الراديو كان وسيلة تواصل.. قصة فاطمة التي أجبرت مأمون الشناوي على كتابة شعره بالعامية
هو الإنسان المحب الذي يعشق محبوبته فكتب لها أغانيه، هو الصحفي والشاعر الغنائي والكاتب أبو دم خفيف مأمون الشناوي الذي ولد في مثل هذا اليوم 28 أكتوبر 1914 ورحل عن ثمانين عامًا في 1994، وصفه الدكتور طه حسين بقوله: “مأمون يصنع للعشاق والمحبين حالة من الإبداع ويبني لهم قصرًا من الجمال ويروى بكلماته أرضًا من الهجر كادت يصيبها التصحر العاطفي”.
ووصفه بليغ حمدي بالشيك في كتاباته وهو حالة حب صادقة، وقال عنه الشاعر بيرم التونسي: مأمون شاعر لا يقلد أحدا، ولا يستطيع أحد أن يقلده.
ومن أشهر ما غنى للشاعر مأمون الشناوي: أم كلثوم 4 أغنيات، وعبد الحليم حافظ 27 أغنية، وليلى مراد، ومحمد فوزي، وفريد الأطرش 30 أغنية لكل منهم، ونجاة 15 أغنية وفايزة 10 ومن الشباب هاني شاكر وعزيزة جلال، ومن اللون الشعبي أحمد عدوية فى أغانى: زحمة، سيب وأنا سيب، كركشندى ذبح كبشه.
ذكريات روز اليوسف
وفي مجلة روز اليوسف عام 1950 يحكي الشاعر الصحفي مأمون الشناوي ذكرياته فيقول:
بدأت صحفيًّا في روز اليوسف عام 1936، وعلى مدى ثلاثة أعوام، وكان مرتبي أربعة جنيهات في الشهر ولم يكن هناك أي بادرة من صاحبة المجلة لزيادة المرتب، وأحيانًا كانوا يطلبون مني كتابة صفحة "موال سياسي" في حالة سفر الدكتور سعيد عبده.
وعندما وقعت روز اليوسف في أزمة بسبب محاربة الوفد لها جاءني على أمين ـ وكنا زملاء في مدرسة الخديوية الثانوية، وأخذني من يدي إلى مجلة آخر ساعة، وعرض على محمد التابعي أن أعمل في آخر ساعة مقابل 12 جنيها في الشهر، وسافر التابعي في رحلة إلى الخارج أنفق فيها الكثير، وعندما عاد قرر تخفيض مرتبات كل العاملين، ووجدت أن مرتبى أصبح عشرة جنيهات فقط، فاتصلت بإحسان عبد القدوس الذي طلب منى العودة مرة أخرى لروز اليوسف براتب 12 جنيها، وبالفعل عدت إلى روزاليوسف لمدة أربعة أشهر.
وهنا قرر التابعي رفع مرتبي إلى 20 جنيها فعدت إلى آخر ساعة.. وأخبرني التابعي برغبة محمد عبد الوهاب في مقابلتي، وتقابلنا في ستديو مصر أثناء تصوير فيلم يوم سعيد وقالى عاوزك تكتب لى أغانى وسمعنى لحن على أن اركب عليه كلمات فكتبت عام 1939 ( انت وعزولى وزمانى حرام عليك)، وتوالت الأعمال فكتبت له: انسى الدنيا، ردى على، على بالى، كل ده كان ليه، آه منك ياجارحنى،من قد ايه كنا هنا.
مواقف مع أم كلثوم
سعيت للعمل مع أم كلثوم وقدمت لها أغنية حبيب العمر فطلبت تعديل لبعض كلماتها، فأعطيتها لفريد الأطرش، ثم أعطيتها أغنية "الربيع" لكنها رفضتها بحجة أنها زجلية موسمية، وقبل الأغنية فريد الأطرش وغناها في أول حفل مصور بالتليفزيون وأصبحت الأغنية من كلاسيكيات الغناء العربى وأنا أرفض تعديل كلمات أغنياتى، وكانت المرة الوحيدة التى قلت لها عدلى كما تريدين فقالت لا سأغنيها زى ما هى كانت في أغنية انساك يا سلام، وبعدها كل ليلة وكل يوم، بعيد عنك حياتى عذاب، ودارت الأيام 1970.
وعندما كتبت لفريد الأطرش أغنية (نعم يا حبيبى نعم ) رفض كلمة نعم وطلب التعديل، ولما غناها عبد الحليم حافظ زعل.
بنت الجيران
أحببت بنت الجيران وكانت لا تفهم شعر العامية، ولأن أسرتها كانت تملك راديو في بداية الإذاعة عام 1934 وأردت إبلاغها بحبى لها فتحولت إلى كتابة الأغانى بالعامية وأعطيتها للمطرب محمد صادق ليغنيها بالإذاعة وكان أجرى 2 جنيه إلا أنها كانت بمثابة رسائل غرامية علنية لها ومع مرور الأيام أصبحت زوجتى وأم أولادي.
شهادة صحفية
قال عنه الكاتب مصطفى أمين مأمون هو صاحب الكلمات الراقية، لم ينظم الكلمات ليغنيها ملوك الطرب والغناء وإنما كان يكتبها ليعبر عن هواه وغرامه وعشقه وحبه للنساء، وكل أغنية من أغانيه هي قصة حب عاشها، سألته كم مرة حبيت، فقال 100 مرة لكن أحببت وتزوجت أم أولادى فاطمة ابنة حى السيدة فكتب لها: كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله.