تهربًا من الدعاوى القضائية.. Meta ينقذ زوكربيرج من لعنة فيس بوك
بعد انطلاق دعاوى قضائية غيَّر عملاق وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اسمه إلى "ميتا" في إطار خطة تنتهج تلافي أخطاء الماضي غير أن التكهنات ما زالت تثار بشأن الدوافع وراء قيام الشركة بتلك الخطوة.
التواصل الاجتماعي
ورغم اتجاه الكثير من المتابعين إلى أن تغيير اسم فيسبوك يهدف إلى إعادة صياغته كمفهوم للتواصل الاجتماعي، وإعادة بناء الهوية المؤسسية لتركز خلال الفترة المقبلة على الميتافيرس "metaverse"، فإن فريقًا منهم قدم سيناريو آخر لأسباب هذا التغير، بحسب صحيفة “ذا فيرج”.
هذا الفريق ربط بين اعتزام "فيسبوك" تغيير اسمه وما لحق به مؤخرًا من انتقادات واسعة وجهت للشركة إثر تحقيقات بيَّنت اعتماد "فيسبوك" على سياسات تضر بعدد من مستخدميه وكذلك اعتماده قوانين تمييزية وعدم تفاعله مع تحذيرات حول الصحة النفسية.
ويرى الفريق أيضًا أن تغيير الاسم يأتي ضمن إجراءات قام بها "فيسبوك" مؤخرًا مثل تغيير بعض سياسته من أجل تجنب أو تخفيف الإجراءات القانونية أو التأثيرات التنظيمية على "فيسبوك"، خاصة وأنه يواجه دعاوى قضائية في بلدان عدَّة مثل الهند والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والبرازيل.
تغيير اسم فيسبوك إلى "ميتا"
وأعلن رئيس مجموعة فيسبوك مارك زوكربيرج الخميس تغيير اسم الشركة الأم لشبكة التواصل الاجتماعي إلى "ميتا" لتعكس بشكل أفضل كل نشاطاتها، لكن اسم الشبكات المختلفة فيها سيبقى نفسه.
وستحافظ شبكة فيسبوك وتطبيق إنستجرام وخدمة واتساب على أسمائها.
وقال زوكربيرج خلال مؤتمر للمطورين "تعلمنا كثيرًا من المشكلات المتعلقة بمسائل مرتبطة بالتواصل الاجتماعي والعيش ضمن منصات مغلقة، وحان الوقت الآن للاستفادة من كل هذه العبر للمساهمة في بناء الفصل الجديد".
وأضاف "يشرفني أن أعلن أنه بدءًا من اليوم سيكون اسم شركتنا (ميتا)؛ رسالتنا تبقى هي نفسها وهي جمع الناس، فيما تطبيقاتنا وعلاماتنا التجارية لن تتغير".
واختار مؤسس شبكة فيسبوك التي اتهمتها موظفة سابقة بأنها تغلب الربح المادي على سلامة المستخدمين، اسم "ميتا" الذي يعني باللغة اليونانية القديمة "ما بعد" ليظهر أن "ثمة أشياء إضافية ينبغي بناؤها".
زوكربيرج مطلوب للشهادة
وفي أحدث سلسلة لما يواجه "فيسبوك" من انتقادات طالب السيناتور ريتشارد بلومنثال، الديمقراطي، الذي يرأس اللجنة التجارية الفرعية لحماية المستهلك في مجلس الشيوخ، مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك للإدلاء بشهادته أمام اللجنة التي سمعت انتقادات من موظفة سابقة في الشركة.
ودعا السيناتور، الذي يقود تحقيقًا عن أنستجرام التابع لـ"فيسبوك" وتأثيره على الشباب في رسالة شديدة اللهجة الأسبوع الماضي، مؤسس فيسبوك للإدلاء بشهادته حول تأثيرات أنستجرام على الأطفال.
وقال بلومنتال في الرسالة الموجهة إلى زوكربيرج: "يشعر الآباء في جميع أنحاء أمريكا بانزعاج عميق من التقارير المستمرة التي تفيد بأن فيسبوك يعرف أن أنستجرام يمكن أن يتسبب في أضرار مدمرة ودائمة للعديد من المراهقين والأطفال، خاصةً على صحتهم العقلية ورفاههم"، مضيفا أن "هؤلاء الآباء، والعشرون مليون المراهق الذين يستخدمون تطبيقك، لهم الحق في معرفة الحقيقة حول أمان انستجرام".
مطالبة السيناتور لزوكربيرج للشهادة جاءت بعد أن ذكرت فرانسيس هوجن، عالمة البيانات السابقة في فيسبوك خلال جلسة استماع في الكونجرس الأمريكي في وقت سابق من هذا الشهر، أن "شركة فيسبوك تعلم أن هناك حسابات لأطفال تحت سن 13 سنة على موقعها وهي تجني أرباحا طائلة من الإعلانات التي يستخدم الأطفال فيها"، مشيرة إلى أن "الخوارزميات في فيسبوك قد تؤدي إلى فقدان الأطفال لشهيتهم والموقع يعلم ذلك".
وأضافت أن إدارة الشركة تعرف طرقا لجعل فيسبوك وأنستجرام أكثر أمانا لكنها لن تقوم بالتغييرات اللازمة لأنها تضع أرباحها الهائلة قبل مصالح الناس"، مشددة على أنه لا يمكن حل هذه الأزمة بدون مساعدة الكونجرس.
الهروب من التحديات
ويرى البعض أن تغيير فيسبوك اسمه من أجل الهروب من تلك التحديات لن يجدى نفعا، وعن هذا يقول جيم هينانجير مؤسس شركة ريبراندانج، وهي شركة تعني بإعادة تسمية المؤسسات: "الجميع يعرف ما هو فيسبوك، الطريقة الأكثر فاعلية لفيسبوك لمواجهة التحديات التي لطخت علامتها التجارية مؤخرًا هي من خلال الإجراءات التصحيحية، وليس محاولة تغيير اسمها أو تثبيت بنية علامة تجارية جديدة". وذلك نقلا عن موقع مجلة وايرد الأمريكية.
وسبق لعدة شركات إنترنت عالمية أن غيرّت اسمها، ومنها العملاق جوجل الذي تمت إعادة هيكلته وتجميع خدماته تحت مجموعة ضخمة عام 2015 اسمها ألفابت.
وكانت شركة فيسبوك أعلنت الأحد الماضي أنها ستوفر 10 آلاف وظيفة جديدة لذوي المهارات العالية داخل الاتحاد الأوروبي، على مدى الأعوام الخمسة المقبلة للمساعدة في بناء ما يسمى بـ"ميتافيرس".