تمنى أن يكون مدرس ابتدائي فأصبح شيخا للأزهر... لمحات من حياة الشيخ محمد سيد طنطاوي
عالم دين عرف بالاستنارة والاعتدال في فتاويه وآرائه، تمنى أن يصبح مدرسا في مدرسة ابتدائية فأصبح شيخا للأزهر، وهو أحد شيوخ الأزهر المستنيرين في علم التفسير، ولد في مثل هذا اليوم 28 أكتوبر عام 1928.. إنه فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق.
هو من مواليد سوهاج، حفظ القرآن صغيرا، ودرس بكلية أصول الدين جامعة الأزهر عام 1959 وتخصص في التدريس وحصل على الدكتوراه في التفسير والحديث بامتياز عام 1966.
ويحكى الدكتور محمد سيد طنطاوي عن طفولته فيقول:
أنا الدكتور سيد طنطاوى شيخ الأزهر، أعترف بأنى لم أشاهد أمى فقد رحلت بعد شهرين من ولادتى ولم تنجب أمى سواى، واحتضنتنى زوجة أبى بكل الحب، عشت في بيت كنت أشعر فيه بالأمان والاطمئنان والسعادة، وتزوجت ابنة عمى وأنجبنا الأولاد وعشت معها حياة طيبة، والأحفاد يملأون على حياتى.
وكنت أتمنى أن أصبح مدرسا في مدرسة ابتدائية، وبدأت علاقتى بالقرآن الكريم في مرحلة الطفولة المبكرة حيث بدأت حفظ القرآن والانتهاء من حفظه كاملا قبل أن أصل إلى البلوغ، وما زلت حافظا له وأدعو الله أن يوفقنى دائما للمزيد من علمه، فالقرآن هو ربيع قلوبنا وأنس نفوسنا، فهو الذى نستمد منه الخيرات والبركات.
هناك فروق كبيرة بين جيلنا والأجيال من بعدنا في دراسة القرآن، فكنت أذهب يوميا إلى قرية أخرى غير قريتنا ماشيا على الأقدام مسافة 10 كيلومترات ذهابا وإيابا لأحفظ القرآن، وكنا نكتب ما هو مقرر علينا أن نحفظه على الألواح ثم نقوم بتسميعه خوفا من فلكة الشيخ، واختلفت الأمور الآن بعد تعدد وسائل حفظ القرآن.
وتدرج الشيخ محمد سيد طنطاوي في المناصب فبدأ خطيبا في مساجد وزارة الأوقاف، مدرسا بكلية أصول الدين، أستاذا في التفسير ثم عميدا لكلية أصول الدين بأسيوط.
الدفن بالبقيع
في 28 أكتوبر 1986 عين مفتيا للديار المصرية ومن أهم فتاواه كانت إباحة فوائد البنوك والقروض، ثم صدر قرار جمهوري بتوليه مشيخة الأزهر عام 1996، ولقب بإمام المعتدلين.
بعد حياة حافلة بالعطاء رحل الدكتور محمد سيد طنطاوى عام 2010 عن 81 عاما أثناء تواجده بالرياض لحضور مؤتمر، وأقيمت صلاة جنازته في المسجد النبوي بالمدينة، ودفن في البقيع.
ردود أفعال
من مواقف الشيخ الجليل محمد سيد طنطاوى إصدار فتوى إباحة فوائد البنوك، إصداره قرار بإقالة الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر لإصداره فتوى بوجوب قتل الأمريكيين في العراق أثناء الغزو.
في عام 2009 أثار إجباره طالبة إعدادى على خلع النقاب زوبعة عند المتشددين المؤيدين للنقاب فطالب أحد النواب من الإخوان ـ حمدى حسن ـ بعزله من المشيخة، وبناء عليه أصدر مجمع البحوث قرارا رسميا بحظر النقاب داخل فصول المعاهد الأزهرية.