الجنود المجهولون في «الجونة السينمائي».. صانعو «النجاح».. يعملون من وراء «ستار المهرجان»
كعادة مهرجان الجونة السينمائي، يخرج دائمًا للنور في شكل مبهر ومنظم، يجعل الجميع سواء المحبين أو المنتقدين يتفقون على روعة «المظهر العام»، حتى وإن كانت هناك سلبيات في بعض الأمور، يتم العمل عليها وحلها وتلافي أخطاء الماضي، لتختفي السلبيات وتحل الإيجابيات محلها، ويستمر «الجونة» في الصعود إلى قمة مهرجانات المنطقة العربية والشرق الأوسط ليكون أهم مهرجان في هذه البقعة من كوكب الأرض وفقًا لما يقدمه للسينما المصرية والعربية والعالمية.
وبالطبع ينال كثيرون الشكر والثناء على مجهودهم لخروج هذا العمل إلى النور بهذا الشكل الرائع، على رأسهم المهندسين نجيب وسميح ساويرس، ومدير مهرجان الجونة انتشال التميمي، والفنانة بشرى الشريك المؤسس ومدير العمليات، والمخرج أمير رمسيس المدير الفني لمهرجان الجونة، ولكن هناك العديد من الأسماء التي تبذل مجهودا كبيرا يلمسه أهل الصحافة والإعلام والجمهور الحاضر للمهرجان، ولا يعلمون من هم الجنود المجهولون الذين صنعوه.
الجنود المجهولة
من الأسماء التي لا تأخذ حقها إعلاميًا المهندس عمر الحمامصي، الرئيس التنفذي لشركة أوراسكوم للتنمية القابضة، فهو رئيس الشركة التي ترعى المهرجان، وتوفر له الدعم المادي واللوجيستي ليخرج بهذا الشكل المبهر، فهي الشركة التي توفر فنادقها لاستضافة نجوم المهرجان، والمسئولة عن بناء المسرح الأساسي للمهرجان في قاعة المؤتمرات بالمدينة، والذي يقام عليه حفلا الافتتاح والختام والعروض الرئيسية، ويستضيف فعاليات سيني جونة، وتكفي الإشارة إلى أن «أوراسكوم» قامت بإنجاز كبير بعد الحريق الذي تعرض له المسرح قبل الافتتاح بساعات، ثم شاهد الجمهور المسرح في حفل الافتتاح، وكأنه جديد، وكأن حريقًا لم ينشب به، فكل هذا من إنجازات شركة أوراسكوم.
رجل ثان يقوم بعمل عظيم كل عام وهو «زي» مصمم مسرح الحفل، فهو المسئول عن تصميم مسرح الحفل والسجادة الحمراء وقاعة كبار الزوار، فحينما كان الحفل يقام في بلازا المارينا كان يقوم بعمل تصميم مناسب للمكان به مسرح كبير يتسع لـ١٦٠٠ مقعد بالإضافة لقاعة كبيرة لكبار الزوار وسجادة حمراء كبيرة، وبعد نقل الحفل إلى قاعة المؤتمرات التي تم بناؤها خصيصًا لاستضافة حفلات المهرجان المختلفة فقام بعمل رائع العام الماضي بخروج المسرح والسجادة الحمراء بشكل عالمي، وهذا العام قام بتغيير مكان كل شيء وأعاد تصميم المسرح من جديد ليغير من الشكل السابق، ويقدم مسرح أكثر تطورا وعالمية.
والشيء بالشيء يذكر، طالما ذكر «زي» فلا بد من ذكر مهندس الإضاءة ماجد صمم هذا العام إضاءة سوفت جديدة على مصر، ولم تظهر في مهرجانات مصرية من قبل، فالمعتاد هو ظهور الإضاءات الملونة، والتي تؤثر على عدسات الكاميرات وتجعل الألوان تخرج بشكل غير دقيق، حيث قام ماجد بتركيب إضاءات ذات مواصفات محددة تناسب كل الكاميرات، وتجعل الألوان تخرج بصورة طبيعية.
وفي الدورتين الأخيرتين كان للسيدة مي كُريّم، زوجة الفنان خالد الصاوي، دور كبير فيما يتعلق بالشق الصحي المسئولة عنه داخل المهرجان، خاصة مع انتشار فيروس كورونا بداية من العام الماضي، حيث قامت بدور كبير في التواصل بين إدارة المهرجان ووزارة الصحة وتوفير خدمات صحية هامة، ففي العام الماضي تم توفير قافلة طبية كبيرة للتدخل في الطوارئ في حالة إصابة أحد الضيوف بكورونا، إضافة لتوفير كافة الإجراءات الاحترازية وعدد كبير من المسحات لإجراء تحاليل للمشتبه في إصابتهم، وخلال دورة هذا العام تم توفير قافلة طبية جديدة للتدخل السريع وتوفير كافة سبل الوقاية من الفيروس، والأهم من كل ذلك هو توفير جرعات تطعيم سريع لضيوف المهرجان بمجرد وصولهم إلى الجونة.
يضاف إليهم هذا العام عدد كبير من الجنود المجهولين من رجل الحماية المدنية الذين تدخلوا في أحلك اللحظات خلال هذه الدورة عندما شب حريق ضخم بمسرح حفل الافتتاح، واستطاعوا السيطرة عليه سريعا قبل أن يمتد ليشمل القاعة بكاملها، أضف إليهم عددا كبيرا من عاملي أوراسكوم الذين استطاعوا تحويل هذا الدمار الذي حل بالمسرح إلى منظر جمالي جديد، وكأن شيئًا لم يكن، وكأن حريقًا لم يشب في المسرح.
نقلًا عن العدد الورقي…،