تجدد الاشتباكات على الحدود بين تركيا وسوريا
في عدوان جديد على الأراضي السورية تجددت الاشتباكات بين القوات التركية والفصائل المسلحة التابعة لها على خطوط التماس مع الوحدات الكردية المنتشر في شمال شرق سوريا.
الوحدات الكردية
وأكد نشطاء ووسائل إعلام استمرار التصعيد عند خطوط التماس بين القوات التركية والفصائل السورية المسلحة الموالية لها من جانب والوحدات الكردية المنتشرة في شمال شرقي سوريا من جانب آخر.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم الجمعة رصد اشتباكات بين فصائل "الجيش الوطني" السوري الموالي لتركيا وقوات "مجلس الباب العسكري" الكردي على محور قرية الدجلباش في ريف مدينة الباب في محافظة حلب.
وأشار "المرصد" إلى تبادل القوات التركية والفصائل السورية المتحالفة معها والقوات الكردية القصف المدفعي والصاروخي على محاور قرية كفر كلبين بريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى استهداف طائرة مسيرة تركية أراض زراعية قرب مدينة تل رفعت.
محافظة الحسكة
كما نشر "المرصد" لقطات توثق قرى وبلدات في ريف تل تمر في محافظة الحسكة المجاورة، وهي خالية من السكان بسبب القصف التركي المتكرر على المنطقة.
وذكر "المرصد" أن دفعات من مسلحي "الجيش الوطني" وصلوا إلى مدينة تل أبيض الحدودية في محافظة الرقة، ضمن منطقة عملية "نبع السلام"، عبر الأراضي التركية قادمين من منطقة عملية "درع الفرات" في حلب، وذلك بعد استقدام تركيا تعزيزات إلى هذه المدينة في الأيام الأخيرة.
كما تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي لقطات قيل أنها تظهر استقدام "الجيش الوطني" تعزيزات إلى ناحية الدرباسية الحدودية في الحسكة، استعدادا لعملية عسكرية تركية جديدة محتملة ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة.
وكشف مصدر في المعارضة السورية لوكالة "نوفوستي" الروسية أن تركيا تستعد لشن عمليتين عسكريتين متزامنتين إحداهما في محافظة إدلب والثانية في شمال شرقي سوريا.
وكانت قصفت القوات التركية منطقتين سكنيتين بريف حلب الشمالي بسوريا، وسط توقعات بشن عدوان رابع على منطقة تشهد تصعيدا أمنيا.
قذائف وصواريخ
وقالت وكالة الأنباء الكردية، إن الجيش التركي والمسلحين الموالين له أطلقوا، مساء الخميس، قذائف وصواريخ على قرى "عين دقنة" و"البيلونية" بريف حلب الشمالي، وانفجرت عشرات القذائف في هذه المناطق.
ويأتي القصف التركي في وقت يشهد فيه الشمال السوري تصعيدا أمنيا بالفترة الأخيرة، بالتزامن مع تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هدد فيها بشن عملية عسكرية.
وفي تصريحات أعقبت هجوما أسفر عن مقتل جندي تركي مطلع أكتوبر الجاري، قال أردوغان إن تركيا "ستقوم باللازم"، في تلميح لشن عمل عسكري بمناطق شمالي سوريا.
العدوان الرابع
يبدو أن أنقرة مصرة أكثر من أي وقت مضى على شن عملية عسكرية رابعة شمالي سوريا، وذلك بعد إقرار البرلمان التركي تمديد مذكرة التفويض للحكومة بشأن عدد القوات الإضافية.
والخميس، قالت وكالة "نوفوستي" الروسية، نقلا عن مصدر في المعارضة السورية، إن تركيا تستعد لإطلاق عمليتين عسكريتين جديدتين في سوريا دون إعلان مسبق و"في أي لحظة".
التشكيلات المسلحة
وأوضح مصدر الوكالة أن التشكيلات المسلحة الموالية لتركيا وضعت في حالة التأهب القتالي التام، تلبية لتوجيهات من أنقرة، مشيرا إلى أن "الاستعدادات انطلقت لشن عملية عسكرية، وبهذا الخصوص تم تقسيم الوحدات المسلحة كي تعمل على عدة اتجاهات في محافظة إدلب وبعض القرى في ريفي مدينتي مارع وأعزاز وقرب مطار منغ العسكري في محيط مدينة منبج، وكذلك عند الحدود مع القامشلي والحسكة".
وبحسب المصدر، تستعد الفصائل السورية المعارضة المدعومة من أنقرة لشن عمليتين عسكريتين في آن واحد، إحداهما في محافظة إدلب دعما للتشكيلات المسلحة المتواجدة هناك، والثانية شمال شرقي البلاد ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ذات الأغلبية الكردية.
العملية العسكرية شمالي سوريا
وفي وقت تقوم فيه أنقرة بتجهيز جيش من المحتمل أن يشارك في العملية العسكرية شمالي سوريا، تتجه الأنظار إلى لقاء مرتقب بين أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن، لحسم الملفات العالقة وفي مقدمتها العملية العسكرية شمالي سوريا.
وفي أكتوبر 2014، صادق البرلمان التركي، لأول مرة، على تفويض يقضي بإرسال قوات مسلحة إلى سوريا، ومنذ تلك الفترة شن الجيش التركي سلسلة من الاعتداءات أبرزها "درع الفرات" عام 2016 في ريف حلب، و"غصن الزيتون" بعفرين عام 2018، و"نبع السلام" شرقي سوريا عام 2019.