيرة الحية لمدة ساعتين، القوات المسلحة للتدخل وإرسال مركبات مدرعة لتهدئة الوضع الساعة "22:00".

وقالت صحيفة إندبندنت البريطانية: إن أنصار الرئيس السابق محمد مرسي توعدوا بالانتقام لعزل الرئيس مرسي وخرجوا في مظاهرات حاشدة في جمعة الغضب، منددين بالفريق السيسى وقوى المعارضة والشرطة التي انحازت لمطالب الشعب ما يؤكد على أن البلاد تشهد حالة الاضطراب الذي لا يتحقق معه أي تقدم.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الاقتصاد المصري في حالة مزرية، حيث ترتفع معدلات البطالة لتتخطى 13% لهذا العام، كما أن البطالة بين الشباب أعلى من ذلك بكثير.
وتقول الصحيفة: إن النمو انخفض عن 5% التي بلغها قبل بداية الثورة عام 2011، حيث بلغ إجمالي الناتج المحلي للعام الحالي 2%، وهو ما لا يكفي لتوفير فرص عمل لنحو 700 ألف شخص ينضمون إلى سوق العمل كل عام.
وتضيف الصحيفة: إن قطاع السياحة يعاني هو الآخر، كما أن النقص في المحروقات أدى إلى وجود طوابير طويلة في محطات التزود بالوقود.
وتتساءل الصحيفة: "هل كان مرسي كارثة على الاقتصاد المصري؟" وتجيب "ليس تماما"، وتقول الصحيفة: إن محمد مرسي زاد أجور العاملين في القطاع العام، وهو ما أوصل العجز في الموازنة إلى 14% من إجمالي الناتج المحلي، كما أن الجنيه المصري فقد في هذا العام الحالي نحو 16% من قيمته أمام الدولار.
وتضيف: إن الاحتياطيات النقدية للبلاد تتعرض لضغط شديد واضطرت لقبول معونات من تركيا وقطر وليبيا، وتستدرك الصحيفة أن مرسي وسع برامج الرعاية الاجتماعية وزاد إنتاج القمح في البلاد للحد من الواردات.
وترى الصحيفة إن مستقبل الاقتصاد المصري يملؤه الغموض، وأنه يجب على الحكومة الجديدة أن تنهى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي في شأن منحها قرضا يبلغ 4.8 مليارات دولار.

وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية: إن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، هاجم رد فعل الغرب تجاه الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، واستنكر حملة الاعتقالات التي طالت قيادات جماعة الإخوان المسلمين ووصف رد الفعل الغربي بالمتردد والملتبس لتدخل الجيش لعزل مرسي.

وأشارت إلى تصريحات أردوغان الذي استخدم القوة الساحقة للشرطة لقمع المظاهرات التي شنت ضده في الشهر الماضي.
وقال أرودغان "أنا مندهش من الغرب، أنهم لا يقولون إنه انقلاب، أين ذهبت قيمهم الديمقراطية؟ إنه اختبار لمصداقيتهم، الثورة المصرية يجري قتلها".

وأوضحت الصحيفة أن تعليق أردوغان يوضح الخلاف بين تركيا وحلفائها الغربيين، وهو الخلاف الذي زاد إثر استخدام أردوغان الشرطة الشهر الماضي لفض احتجاجات.

وأضاف أردوغان إن قطر وتركيا دعمت حكومة مرسي، ولكن الاتحاد الأوربي وصندوق النقد الدولي كان موقفهما متناقضا، لقد منحا المساعدات لليونان ولم يوافقا على التمويل لمصر.. إن سياسة الكيل بمكيالين.

وقال أردوغان: "إنه يشعر بقلق عميق بسبب اعتقالات قادة الإخوان، بعد الإطاحة بمرسي من السلطة، وأن كل ما يحدث في مصر معادي للديمقراطية"، إنها مفارقة كبيرة مثل الموت حيًا، مشيرًا إلى تجربة تركيا المريرة من الانقلابات، والتي تضمنت طرد الحكومة التي يقودها الإسلاميون في عام 1997.

قال رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي؛ أفيجدور ليبرمان: إنه إذا كان يتقلد منصب رئيس وزراء إسرائيل حاليا، لكان أصدر أوامره باحتلال قطاع غزة، مشيرا إلى أن الهدوء الذي يسود القطاع حاليا هدوء مغشوش على حد وصفه، لافتا إلى أن هذا الهدوء تستغله حركة حماس لبناء قواتها.

وأشار "ليبرمان" في حواره مع الإذاعة العامة الإسرائيلية إلى التغيرات التي طرأت على الساحة السياسية في مصر من أحداث الثورة التي أطاحت بالرئيس المعزول "محمد مرسي" حيث علق ليبرمان، بأنه لا شك من أن العناصر الجهادية في سيناء ستحاول استغلال الموقف للمساس بإسرائيل، مؤكدا أن بلاده معنية باستقرار الأوضاع في مصر.

وشدد ليبرمان في حديثه على أن حزبه "إسرائيل بيتنا" يعارض بحزم أي تنازل يخص عملية التفاوض مع الفلسطينيين مشيرا إلى أن التقارير عن تقديم بوادر حسن نية ليست صحيحة حسب تقديره.
الجريدة الرسمية