حوار دون شروط.. مجلس الأمن الدولي يصدر بيانا بالإجماع بشأن أحداث السودان
دعا مجلس الأمن، الخميس، جميع الأطراف السودانية للانخراط في حوار دون شروط مسبقة لاستعادة العمل بالوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام.
الوثيقة الدستورية
وأعرب مجلس الأمن عن قلقه حيال تولي الجيش السوداني السلطة وتعليق العمل بالوثيقة الدستورية وإعلان الطوارئ واعتقال عدد من المسؤولين والسياسيين.
وحث المجلس كافة الأطراف في السودان على الالتزام بممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن استخدام العنف والتأكيد على أهمية احترام حقوق الإنسان.
وقال: "أي محاولة لتقويض التحول الديمقراطي في السودان تعرض أمن واستقرار البلاد للخطر".
وشدد مجلس الأمن الدولي على التزامه بسيادة السودان واستقلاله ووحدته الوطنية.
كان ممثل الأمم المتحدة الخاص للسودان فولكر بيرتيس قال إنه اجتمع مع القائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الأربعاء، وعرض تسهيل التوصل لتسوية سياسية في البلاد.
غاز مسيل للدموع
وأطلقت قوات الأمن السودانية، الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في الخرطوم، وفقا لوكالة فرانس برس.
من ناحية أخرى، تعرض عدد من النشطاء السودانيين للاعتقال، فيما أعلنت وزارة الخارجية في الحكومة المقالة، تمسك رئيس الوزراء المعزول عبدالله حمدوك بمنصبه.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن نشطاء أن السلطات السودانية شنت موجة جديدة من الاعتقالات شملت معارضين للإجراءات التي أعلنها قائد القوات المسلحة الفريق عبدالفتاح البرهان، وتضمنت حل مجلسيْ السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ.
حلّ مؤسسات الحكم الانتقالي
لليوم الرابع على التوالي، يواصل متظاهرون سودانيون احتجاجاتهم على قرارات قائد الجيش السوداني بحلّ مؤسسات الحكم الانتقالي، فيما تتصاعد الضغوط الدولية من أجل عودة المدنيين إلى السلطة.
وأعاد المتظاهرون، الخميس، نشر العوائق في الطرق لقطعها، في وقت تشهد فيه شوارع العاصمة السودانية الخرطوم انتشارا أمنيا مكثفا للجيش وقوات الدعم السريع، وفق وكالة "فرانس برس".
وتعمل القوات الأمنية على إزالة المتاريس والعوائق التي أقامها المحتجون لإغلاق الطرق، لكن المتظاهرين يعيدونها عقب مغادرة قوات الأمن، وفق ما قال أحد المحتجين للوكالة الفرنسية اليوم الخميس.
وجددت وزيرة الخارجية السودانية في الحكومة الانتقالية السابقة، مريم الصادق المهدي، على أن رئيس الوزراء المقال عبدالله حمدوك "متمسك بشرعية حكومته، ويحث المواطنين على التمسك بالسلمية، ومواصلة مقاومتهم للانقلاب بكل أشكال النضال المدني في مواكب بعد غد السبت".
جاء ذلك في بيان لوزارة الثقافة والإعلام السودانية بحكومة حمدوك نشرته على موقع "فيسبوك"، اليوم الخميس، ذكر أن مريم الصادق المهدي تلقت من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصالا هاتفيا ناقشا خلاله الخطوات التي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها لـ"دعم كفاح الشعب السوداني ضد الاحداث الأخيرة واعادة حكومته الشرعية برئاسة حمدوك".
ولم تصدر تعقيبات من قبل الجيش السوداني على ما ورد من اتهامات بشن حملة اعتقالات، وكذلك تصريحات وزير الخارجية في الحكومة المقالة.
وكان بلينكن قال في تغريدة عبر حسابه على تويتر، أمس الأربعاء: "تحدثت مع وزيرة الخارجية السودانية (مريم الصادق) المهدي لإدانة اعتقال القادة المدنيين في السودان ومناقشة أفضل السبل التي يمكن بها للولايات المتحدة دعم دعوة الشعب السوداني للعودة إلى الانتقال إلى الديمقراطية بقيادة المدنيين".
وكان القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان قال في وقت سابق إن من جرى اعتقالهم خلال الأيام الماضية، سيتم تصنيفهم، وإطلاق سراح بعضهم، ممن لم توجد عليه تهمة جنائية، وسيقدم الآخرون للعدالة.
كما وعد بإطلاق حكومة انتقالية ستتشكل من كفاءات مدنية، دون إشراك القوى السياسية، وإنشاء مجلس تشريعي يمثل فيه بعض نشطاء الثورة التي أطاحت بالرئيس المعزول عمر حسن البشير قبل عامين