إخلاص النية لله.. 13 وسيلة مُعينة على سلامة القلب
حتى يتحلّى المسلم بصفة القلب السليم، عليه الحرص على اتّباع بعض الوسائل التي تُعينه على ذلك، فالقلب هو المعيار الرئيسيّ لفلاح الإنسان ونجاحه في حياته، فإن كان قلبه سليمًا صحيحًا، كانت حياته كذلك، فالقلب السليم هو أساس صلاح الإنسان، وهو صفةٌ تُميّز صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث إنّ قلوبهم سليمة، وكان الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم - يحثّهم على أن يحرصوا على سلامة قلوبهم.
ومن الوسائل المعينة على سلامة القلب:
أن يحرص المسلم على أن يخلص نيّته لله تعالى في كلّ ما يفعله في حياته.
أن يتحلّى المسلم بالرضا والقناعة في كلّ ما يحصل له في حياته، وما يكتبه الله تعالى له.
أن يتدّبر المسلم آيات القرآن الكريم، ويحرص على قراءته في كلّ وقتٍ وكلّ حينٍ؛ لأنّ من فضائل القرآن الكريم أنّه شفاءٌ للناس من تلك الأمراض النفسيّة التي قد تصيب القلب.
أن يتحلّى المسلم بالأخلاق الكريمة، ومنها: أن يُحسن فهم مقصود الآخرين، والتماس الخير في كلامهم، وإحسان الظنّ بهم.
أن يسعى لنصح من حوله من الناس، وذلك بطريقةٍ حسنةٍ، وأسلوبٍ لا إيذاءٍ فيه.
أن يستعين المسلم بالدعاء، فيدعو الله تعالى أن يرزقه قلبًا سليمًا مؤمنًا به، لا يحمل في داخله إلّا الحبّ والسلام والخير للناس.
أن يحرص المسلم على أن يلقي تحيّة الإسلام على من حوله؛ لأنّ ذلك يولّد بين الناس المودّة والألفة، ويُبعد عنهم السوء والكره.
أن يقدّم المسلم الهدايا لمن يحبّه؛ فتقديم الهدايا بين الناس تعمل على تقوية العلاقات بينهم.
أن يحرص المسلم على مجالسة أهل العلم، ونيل العلم منهم.
أن يبقى المسلم مستحضرًا فكرة الموت واليوم الآخر؛ لأنّ ذلك يؤدّي إلى رقّة القلب.
أن يُقلع المسلم عن الذنوب والمعاصي، ويستغفر الله تعالى، ويتوب إليه.
أن يختار الرفقة الحسنة الصالحة المحبّة للخير.
أن يسعى لتقديم الخير للناس، وقضاء حوائجهم، والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.
أنواع القلوب
القلب الذي لا حياة فيه؛ وهو القلب الخالي من الحياة؛ أي الميّت، وتكون صفته كذلك؛ لأنّه قلبٌ غير مؤمنٍ بالله تعالى، بعيدًا عنه، وهذا القلب هو قلب الكافر، الذي ينافق في عمله، والذي يتّصف بالتعالي على الناس.
القلب الذي فيه مرضٌ؛ فهو القلب المريضٌ؛ لأنّه مع وجود الإيمان في داخله، إلّا أنّ في داخله أيضًا ميلٌ للشهوات، والفتن، والأمراض النفسيّة الناتجة عن اتّباع ذلك، والإيمان الموجود في هذا القلب ليس إيمانًا كبيرًا وقويًّا، بل يشوبه حالةٌ من الضعف، ونتيجة ذلك يكون متّبعًا للشهوات، وغيرها.
القلب غير الثابت؛ وهو القلب المتقلّب؛ لأنّ في داخله شقّين؛ شقٌّ يحثّه على الإيمان بالله تعالى، واتّباع أوامره، والتزام دينه، وشقٌّ يحثّه على ارتكاب المعاصي والذنوب، فهذا القلب ليس بحالٍ ثابت؛ لأنّه في حال ازدياد منسوب الإيمان في قلبه يتجّه لأداء العبادات واتّباع أوامر الله تعالى، وفي حال الغفلة والبعد عن التقوى، يتجّه نحو اتّباع شهواته.
القلب السليم؛ ومن صفاته أنّه صالحٌ سالمٌ من الغلّ والحقد، مؤمنٌ بالله تعالى إيمانًا صادقًا قويًّا، يسعى لإرضاء الله تعالى باتّباع أوامره واجتناب نواهيه، عامرٌ قلبه بالاطمئنان والرضا والتوكّل.