الأسلحة الفاسدة
تاريخ مصر الذي يجهله إبراهيم عيسي ! (1)
حتي تكتب المؤرخة الكبيرة الدكتورة لطيفة سالم أستاذ التاريخ بجامعة بنها عن تاريخ مصر خصوصا عصر الاحتلال البريطاني التقت وقت إعداد رسالتها للدكتوراه بالكثيرين ممن اتصلوا بالحياة السياسية قبل ثورة يوليو وبعدد ممن كتبوا مذكراتهم ومشاهداتهم عن تلك الفترة ثم اطلعت علي محاضر البرلمان حتي 1952 والأهم: سافرت إلى بريطانيا لتطالع الأرشيف البريطاني بعد مرور الوقت الكافي للإفراج عن الوثائق والمستندات وفيه مراسلات وتقارير سفراء بريطانيا في مصر وتقارير أجهزة المخابرات الإنجليزية!!
كل ذلك استغرق سنوات وسنوات وأموالا وأموالا وصحة استهلكت أو جزء منها في البحث العلمي، وأسرة تركت وباحثة تغربت.. لم تقرأ كتابا من هنا وآخر من هناك لتأتي وتحكي حواديت قبل النوم وقصص مسلية وأخري للمصاطب!
ولذلك عندما تقول قيمة علمية مثلها: إن قصة الأسلحة الفاسدة حقيقية وإن الإشاعات لنفيها "غير صحيحة" فمن المفترض عندئذ أن يصمت إبراهيم عيسي الكاتب الصحفي والإعلامي ومع كامل الاحترام له ويترك التأريخ لأهله ولمن تعبوا وحصلوا فيه علي أرفع الشهادات وقدموا للمكتبة العربية فيه أقيم المراجع والكتب !
وثيقة رسمية
تتوصل المؤرخة الكبيرة لطيفة سالم إلى وثيقة رسمية صادرة باسم "جهلان" وقد كان مسئولا عن مشتريات القصر الملكي ،ومن بينها أنواع الأسلحة المشتراة وثبت أنها فعلا من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وأنها ثانيا كانت معروضة في "أوكازيون" لبيع الأسلحة للدول الفقيرة واشتراها القصر الملكي!
تقول الدكتورة لطيفة سالم -في أدلة إضافية- إن حيدر باشا قائد الجيش (قبل ثورة أبناء الجيش العظيم المطلوب تشويههم) هو من أحال للنائب العام القضية دون إذن الملك، فما كان إلا أن أقاله الملك هو وعثمان المهدى رئيس الأركان وعددًا من كبار القيادات منهم قائد البحرية!
ثم أنعم الملك على جميع المتهمين بأوسمة ونياشين! والأسوأ والمدهش هو طلب الملك من مصطفى النحاس باشا الإعتذار للمتهمين باعتبارهم حصلوا على البراءة.. فاستجاب النحاس فعلا وكان بيان 31 مارس بما سماه الإساءة لبعض رجال القصر وحاشية جلالة الملك!
نعم.. ليست الأسلحة الفاسدة بالشكل المبسط الذي ظهر بانفجار الأسلحة في وجه الضباط والجنود.. لكن لم يكن الأمر أكذوبة كما يردد البعض اليوم !
ستستمعون لإبراهيم عيسي كثيرا يتحدث عن التخصص واحترام العلم وينفعل ضد من يخالفون ذلك.. بينما هو أول المخالفين حتي بات لا هم له إلا إعادة إنتاج جهد مؤرخي فيسبوك وبإصرار مثير وبجرأة يحسد عليها ولا نعرف ما المصلحة في ذلك وبخاصة ونحن نعيد بناء الإنسان المصري علي أسس علمية سليمة وتفتح فيها بلادنا المجال الأوسع لمعركة الوعي.