رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لا تتعلم الإخوان من أخطائها طوال تاريخها؟ ‏

الإخوان
الإخوان

لا تتعلم الإخوان من أخطائها، كل أزماتها مكررة بالحرف، لم تشهد طوال تاريخها من يضع حسابات للمواقف التصادمية التي ‏كررتها مع السلطة عشرات المرات ولم تتعلم بعد  كيفية تفاديها، ولا يذكر التاريخ لأي من قيادتها محاولة محو بعض من ‏تراث البنا أو شطب تراث قطب التكفيري لإعادة اختراع البناء الفكري والتنظيمي، ما يطرح العديد من الأسئلة حول السر ‏من وراء تجمد عقل التنظيم وأفراده بهذه الطريقة.  ‏

ضد الحياة ‏

يقول ثروت الخرباوي، المفكر والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن جماعة الإخوان الإرهابية تسير ضد حركة ‏الحياة ‏ولهذا تم طردها من الحياة المصرية، ومن الحياة العربية بالكامل.

وأضافت الخرباوي أن الإخوان أصبحت فصلا من فصول التاريخ، وسيذكرها بكل سوء، مردفا: أحد الأطباء النفسيين قال ‏لي ‏إن جماعة الإخوان حالة مرضية نفسية جماعية، فالتنظيم المطرود من حياة مصر لا يستطيع أن يرى الواقع، ويعيش ‏في ‏واقع متخيل دائما. ‏

واختتم: هؤلاء مثواهم السجون أو مستشفى الأمراض العقلية، على حد قوله. ‏

صراعات الإخوان ‏

كانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًّا أظهر على السطح ما كان يدور ‏في  ‏الخفاء ‏طوال ‏الأشهر ‏الماضية ‏داخل ‏جماعة ‏الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من ‏الأمين ‏الأسبق ‏للجماعة ‏محمود ‏حسين، على ‏إبراهيم ‏منير، ‏القائم ‏الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين ‏العام الذي كان ‏يحتله ‏حسين ‏منذ سنوات ‏طويلة.  ‏

تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد ‏والاستمرار ‏في ‏مواقعهم ‏بدعوى ‏حماية ‏الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض ‏سبع مبادرات ‏فردية، ‏كما ‏رفض ‏المبادرات ‏العشر التي ‏قدمت ‏في عام ‏‏٢٠١٦ ‏من القرضاوي والشباب وغيرهم ‏تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.‏

مصادر التمويل ‏

على جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة ‏بالجماعة ‏ومصادر ‏التمويل، ‏وأطلق ‏العنان ‏لرصد ‏كل ‏انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا ‏الإخوان طيلة السنوات السبع ‏العجاف ‏الماضية، ‏ورفض ‏منير ‏ما ‏أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من ‏قيادات ‏الجماعة ‏على ‏رأسهم ‏محمود ‏حسين ‏للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول ‏مرة ‏تابعا له، بعد ‏أن كان ‏جزيرة ‏منعزلة عن ‏التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏

وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر ‏قرارًا ‏جديدًا ‏بطرد ‏قادة ‏التمرد ‏من ‏الجماعة، ‏في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع ‏الداخلي للإخوان، الذي صاحب ‏التنظيم ‏طوال ‏تاريخه ‏ولا ‏يزال ‏مستمرًّا ‏حتى ‏الآن، لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على ‏الجماعة، ‏وما ‏زال ‏الموقف ‏معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.‏

الجريدة الرسمية