طارق الشناوي: ننتظر مهرجان الجونة الموسيقي.. وأتحفظ على جائزة "الإنجاز الإبداعي" (حوار)

أزياء “الجونة السينمائى” لا يجب أن تنسينا القيمة الفنية والثقافية التى يقدمها المهرجان

أعرب الناقد الفني طارق الشناوي، عن سعادته بنجاح النسخة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي التي انتهت مؤخرًا، مؤكدًا في حوار مع "فيتو" أن المهرجان نجح على المستوى الفني بشكل أبهر الجميع، رغم أنه حديث العهد، حيث تمكن خلال 5 دورات فقط من منافسة كبرى المهرجانات في الشرق الأوسط بل وتردد اسمه بين المحافل الفنية العالمية.

"الشناوي" استطرد: مهرجان الجونة قدم هذا العام أفلامًا مهمة، وإن لم يكن هذا ليس بجديد على ما اعتاد أن يقدمه في دوراته السابقة، والى التفاصيل:

*ما هو أهم ما ميز الدورة الخامسة من مهرجان الجونة؟

أهم ما ميز الدورة الخامسة من مهرجان الجونة، أنه استطاع استقطاب 7 أفلام مصرية، و14 فيلمًا عربيًا، وهو رقم بالنسبة لطبيعة الأفلام التي تقدمها السينما العربية كبير جدًا، حيث إن ما نطلق عليه أفلام المهرجانات غير ذات قبول لدى المنتج العربي عمومًا، لأن الغرض الإنتاجي في الغالب يكون ربحيًا في المقام الأول، ولهذا هدف مهرجان الجونة في دورته الأخيرة إلى توسيع وإفساح الطريق أمام المزيد لتلك النوعية من الأعمال السينمائية، وهو ما حدث بالفعل بعد إعلان الجوائز من خلال خلق منح ومنصات تواصل بين صناع هذه الأفلام والمهتمين بالشأن الفني عامة والسينمائي بشكل خاص.

*ما هى تجليات نجاح المهرجان خلال الدورة الأخيرة من وجهة نظرك؟

نجاح المهرجان خلال الدورة الأخيرة تجلى أيضًا في الجانب الاقتصادي، وإن كان في دورتيه الأولى والثانية معتمدًا بشكل كبير على اسم الأخوين: "نجيب وسميح ساويرس"، من تلك العائلة صاحبة الرؤية الاقتصادية ولكن هذا العام، استطاع المهرجان جذب رعاة ومستثمرين ومهتمين بالشأن الفني.

*هل هناك إمكانية لتوسع مهرجان الجونة مستقبلًا في محافل ومجالات فنية جديدة؟

أتمنى ذلك بالفعل، وسبق أن صرح المهندس سميح ساويرس أنه بصدد تدشين مهرجان للموسيقى، داعم للفن الموسيقي، ولكن يجب إذا خرج هذا المشروع للنور أن يكون مهرجانًا مستقلًا بذاته وليس مجرد مهرجان منبثق عن مهرجان الجونة السينمائي، فيتم تحديد موعد لمهرجان الجونة السينمائي، وبعدها بفاصل زمني مناسب يتم إطلاق مهرجان الجونة الموسيقي، وأتوقع أن يحدث ذلك في أقرب وقت لما نعرفه عن آل ساويرس من طموح فني، يرغب في الرقي بالمنظومة الفني والثقافية في مصر والعالم العربي.

*ما هى ملاحظاتك كناقد فني حول الدورة الحالية للمهرجان؟

ملاحظتي ليست مرتبطةً بالدورة الحالية، قدر ارتباطها بإحدى الجوائز التي أعلن عنها المهرجان وهي جائزة الإنجاز الإبداعي، حيث أرى أنه من الناحية الفنية، يجب أن يتم تقنين ووضع أطر وضوابط لتلك الجائزة، ففي إحدى الدورات فاز بالجائزة الفنان عادل إمام، وبعدها الفنان محمد هنيدي، وليس تقليلا من شأن الأخير، ولكن طبيعة جائزة الإنجاز الإبداعي لها علاقة أكثر بالتاريخ الفني، ودائما ما يرتبط الإنجاز بالكبار، ولا مانع أن تدشن أو يتم استنساخ جائزة جديدة على نفس الغرار للمتميزين فنيًا ممن لا يزالون في الملعب الفني، والمثال على ذلك: مهرجان القاهرة السينمائي، نجد أن جائزة الإنجاز تُمنح لكوادر الكبار، وغالبًا ما تمنح للراحلين منهم ممن أثروا الحياة الفنية، أمثال: الكاتب والسيناريست الراحل وحيد حامد، الفنان الراحل حسن حسني، الفنان الراحل سمير غانم، وغيرهم، وهناك جائزة موازية للنجوم ممن لازالوا في منتصف الطريق يطلق عليها جائزة التميز.

*هناك مَن لا يرى فى مهرجان الجونة سوى إنه عرض للفساتين وأحدث خطوط الموضة.. ما ردك؟

استنكر قصور رؤية البعض لمهرجان الجونة، خاصة أنها خرجت من بعض الإعلاميين واقتصار المهرجان في الفساتين فقط، لا شك أن الإطلالات والأزياء كانت ظاهرة متواجدة وفرضت نفسها على المشهد، ولكن لا يجب أبدًا أن ينسينا تواجدها النظرة الفنية للمهرجان وما يقدمه من قيمة فنية وثقافية، وظهر ذلك من خلال المشاريع الفنية للأفلام التي قدمها والتي تجاوزت 80 فيلمًا ما بين روائية طويلة وأفلام روائية قصيرة وأخرى وثائقية، وهذا الكم الفني متواجد في كل الدورات السابقة ولكنه زاد خلال الدورة الأخيرة، وفي طريقها للزيادة خلال الدورات القادمة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"…